تحية لامة الصمود والتحدي

تحية لامة الصمود والتحدي
الاعتداءات التي حدثت في طهران تندرج في اطار ردة الفعل على الانجازات التي تحققها الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكافحة الارهاب بوصفها رأس حربة تقرن القول بالفعل دون مهادنة لهذا الارهاب الذي يشكل عدوا للانسانية جمعاء. ايران تدفع الآن ثمن مواقفها ومناهضتها للكيان الصهيوني، وإسنادها لقوى المقاومة في مقاومتها له، وهي على ثقة بأن الشعب الإيراني قادر على إفشال المخططات التي تستهدف نقل الفتنة إلى صفوفه، وعلى حماية مكتسباته، ووحدته في مواجهة الارهاب الاسود.
لا شكّ أن إيران أحد الأهداف الرئيسة لتنظيم داعش الإرهابي حيث وضعها التنظيم ضمن ولاية خرسان (تضم ولاية خرسان حالياً مناطق من باكستان وأفغانستان)، كما أن القول بأن التنظيم الإرهابي لم يستهدف إيران هو أمر مجافي للحقيقة. فقد تحدّثت الأجهزة الأمنيّة الإيرانيّة عن كشفها للعديد من العمليات الإرهابية وإفشالها. آخر هذه العمليات كانت قبل أيام وتحديداً في ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة الإيرانية 22 بهمن (11 شباط). كما اعلن عنها وزيرالامن الايراني السيد محمود علوي قبل هذا التاريخ ، فقد نجحت طهران في إفشال العديد من العمليات الإرهابيّة” وتواكب تحرّكات التنظيم وتضعها تحت المراقبة التامة قبل عبورها للحدود وحتى لحظة إلقاء القبض عليها.و فشل التنظيم الإرهابي في استهداف أراضي هذا البلد الصامد بوجه التحديات تعود للاقتدار الأمني الذي كرّسته القيادة منذ سنوات. فقد برزت قناعة لدى العديد من الخبراء الأمنيين حول تفّوق اجهزتها الأمنية على نظيراتها من الأجهزة الأمنيّة العالميّة رغم معارضة خبراء آخرين لهذه الرؤية الأمنيّة.
ان الراي العام العالمي يقف اليوم مع الشعب الايراني ويعتبر تنفيذ هذه العملية الارهابية بعد اسابيع من الاجتماع المشترك للرئيس الامريكي مع رئيس احدى الدول الرجعية في المنطقة مثل حكومة الرياض والتي تدعم بشكل متواصل الارهابيين التكفريين يحمل معان كثيرة وان تبني داعش مسؤولية ذلك يدل على ضلوعهم في هذه العملية الوحشية.ولاشك ان هذه العمليات الإرهابية قد جاءت في ظل مناخات عدائية ولّدتها قمة الرياض ضد إيران، ووفّرت بيئة ملائمة وتشجيعاً لقوى الإرهاب في أن تبدأ بممارسة إرهابها الأسود داخل إيران، في تطور لا يمكن عزله عن المخطط الأشمل لحرف الصراع في المنطقة، وتحويله إلى صراع طائفي ومذهبي يكون مركز التناقض الرئيس فيه الجمهورية الايرانية، بدلاً من التناقض الرئيس مع الكيان الصهيوني، عدو الأمتين العربية والاسلامية . وفي ظل ظروف يتطلع العالم إلى أن يسود الأمن والاستقرار والهدوء شعوب العالم اجمع ومنها أمتنا العربية والإسلامية، وأن تتوحد الجهود من أجل مواجهة عدو الأمة المركزي ممثلاً في الكيان الصهيوني. داعش في الحقيقة، بكل أفكاره وممارساته وأساليبه ومرجعياته، هو صورة طبق الأصل عن التنظيم الهمجي الوهابي الحاقد على الانسانية جميعاً.فتحية لامة الصمود والتحدي .
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here