شهد نزاع و(مهاترات)

ازمة الخليج الحالية والتي تأججت و(أزدهرت) بعد زيارة الفيل الأحمر الى المنطقة ورعايته لمؤتمر(أسلامي في الرياض!) ،هذه الازمة لم تكن وليدة اللحظة او الصدفة فهي لها بدايات قديمة تعود الى القرن الماضي وتحديدا عام 1995، هذا العام الذي شهد نزاع و(مهاترات) على الغاز الطبيعي المسال باعتبار، دولة قطر اكبر مصدر له في العالم، هذا الغاز المسال قد حرك (اللعاب المسال!) لبعض القوى في المنطقة وخارجها، حيث بدأ اللعاب يسيل تحضيرا لتناول والتهام (اللقمة الدسمة) المتبلة بالغاز الطبيعي ومزينة بالبترول الاسود ،خصوصا اذا ما علمنا ان اللون الاسود هو  اهم لون في العين ، وهذا اللون الاسود هو محط اهتمام وملاحظة العين (الزرقاوية)،التي تعتبر نفسها صاحبة الوصايا على العين السوداء او على الاصح اللون الاسود (البترول).

وهناك من يرى ان من اسباب اندلاع ازمة الخليج الحالية هو نزاع اخر بين الدوحة والرياض سببه ان الدوحة ترعى وتدعم بعض امراء ال سعود ، وتحضر لهم كي يقوموا باستلام مقاليد الحكم بدل الملك الحالي، مقابل ان يقوم هؤلاء الامراء في حال استلامهم لامور المملكة بتوسيع مساحة قطر على حساب مساحة المملكة ،في وقت يرى فيه الكثير (ال سعود) ان قطر تابعة للملكة السعودية ، هذا الامر يذكرنا بموضوع العراق والكويت في تسعينيات القرن الماضي حيث اجتاح العراق (صدام) الكويت، بحجة ان الكويت يسرق النفط العراقي من الابار القريبة من حدوده ، مالبث ان اعلن العراق ان الكويت امتداد طبيعي له ،وانها اي الكويت في الاصل عراقية،هذا الاعلان وهذه الخطوة كانت بداية الهاوية لنظام (صدام)وعجلت في سقوطه،ومانشهده الان في سيناريو الخليج قد لايكون مختلف جدا عن سيناريو العراق والكويت.
كما ان من الاسباب الاخرى لنزاع الدوحة والرياض على وجه التحديد ، لان هذا النزاع هو جوهر التوتر في منطقة الخليج حتى وان شمل دول اخرى خليجية وغير خليجية ،والسبب هو أن جذور الأزمة الراهنة تعود إلى عام 1995، عندما قام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالانقلاب على حكم والده، بينما اعتبرت السعودية والإمارات هذا الانقلاب سابقة خطيرة بالنسبة للأسر الحاكمة في الخليج، وبدأتا بالتخطيط ضد الأمير القطري الجديد، وأن الرياض وأبوظبي  دبرتا مخططا لاغتيال حمد واثنين من إخوته  هما وزيري الخارجية والطاقة في حكومته، في المساعي لإعادة الأمير المخلوع إلى السلطة. و وصلت الاستعدادات في الإمارات لحد وضع المروحيات والمقاتلات في حالة تأهب قصوى لدعم محاولة الاغتيال، التي لم تُنفذ أبدا لأن ممثلي العشائر الذين كلفوا بالمهمة تراجعوا عنها واعترفوا بكل شيء قبل التوقيت المحدد لتنفيذ المخطط بساعات.
نشرت صحيفة “فورين بوليسي”  مقال للباحث سايمون هندرسون، تحت عنوان “هل سيشعل المنفى الدبلوماسي لقطر حربا كبرى جديدة ؟“. حيث اشار الباحث وهو مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أن دول الخليج كانت منذ وقت بعيد تمهد لحرب مع إيران، معتبرا أن الوضع حول قطر قد يصبح الذريعة المرجوة التي تبحث عنها هذه الدول.
واعتبر كاتب المقال أن العالم ربما يقف اليوم أمام لحظة تاريخية يمكن مقارنتها مع اغتيال الدوق فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914، ما مثل شرارة الحرب العالمية الأولى.
وذكر الكاتب أن الهدف “الشكلي” لتحرك السعودية والإمارات هو قطر، التي انحرفت منذ فترة بعيدة عن إجماع باقي دول الخليج بشأن إيران.
أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، ضد قطر والمتمثلة في قطع العلاقات الدبلوماسية، وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القطرية، وإغلاق  الحدود البرية والبحرية، تمثل “ذريعة للحرب” بكل معنى الكلمة. وأعاد إلى الأذهان أن حرب الأيام الستة ، اندلعت بذريعة قبل 50 عاما بإغلاق مصر لمضيق تيران، ما منع إسرائيل من الطريق الوحيد للوصول إلى البحر الأحمر.
واعتقد جازما ان حكام دول الخليج يعلمون جيدا ان هذا التوتر ليس لصالحهم وانهم سيدفعون الثمن غاليا  ، ولكن وكما يقول المثل المصري ( ما فيش في اليد حيلة)، لأنهم اي حكام الخليج ينفذون سياسة واوامر ( جهات عليا !!).
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here