هوذا العقاب .. من جنس العمل

محمد علي مزهر شعبان

حين طمرت رؤوسكم في وحل الرذيلة، واستأنست أنفسكم لمشاهد الدماء والخراب، وامتعت سجيتكم، نثار البلدان بشرا وحجارة . كنتم صفا واحد، ولسان حال دعي واحد، تباريتم في اندلاق خزائنكم في جيوب الكبار، ووزعتم عطاياكم لوحوش الغاب وذوات الانياب، وتباهيتم بانكم في مقدمة مجرمي العصر، تحسبونه مغنما ونصر، رجعتم الى جاهليتكم في سلب الارواح، وسلبت منكم الغيرة والمال تحت وطأة اللصوص ذوات البوارج والاساطيل، وأضحيتم نعاج تحت البساطيل، فحسبتموه نصرا وان فرغ الناموس من الرؤوس .واذ تطبق عليكم قاعدة قوانين السماء والارض بأن ( العقاب من جنس العمل ) وانه يمهل ولا يهمل . هي ذي شرعة القصاص التي ستطول، قدر استطالتكم في نشوة التبذير، لترجع اعصارا على من قاد حروب التدمير.

مهما تعددت الاسباب وتنوعت، في طبيعة عداوتكم الكامنه في خوالجكم، سواء تلك الادعات، بأن هذا ينصر الاخوان، ويمد من تحت الطاولة اليد لإيران، والاخر ينصر داعش وماعش وناهش، فإنكم جميعا تمخضتم من رحم الوهابية والابادة الجماعية على الهوية . واذ ينظر السيد ” الكابوي” الى المشهد فلابد من حركة بهلوانية في قيادة رعيل البقر، تثير النقع، وترسم خارطة جديده، دون تلك المعاهدة التي اختطها ” روزفلت وعبد العزيز، لتبدد السكون الراقد على جمر الخفايا وما ضمرت الانفس . لقد تعددت الرؤوس، وفاض التبجح بالسعودية والامارات، اللتان بدتا تشعران أن الاصطفاف في المنطقة يميل لصالحهما في الوقت الراهن على حساب ايران والاسلاميين، بوصول تاجر الفرص الجنرال ترامب على سدة الحكم في راعية الديمقراطيه وحرية الشعوب” ماما” امريكا. السعودية والامارات، وتبعتهما “ام الدنيا” التي ترقص في محافل الاغنياء، لمن يدفع اكثر مال وابعادا للاخوان للسلطة في مأل . هؤلاء قرروا التصدي للخط السياسي الذي تنتهجه الدوحة، بعد ان حظت هذه الخطوة بدعم جزر القمر والمالديف واثيوبيا وشرق ليبيا والصومال ومورتانيا والفلبين التي يتوقع لها ان تكون عاصمة داعش… كذلك قررت دولة الخلافة ” داعش” مقاطعة قطر وقطع علاقاتها معها… نصرة لشقيقتها السعودية في محاربة الارهاب وتبعتهم حكومة الفاتح العظيم ” عبد ربه منصور …. ” دكوا صلوات ”

دون الخوض بالاسباب والمسببات، والنوايا والغايات، ومختلف الادعات، انه صراع على المقدمة، تمهيدا لدخول اسرائيل على الخط، دون اقنعة، وتوطيدا لتطبيع العلاقات معها جهارا، ضمن ناتو عربي بقيادتها، وان كانت الضحية، تلك الامارة، فكما يقال ( الحار جوه يخيار ) البوصلة هذه المره حددت والمسار يحمل كل هذه الادوات نحو طهران . قيل له : ابن ام الرجوله … قال ” حسابي يكون” أليس اكثر دلالة ما قاله مولانا ابو ” مونيكا”  حين دعا الدول الاسلامية الى تولي قيادة معركة التصدي للتطرف متهما ايران بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ” بعد ان هز اكتافه وخصره في “رقصة العرضه” منتشيا، وقد عبأة مئات المليارات، هدية من المناكيد للبلطجيه .

يبدو ان قطر أدركت ان اعلان العداء لايران ليس بالامر السهل، وقرأت في اتزان  سلطنة عمان، واعتدال امارة الكويت، ان ليس بالامر كما يعتقد خراف السياسة، باعلان حرب على طهران سيكون بارادة فلان ورغبة علان، مهما طالت يده اوقصرت، فان العواقب ستحرق الترف من امارات الرمال، ولعله يرجعها الى البحث عن محارة في اعماق البحار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here