العراقي حين يصبح محللا ستراتيجيا

عبدالامير العبادي

ما تجلس على دكة رصيف او طاولة بائسة من مقاهينا المتعبة او تركب سيارة او في دائرة حتى تثار التحليلات السمجة والغريبة في التنظير والثورية التي لا تشم منها الا رائحة التمنيات والامال وهذا ديدننا بسبب حالة القلق والفراغ الفكري الذي نعيشة عبر فترة كان لنا فيها مخاض عسير حيث مقارعة او محاربة الانظمة التي عاشها شعبنا من الملكية ثم الجمهورية وما بعدهما اي نظام صدام والنظام الحالي حيث لم نعش حالة الاستقرار النفسي وهو الدافع الكبير على تمثل اي منا بازدواجية الفكر او التعصب الفكري بكل تجلياته واشكاله وهذا مؤداه الى خضوعنا الى ردات فعل ثورية استقصائيةدون جدوى من فحواها

ومنذ بواكير حياتنا نحن هذه الاجيال كنا دوما نمني النفس بخطابات ثورية متشنجة منها غدا تسقط اميركاوغدا يسقط النظام الفلاني واولئك عملاء خونة لشعوبهم كما في حكام الخليج لذا اقول وانا مع كل هذه التصورات والقناعات الا اني اذهب بعيدا عن الاخرين حيث ارى ان هذه المسائل ما عادت تهمني  ولا تقلقني ولا اريد ان تجد لها في تفكيري شيئا حيث ارى ان العالم يعيش مصالحة وكل ما يحدث يقع ضمن مشكل المصالح العالمية او ضمن خرائط هناك من يرسمها والشاطر من يخرج من هذه الخارطة ثم يجد مخارج لمشاكله وهذا ينطبق علينا

العراق يعيش اكبر مشكلة بين هذه الدول ومستقبله مجهول والارهاب والفساد يضرب اطنابه بقوة اذ لا توجد سياسة اقتصادية ونظام مستقر كما في الانظمة المشار لها والتي وضعت لها ستراتيجية وشيدت لها منظومة اقتصادية قوية لا يمكن تغييرها بمجرد حدوث تباين اوخلاف ينهي انظمتها

نحن ومحللينا نغرد بالتمنيات والاماني بسقوط هذه الدول وهذه استحالة في الوقت الحاضر وما علينا ان نرتقي بافكارنا ونجد لنا مداخل ومخارج تنتشلنا من حالة الغرق التي نعيشها ولنجد لدينا طريق يرسم لنا مستقبل اجيالنا وبديل يصنع ارادة لدولة اقتصادية شامخة تزيح كل الرواسب وتنقلنا الى مستوى بعض الدول متوسطة الحال الاجتماعي وكفانا الاعتقاد باننا الاقوياء والافذاذ والفقر والامية والفساد والتخلف ينخر في اجسادنا في ظل دولة لا يعرف لها نظام يديرها

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here