اليعقوبي وإحياء المعصوم

علي فاهم
الامام المهدي مستقبل البشرية ،الزهراء كرامة الانسان ،الامام الحسين
بسمة تلميذ ، الامام الحسن فرحة يتيم ، قراءات جديدة واعية من لدن المرجع
اليعقوبي يطرح بها الائمة بصورة عملية تختلف عن دائرة الدراسة التاريخية
والتقديسية الشعاراتية لينقلها الى المجال التطبيقي العملي بأقتباس ضوء
من حياة المعصوم وجعله مناراً يقتدى به العاملون الرساليون وسائر الناس
وهذا الطرح التطبيقي هو المقصود من وجود المعصوم فالاية الكريمة واضحة
الدلالة في الغاية من وجود المعصوم (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فقراءتنا للمعصوم هو التأسي بأفعاله
وأقواله جعله قدوة لنا لا أن نقف عند شخصه ونستغرق في الذوبان في مأساته
دون التأسي فاذا فرغت حياتنا العملية من ضوء المعصوم فنحن نعيش الظلام
وانطفاء الرسالة وهكذا نفهم مقولة ان النبي كان خلقه القران أو مقولة ان
الامام علي هو القران الناطق وهكذا عندما نمر على مواقف المعصومين علينا
أن نقطف من ثمار سيرتهم وما يفعله المرجع اليعقوبي هو تقديم هذه العبر
بين أيدينا ويرشدنا الى أنجع طريقة للتأسي ، وانا لا ادعي ان هذا الاسلوب
جديد ولكن تطويع السيرة المعصومة مع الحاجة العراقية الخاصة أنفرد بها
المرجع اليعقوبي فقد كان طبيباً حاذقاً شخص المرض والحاجة وحضر الدواء من
عقاقير أهل بيت النبوة وما على الامة الا التحرك بأتجاه هذه السبل فعندما
نمر على ذكرى عاشوراء وهناك حاجة ملحة بوجود نقص في المناهج التعليمية
فيتحرك فينا الحسين ونتحرك نحن بالحسين لسد هذا النقص فتتحول المشاعر
المكتنزة في وجداننا الى طاقة كبيرة تحرك الفاعل الايجابي بأتجاه  الهدف
فيضاف الى مجموعة الحوافز كرضا الله ونيل الاستحقاق الاخروي وتنفيذ أوامر
الشرع تتأطر كل هذه الحوافز بإطار الحب لشخص الامام الحسين والتقرب اليه
فيكون الفعل أكمل وأجمل وأنقى لان هدفه خرج من ميكانيكية تنفيذ الاوامر
الالهية الى التحفيز العاطفي، وثبت عبر التاريخ أن للعواطف والمشاعر
حركية أكبر من حركية العقل ولديها قوة وطاقة جبارة لو وظفت بالشكل الصحيح
الايجابي لا التفريغ السلبي من خلال جلد الذات وتعذيبها وهذه نقلة نوعية
أنفرد بها وتميز المرجع اليعقوبي فهو لم يدعوا الى إلغاء العاطفة وإنما
صحح مسارها لتتسق مع مقاصد الشريعة الاسلامية وأهداف الائمة عليهم السلام
وهكذا كانت دعوته الاخيرة الى الاستفادة من الاحتفال بذكرى ولادة الامام
الحسن ع لإطلاق مبادرة ( الامام الحسن ع فرحة يتيم ) ودعا المؤسسات
الانسانية والخيرية والمحسنين الى المساهمة في رسم الابتسامة على وجوه
اليتامى والتخفيف من معاناتهم من خلال تغطية احتياجاتهم المادية وسائر
متطلبات الحياة الكريمة بمختلف الطرق والوسائل المتيسرة خلال شهر رمضان
المبارك، فحول الاحتفال بمناسبة ولادة الامام الحسن ع الى حركة فاعلة في
رعاية الايتام وحول شهر رمضان والتنافس فيه لكسب رضا الله الى مساحة
السباق العملي الذي سينعكس بلا شك على أصلاح المنظومة الاجتماعية بتحويل
بوصلة التواصل مع السماء لمعالجة شرخ كبير خلفته الحروب الاخيرة مع داعش
وهم جيوش اليتامى ومحاولة تغطية وردم الحاجة المادية والمعنوية لهم وهذا
هو مصداق الاسوة الحسنة عملياً فكانت قراءة المرجع لذكرى ولادة الامام
الحسن فرصة لتوجيه أنظار المجتمع لهذه الشريحة وهذا المنهج والمنهجية سوف
تخرج المعصوم من دائرة الاحتفالات الفلكلورية الشعاراتية الى الحياة
الواسعة ويفتح الباب على مصراعيه أمام الناس المحبين لأهل البيت أن
يحيوهم في حياتهم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here