إيناس طالب.. إيقونة الأمل

محمد إسماعيل

بدت الفنانة إيناس طالب، في برنامج “فريق الأمل” الذي يبث في العاشرة مساءً من قناة الشرقية، بكامل بهاء خبرتها المستحصلة، من التعامل، مع الكاميرا في الإستديوهات، وعلى خشبة المسرح، الأمر الذي تجلى من هدوء تمكنها في التقديم لأول مرة في حياتها.

ظهرت الفنانة طالب، مقدمة ربط بين فقرات البرنامج، بحيوية تلقائية، أضفت إحساساً نبيلاً على المآسي التي تتناولها الحلقات تباعاً، من خلال جمال أصيل وأداء “مرهدن” متوازنة، من دون تكلف ولا تصنع ولا جمل مفبركة.. وهذا ما يعد نظيرا إجرائيا، للسهل الممتنع، في الكتابة.

تفوقت إعلامياً على نفسها، في البرنامج، إذ أثبتت موهبتها المقتدرة من توظيف نبرات الصوت والحركة والإبتسامة والكآبة والهمسة والصوت العالي واللفظ المتقن بضبط دقيق لمخارج الحروق وتعابير الوجه، وإيماءات اليد، تماهياً مع الحالات المطروحة، في كل حلقة على حدة.. تفرداً.

وبهذا تكون إيناس طالب، قد وضعت قدماً ثابتة.. بثقة وإقتدار على طريق الإعلام؛ الذي درسته أكاديميا، في إحدى الجامعات الأردنية، بحيث أفادت منه في حسن التعاطي.. تكاملاً مع الحالة التي تطرحها كل حلقة، كأنها شهرزاد هذا العصر، والرأي العام شهريار، ترسخ الأثر العاطفي والوجداني، للمأساة، وفي الوقت نفسه، تبعث الإحساس بالتفاؤل والتشبث بالأمل.. جدياً، وهذه التركيبة المعقدة، التي تتألف من مقدمة ربط بين فقرات المأساة، وتداعيات الفقر والمرض الذي ينتظر رحمة الله، من أي المسارب تجيء.

كونها ممثلة أصلاً، إمتلكت الإستعداد لتقمص الحالة وتمثلها، أيصالاً حقيقاً.. غير مفتعل، قرّبها من المشاهدين، ومنحها مرونة التعبير التلقائي الجذاب؛ فجمالها المتدفق فتنة ساحرة، من بساطة ثياب غاية بالأناقة ومكياج عذب وشعر يزهو روعة بسهولة تصفيفه؛ جعلها ملاكاً مهنياً يطير كالطيف الأثيري، فوق أحداث كل حلقة بتماهٍ بهي، مع تفاصيلها، الغارقة بالألم.

إن إيناس طالب، تجربة فنية، تعززت بطرق باب الإعلام، الذي سارت أولى خطواتها على سبيله بضمانات مدعومة من موهبة أصيلة في التمثيل، تضافرت مع إستحصالها الأكاديمي للإعلام؛ مما أهلها للتوسع بالإيحاء المترجم لمعطيات محور الحلقة، خارجة برؤيتها الى فضاءات لا نهائية، تفاعل معها الشارع العراقي، وهي تسحبه بحسن أدائها ولباقة حديثها الشيق، وجمال إطلالتها.. حسناً فاتناً على شاشىة الشرقية، ينبئ بولادة فنانة رصينة وإعلامية متمكنة.

ظهورها بصفة إعلامية، لم يسدل ستاراً فولاذيا فاصلا، بينها والتمثيل، بل أثبتت حقيقة أن “الممثل هو الذي تراه لا يمثل” وهو ما ظهرت عليه إيناس وهي تتقمص روح العائلة التي تطرحها كل حلقة، كما لو ورثت مآسيهم؛ ما ينبئ بولادة تجربة إعلامية ذات شأن واع لمهمات الإعلامي، ودور الفنانة فيه، محرزة الإعجاب، بما لا يقل عما حققته من مكانة في الفن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here