العراق بين ولاية الفقيه والوهابية

ادهم ابراهيم

في عام 2014  اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان سوريا متورطة باعمال ارهابية في العراق . . وان هناك معسكرات تدريب واسلحة للارهابيين ، لتنفيذ عمليات ارهابية في العراق . وقدم ورقة الى الامم المتحدة بذلك . . وبالمقابل اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد اتهامات العراق هذه (( لا اخلاقية )) ء

الا انه وبعد اندلاع الثورة السورية ، او المعارضة السورية ضد بشار الاسد ، سارع نفس رئيس الوزراء العراقي الى تأييد سوريا ورئيسها . في موقف متناقض تماما لموقفه السابق . . وكان ذلك بتوجيه من الحكومة الإيرانية ، التي دعمت نظام بشار الأسد ضد المعارضين له . . وبقي العراق على نفس الموقف الايراني الى يومنا الحاضر ، وزاد عليه بارسال ميليشيات عراقية للدفاع عن النظام السوري

كل هذا الشريط مر امام عيني وانا استمع الى القرارات المتخذة من قبل السعوديه وعدد من الدول الخليجيه والعربيه ضد دولة قطر ، الراعية للارهاب على حد وصفهم . . والموقف الايراني الذي اصبح مؤيدا لها

ان قطر كانت توصف من قبل اغلب السياسيين العراقيين بانها تدعم الارهاب في سوريا والعراق ، وانها تمد القاعدة والنصرة ، وربما داعش بالاموال والاسلحة . كما انهم يصفون قطر والسعودية بانهما دولتان وهابيتان

تكفيريتان ، حيث ان امير قطر ينتمي الى سلالة محمد بن عبد الوهاب ، مؤسس النهج الوهابي في السعودية . في حين ان ملوك السعودية هم حلفاء ومؤيدين لمؤسس الوهابية ، وليسوا من سلالته ، ويعلم الجميع ان قطر تعتنق المذهب الحنبلي ، وهي من مؤيدي محمد بن عبد الوهاب ، وقد سموا مسجدا باسمه ايضا

ورغم ذلك ولوجود تعارض في المصالح بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية . فان التناقضات انفجرت ، رغم انهم يتبعون المذهب نفسه . كما ان مصر قد انظمت الى التحالف المعادي لقطر ، بسبب اصطفاف الاخيرة مع الاخوان المسلمين ، واظهار عدائها لمصر . اضافة الى ان مصر تعتبر كل مايجري في سيناء والقاهرة من تفجيرات من قبل داعش ، او الراديكاليين الاسلاميين هو من تخطيط وتمويل قطر ، للاجهاز على حكم العسكر في مصر بقيادة السيسي . . كما ان محطة الجزيرة الفضائية العائدة الى دولة قطر لازالت تسخر كل امكانياتها في الدفاع عن نظام حكم مرسي الاخواني الذي اطاح به العسكر في انقلاب 3 يونيو 2013

وبالمقابل وازاء هذا الموقف ، ومن باب ضمان مصالحها قامت حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران بتاييد قطر ، نكاية بالسعودية اولا ، وبشق وحدة الخليج العربي المناهض لها ثانيا . . فقدمت مساعدات لوجستية عاجلة الى قطر ، بدأت بتهيئة الاجواء الايرانية للرحلات الجوية القطرية . وذلك لتخفيف الحصار عليها

ان تأييد ايران لقطر ، الممولة والمساندة للارهاب في سوريا والعراق ، ودول اخرى يمثل تحديا واحراجا للحكومة العراقية ، وللاحزاب الداعمة لها ، لكونها لاتستطيع معارضة السياسة الايرانية ، بل ان وجودهم على رأس السلطة مرهون بدعم الحكومة الايرانية ، ويشمل ذلك كل المشاركين في الحكومة اوفي العملية السياسية عامة

ومن هنا جاءت صعوبة التوفيق بين تأييد دولة ولاية الفقيه ودولة الفكر الوهابي في نفس الوقت . وقد كانت هذه المعادلة سهلة في السابق ، حيث تنتصر لهذا وتعادي ذاك

وهنا يثور سؤال  . . ماذا سيكون موقف الحكومة العراقية برئاسة العبادي . هل سيتخذ موقفا مشابها لموقف سلفه تجاه سوريا ، وينتقل من العداوة لقطر الى الصداقة معها . وكيف تصبح قطر دولة صديقة بين عشية وضحاها ، في حين ان دماء العراقيين والسوريين لا زالت عالقة في رقبة امير قطر . وماهو موقف قواعد ومؤيدي الاحزاب الحاكمة في العراق . . هل سيكون ضد ام مع المصالحة مع قطر . وهل سيكونون مع الولي الفقيه والوهابية في آن واحد وهما طرفي نقيض . ام سيكونون كما كانوا سابقا ضد حزب البعث في العراق ، ومع حزب البعث في سوريا . عندئذ لا ضير اذا اصبحوا مع الوهابية في قطر وضد الوهابية في السعودية

فانظر كيف ان الدول تراعي مصالحها ، ونحن نتقاتل على مذاهب لاتزيد ولا تنقص منا شيئا

ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here