شناشيل : ما ننتظره من مجلس بابل

عدنان حسين

[email protected]

بعد ساعات من وقوع تفجير إرهابي في بلدة المسيب (محافظة بابل) نهار أول من أمس، الجمعة، اتّخذ مجلس المحافظة قراراً بحلّ قيادة عمليات المحافظة، وإقالة مدير قسم الإرهاب في مديرية استخبارات بابل من منصبه.
مجلس المحافظة عقد اجتماعاً طارئاً  في ساعة متأخرة من الليل ليتّخذ القرار الذي تضمن أيضاً استجواب قائد عمليات بابل وقائد الشرطة.
هل هذا قرار جيد وصحيح وسليم؟
ربما هو كذلك .. وقد يكون غير ذلك.
إذا كان القرار جيداً وصحيحاً وسليماً فمعناه أن قيادة العمليات ومدير قسم الإرهاب في مديرية الاستخبارات مقصّران في عملها، ومعنى هذا أنهما لم يكونا جديرين بالمهمتين المنوطة بهما.
السؤال الآن: كيف إذن تشكّلت قيادة العمليات وكيف اختير مدير قسم الإرهاب الى هذه المهمة لتكون النتيجة مثل هذا التقصير ومثل هذا الفشل؟
المحاسبة وتحميل المسؤولية لمن يستحقهما أمر جيد، لكنّ الأجود منه أن تُعهد المهمات وتُناط المناصب بمَنْ هم أهل لها وجديرون بها.
تفجير المسيب الإرهابي أسفر عن أُزهاق أرواح 20  من البشر العراقيين وعن إصابة 27 آخرين بجروح وحروق وعاهات. قبل هذا التفجير وقعت في المحافظة عشرات التفجيرات، وفي كل مرة كانت الاصوات ترتفع بأنّ ثمة خطأ أو أخطاء في الخطط الأمنية المتّبعة، وأن ثمة خللاً في النظام الخاص باختيار القيادات الأمنية. أكثر من هذا لطالما تردّدت اتهامات بأن ظاهرة الفساد الإداري والمالي المتفشية في جهاز الدولة برمته، بما فيه الجهاز الأمني، هو من الأسباب الرئيسة للاختراقات الأمنية المتكررة.
لسنا ندري إن كان قرار مجلس محافظة بابل بصيغته المُعلن عنها جيداً وصحيحاً وسليماً أم لا، لكنّنا ندري أنّ القرار الجيد والصحيح والسليم الذي يتعيّن على مجلس محافظة بابل، وسواه من مجالس المحافظات الأخرى، اتّخاذه الآن هو أن يجري تشكيل قيادات العمليات وسائر قيادات الأجهزة الأمنية على أسس وقواعد مهنية وأن يُصار الى اختيار مسؤولي الأجهزة الأمنية على وفق هذه الأسس والقواعد أيضاً. الأسس والقواعد المهنية تعني: النزاهة والكفاءة والخبرة.
أي اعتبار آخر (حزبي أو شخصي أو عشائري أو مناطقي) يُعتمد في تشكيل القيادات الأمنية واختيار مسؤولي الأجهزة الأمنية معناه إعادة إنتاج التقصير والفشل في هذا القطاع، وهذا معناه إعادة إنتاج العمليات الإرهابية التي تُزهق فيها الأرواح وتُسفك الدماء بالجملة .. ومن دون انقطاع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here