خالد العبيدي: حقائق لا يمكن إغفالها في ملف سقوط الموصل

نشر وزير الدفاع العراقي السابق، خالد العبيدي، مقالاً على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعنوان: “حقائق لا يمكن إغفالها في ملف سقوط الموصل قبل ٣ سنوات”.

وفيما النص الحرفي لمقال العبيدي:
برغم كل ما قيل منذ ٣ سنوات عن أسباب سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، وبرغم الجدل بشأن وجود مؤامرات “محلية وإقليمية ودولية”، أو أهداف سياسية وراء الانهيار الأمني الصادم الذي شهدته الموصل، إلا أن هناك حقائق ثابتة متعلقة بالقوات الأمنية لولاها لما احتل الإرهابيون نحو ثلث مساحة العراق.

إن الفساد “بسبب بعض القادة والآمرين والضباط” كان مستشرياً في العديد من مفاصل الجيش العراقي، بسبب المحاصصة والتحزب والطائفية التي كانت تحمي القائد والآمر والضابط الفاسد من المحاسبة.

إن من بين أهم أدوات الفساد، ما كان يجري داخل أروقة “تحالف الفاسدين”، من اتفاقات وضغوط سياسية لحماية الفاسدين داخل تشكيلات قواتنا الأمنية والمساهمة في استشراء ظاهرة الفضائيين، ومنع محاسبة الهاربين لضمان الحصول على أصوات انتخابية وحزبية، علماً أن اللجان التي شكلناها بخصوص ظاهرة الهروب التي كانت مستشرية حتى نهاية عام ٢٠١٤، أظهرت أن بعض الجنود والمراتب شملوا بأكثر من ٢٠ مرة بالعفو والإعادة إلى الجيش، ومثلما يعرف المتخصصون أن هذا الإجراء يترك لدى الجندي العائد استعداداً نفسياً دائماً للهروب مع أي تحشيد أو هجوم جديد، لتأكدهم أن الفاسدين سيعيدونهم للخدمة مع قرب موعد أية انتخابات برلمانية.

أما من حاول ويحاول منذ ٣ سنوات، تحميل أفراد قواتنا الأمنية، مسؤولية سقوط الموصل، فهو يضلل الحقائق ويفتري على العراقيين للتستر على الفاسدين الحقيقيين، فها هي قواتنا البطلة تسطر أعظم الانتصارات على داعش، والنصر قريب إن شاء الله.

ولنكن متأكدين، أن الجيوش المهنية قادرة على إدارة الأزمات الأمنية والدفاع عن بلدانها ولا تهزها مؤامرات ما يجري داخل دهاليز السياسة مهما كبرت، وللتاريخ شواهد عديدة في ذلك.

فاتركوا جدل المؤامرات، وامنعوا تدخل السياسيين والحزبيين بإدارة بناء قواتنا الأمنية، لأنها القلعة الحصينة الأخيرة للعراقيين القادرة على رد كيد المؤامرات والمتآمرين والفاشلين وخونة العراق.

الرحمة لشهدائنا
الشفاء العاجل لجرحانا
والعودة السريعة لأهلنا إلى مناطقهم وديارهم المحررة بقدرات وبطولات قواتنا الباسلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here