الأكبر من جريمة سبايكر هو أن مسببيها لم يحاكموا

سالم سمسم مهدي

يصادف هذه الأيام مرور ذكرى محزنة مأساوية تحدث عنها العالم أجمع بفزع ولكن السلطات العراقية المسؤولة صمت لها الأذان وعقدت عنها اللسان واجتنبت قول الحق وإن برعت بالأكاذيب ألا وهي جريمة العصر سبايكر …

قبل الدخول أليها أود أن أمر على حادث وقع في لندن لطفل أسمه تشادراك من أصول أفريقية ومصاب بالتوحد عثر عليه متوفى إلى جانب جثة أمه التي توفيت في شقتها هي الأخرى بشكل مفاجئ وأدى الحادث الى ردود أفعال واسعة في بريطانيا وجه المحققون فيها الأسئلة لوزير الأطفال إدوارد تيمسون …

لم يتجاهل المجتمع البريطاني هذا الطفل لأصوله أو لأنه مريض وصغير لم يتجاوز عمره الأربع سنوات وكذلك أخذت الجهات المسؤولة تبحث عن السُبل الكفيلة لتجنب وقوع أحداث مماثلة مستقبلاً …

ما يهمنا منها فضلاً عن البعد الإنساني  هو أن انتشار خبرها تزامن مع ذكرى جريمة العصر سبايكر المفجعة التي مضى عليها ثلاثة سنوات من دون أن تُفك طلاسمها وتُعلن للشعب نتائج التحقيق فيها …

جريمة حصدت أرواح ما يقارب الألفي شاب شمروا عن سواعدهم وهبوا للدفاع عن وطنهم فتركهم الغباء والجهل والفساد ووضع الرجل غير المناسب في المكان الذي أكبر من حجمه تركهم كل هذا فريسة لوحوش البشر …

وعلى عكس ما قامت به السلطات البريطانية من إجراءات في حادثة الطفل تشادراك تهدف الى منع تكراره فأن ما حصل في سبايكر تكرر في الصقلاوية والرطبة والفلوجة وكان من ضحاياه أيضاً سواق الشاحنات وعابري السبيل ومن دون أن يهتز للمسؤولين العراقيين شارب كما يقول المثل …

ثلاث سنوات والعذاب يطارد ذوي الضحايا ليل نهار لا يشاركهم فيه إلا الألم نفسه الذي يزداد مع المماطلة والتسويف التي صاحبت إجراءات التحقيق العرجاء والمثيرة للضحك والسخرية وترفع من سقف نقمة الشعب وغضبه على من أستودعهم مصيره فاركوه على الحصيرة …

الرحمة لشهداء سبايك وبادوش والصقلاوية والرطبة ومدن غرب الأنبار والتفجيرات الإرهابية في الكرادة وكل مدن العراق والخزي والعار لكل من تسنم منصب أو مسؤولية لا يستحقها لأنه كان من أسباب ما حل بالعراقيين الأشراف .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here