العراق في أزمة الخليج

حسام عبد الحسين
إن الأزمة بين الدول الخليجية غامضة!؛ تقودها دول متكاتفة تاريخياً، وعقائدياً؛ (السعودية والإمارات والبحرين)، في مواجهة قطر فتاة السعودية المدللة!، أميط اللثام عنها بشكل سريع وغامض، إذ تطرح تساؤلات: ما هي أسباب هذا الخلاف؟، ولماذا حدث بعد القمة العربية بحضور ترامب؟!، وما هو تأثيرها على العراق؟.
إن السبب الظاهري لهذا الخلاف؛ دعم قطر لمنظمات إرهابية، وتوطيد العلاقة مع إيران “الشيعية”، مما أدى لتوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإقامة حصار تام على قطر، والذي كانت يسعى سابقاً لتقوية العلاقة مع إيران؛ فماذا حصل الآن؟!، وهي الراعي والداعم للجماعات الإرهابية من “داعش” و”القاعدة”، وماذا جرى الآن أيضا؟!.
“قطر لها تأريخ مع الإرهاب” هذا ما صرح به ترامب، لكن هل السعودية لم تكن لها علاقة مع الإرهاب تاريخياً وواقعياً!، هذا ما جعل ترامب يقع في مغالطة كبيرة، ويوضح علاقته بهذه الأزمة المقصود منها إيران؛ لضرب نفوذها الساعي لفرض سياساتها في المنطقة، والدليل ما حدث من تفجيرات فيها.
إضافة إلى الهدف الاقتصادي؛ الذي يتحرك به ترامب في الخليج والمنطقة بشكل عام.
إن طرفي النزاع كان لهم الدور السلبي في الشأن السياسي والاقتصادي في العراق، ودعمهم للمجاميع المسلحة وزعزعة الاستقرار الداخلي، لكن هذه الأزمة تعد ايجابياً للعراق؛ كون الخلاف ما بين أكبر الداعمين للإرهاب في العالم، إضافة إلى أن قطر ترغب بالانفتاح إيجابياً على العراق, وإعادة فتح سفارتها في بغداد.
لذا على العراق أخذ جانب الحياد، والقيام باتصالات دبلوماسية على مستوى عالٍ، وان توفد الحكومة مبعوثين عنها إلى هذه الدول وتركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمشاركين في الحرب على “داعش”، لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم على أعتاب الانتهاء من معركة الموصل، واستغلال الموقف في طرح مبادرات تسهم في تطوير الوضع الاقتصادي للبلد.
هذه الأزمة مؤقتة لا يمكن أن تصل لمرحلة الحرب العسكرية بين تلك الدول؛ لوجود التدخل الأمريكي في نشأتها وانتهائها، ولان الحرب لا تصب في مصلحتها لوجود القواعد الأمريكية والتعاون الاقتصادي بينهم، وهذا له تأثير غير مناسب لأمريكا في مواجهة الخصم الإيراني في المنطقة، هذا من جانب؛ إما الجانب الأخر قبول قطر وترحيبها بالوساطة الدولية من قبل روسيا والكويت.
أقول: أزمة غامضة أين إسرائيل منها؟!!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here