لمــــــــــــاذا القـطــــــر؟؟ وليس غيرهـــــــــا ؟؟

يعكوب ابونا
عندما اعلن ترامب في مؤتمرالرياض بحضور خمسين دوله اسلامية سنية محارب داعش والارهاب عموما كانت رسالة بان محاربة داعش هي فكريا وأيدولوجيا ، الى جانب محاربة عناصره المتمثله بالدولة الاسلامية في العراق والشام ….؟؟
هذا الاعلان شكل ببعده السياسي والاستراتيجي علامة استفهام كبيرة من ناحية التوقيت والاعلان ، صحيح ترامب كان قد وعد بحملته الانتخابية محاربة الارهاب بكل انواعه ، ولكن لتوقيته دلالة بان امريكا مصره على انهاء خلافة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ، وهي ما تفعله فعلا ، وداعش في ايامها الاخيرة ؟؟ ومن جهة اخرى هل نفهم من هذا الاعلان بان امريكا بداءة المرحلة الثانية من حرب على المعطيات التي كانت السبب بايجاد داعش والارهاب عموما ، ولتمنع ظهورداعش بفكرجديد وباسم اخر ؟؟
من ظاهر الامور كان ترامب جادا بطرحه محاربة الارهاب امام الرؤساء العالم الاسلامي ، لانه يعلم علم اليقين بان من الحضور من انتج داعش بعقيدته الارهابية ومن غرس تلك الافكار الاجرامية بمخيلتهم المريضه ومن ساعدهم ومن يمولهم ومن يساندهم ومن يدعمهم ،.؟؟ ولكن انتظرليقولوا هم من هو وراء داعش ؟؟ بعد ان وجدوا ان موقفه كان حازما ضد إيران وحماس والقاعدة وحزب الله ،..واعتبرهم في خانة الارهاب ..
فما كان من الحاضرين الا ان ينأ كل منهم عن نفسه ، وكما قال ترامب شخصيا ان اصابع الاتهام وجهة الى قطــــر فقط بانها تساعد وتدعم وتمول الارهاب .. وكأن المشكله هي في دعم وتمويل الارهاب وليس ببعده الفكري الايدولوجي اساسا لقيام هذا التنظيم المراد محاربته .. ترامب لم يكذب الخبر بل ايده ، رغم علمه كما نحن نعلم بكل بساطة ان دول الداعمة والمموله للارهاب والتي كانت السبب في تدميرالعراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر هي السعودية وايران وتركيا الى جانب قطر ، ؟؟؟
كانت قطر تتبجح بمكانتها والادعاء باكبر من حجمها لكونها حليفة امريكا وتستضيف اكبر مقر لقيادة المركزية للجيش الامريكي في اراضيها  ” قاعدة العديد ” معتقده ان ذلك يشفع لها بتدخلها بشؤون الدول الاخرى ….ولكن عندما جد الجد كان الموقف غيرما توقعته قطر من امريكا ، فكان  قرارترامب تحذير قطر وتنبيهها من مغبة الاستمرار بهذه الاعمال ، لابل هناك من المسؤولين الامريكان في الكونكرس والبنتاغون قد ادانوا قطر واشاروا الى علمهم ومعرفتهم بما تقوم به قطر من وقت سابق وحذروها من ذلك ..
وجدت السعودية بهذا فرصتها فارادت ان تضرب كما يقال ضربة معلم بحجرة واحدة تصيد اكثرمن عصفوروتحقق اكثر من هدف ، اولا ابعاد شبة الارهاب عنها ، وثانيا لاعادة ثقة امريكا بها ، بعد ان وجدت هناك من ينافسها على دورها ومكانتها و بانها تشكل ثقل كبيرفي العالم الاسلامي لايمكن الاستغناء عنها بالمنطقة ، وثالثا ، للارث العدائي بينها وبين قطر وجدت مناسبه بان تضغط على القطر وتعيدها الى حجمها الحقيقي ؟؟ لذلك قامت السعودية مع ، البحرين، والامارات ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية معها مباشرة ، متهمة اياها بدعم الارهاب وزعزعة استقرار المنطقة بسبب علاقاتها القويه بايران التي هي متهمة بتدخلها بشؤون المنطقة ومساندتها ودعمها للاخوان المسلمين ،بالاضافة الى اتهامها بالتعامل المزدوج مع دول الخليج وايران بما لايخدم مصالح هذه الدول ..
كان قرارالسعودية ومناصريها وكل حسب ما يخدم مصالحه برد الصاع لقطر لانها قد عانت من تدخلها بشؤون بلدانهم ، ومن جهة اخرى هذا الاجراء يتماشى  مع اهداف امريكا وتوجهاتها بمحاربة الارهاب ، فلتكن قطر كبش الفداء لهذا التوجه وان كانت تستحقه بجداره لسوء سلوكها وتصرفاتها ، فابلت السعودية بلائا حسنا كما قال عنها ترامب بمديحه عنها لموقفها هذا .. وما تبعه من قرارات الغاء الرحلات الجوية ، وحظر السفن القطرية من الموانئ، واخراج المواطنين القطريين من اراضيها. وطبيعي ان تتبعها دول اخرى بقطع علاقاتها مع قطر لاسباب داخلية اوترضية للسعودية ، وهذا ما يعطيها قيادة العالم الاسلامي السني خاصة في هذه المرحلة التي يدخل فيها بالمحك مع الفكروالوجود الشيعي الذي يهدد الفكر السني في اكثر من دوله ومنطقه سنية في العالم ..  ..
لقد ظهرت قطر كما كان السعودية ودول الخليج تضنه بها وبسببه اتخذت القرارات المشاراليها اعلاه ، عندما منحوها مهلة للرجوع الى الحضن العربي الخليجي بتنفيذ النقاط العشرة ، بدل ذلك حاولت ان تبرر موقفها بتبريرات لا تخدم مصلحة دول الخليج بل تزيد الامرسوءأ ، وما زاد الطين بله عندما التجئت الى ايــــران وتركيا طالبت الحماية والدفاع عنها امام اخوتها دول الخليجيه ،؟؟؟  ما يفهم منه ؟؟ بان قطر متورطه حتى الاذنيين مع داعش والاخوان المسلمين و حماس، فاثبتت قطر التهمه على نفسها بانها مع المعسكرالذي يشكل خطراعلى السعودية وحلفائها ، خاصة بعد ان قدمت السعودية دليل معرفتها بما يقوم به  حكام قطر ضد حكام السعودية وما يعملونه  لتقويض الحكم وازاحة ال سعود ؟؟فكانت مناسبة ان تضع السعودية الحد لسكوتها  منتهزه الفرصة ، فكانت الفرصة متاتية من ترامب عندما أعطي الضوء الاخضرلمحاربة الارهاب، فكان للسعودية ما يبررها من ان تتخذ قرارالضغط على قطر لوقف لعبتها المزدوجة بتحديد موقفها اما معنا اوضدنا، انسجاما مع موقف ترامب الداعم لهذا التوجه  ؟؟ ..اذ قال .
وكالات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن الوقت قد حان لتتوقف قطر عن تمويل الإرهاب والأيديولوجية المتشددة، مذكرا أن الإمارة الخليجية “كانت على مر التاريخ تمول الإرهاب على مستوى عال”.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروماني كلوس يوهانيس، دعا ترامب قطر إلى العودة إلى صفوف الدول وطالب دولا أخرى لم يسمها بالتوقف فورا عن دعم الإرهاب ونشر الكراهية.وقال في هذا السياق “نريدكم أن تعودوا إلى صفوف ووحدة الدول التي تحارب الإرهاب”.وأردف الرئيس “أولويتي العظمى أن أحافظ على أمن الشعب وأهزم داعش”.
وذكر الرئيس بالقمة “التاريخية” التي جمعته بقادة دول الخليج ودول عربية وإسلامية خلال زيارته إلى السعودية.
وأوضح في هذا السياق أن العديد من الدول الفاعلة في الشرق الأوسط وافقت خلال القمة الأميركية العربية الإسلامية على ضرورة وقف تمويل الإرهاب.ووصف الرئيس الأميركي القمة بأنها بداية لنهاية الإرهاب وتمويله ،”..انتهى الاقتباس
وقال في اكثر من تغريده ان زيارته للسعودية اتت ثمارها “..
ويبقى السؤال هل هذه القرارات والاجراءات التي اتخذت ضد قطر سوف تقضي على الارهاب وفكره كما يريد ترامب ؟؟ ام ان هذا سيكون مدخلا للضغط على الدول الاخرى التي لم يسميها ولكن طبيعي انه يعرفها وطلب ان تتوقف فورا عن دعم الارهاب ونشر فكر الكراهية ، الذي يشكل اهم العناصر الاساسية في ايدولوجية داعش والارهاب عموما .. فهل هي رسالة الى السعودية وشيوخها وعلمائها ، والازهر وشيوخه والمرجعيات الشيعية وائمتها ، بان المرحلة التعايش السلمي الاممي وتحقيق العدالة والمساوات والعيش المشترك وقبول الاخر هي من سمات هذا العصر.. عليهم ان يستفيدوا من الوضع ويتوقفوا من نشر رسالة الكره والحقد والانتقام  ورفض الاخر بدوافع عقائدية لا تخدم مصالح البشرية في هذا العصر،  بل كانت مبادئ  هي من مخلفات الماضي الذي يجب ان تطوي صفحته ،  لاننا في زمان غير زمانه وعصرغير عصره، ظاهر الاشياء تشير الى قبول هذا الامر وجوبا ، اما بواطن الامور قد تختلف ، ولكن كل الاحتمالات وارده ، ان كانت المصالح متحققه باسهل الطرق فلا خلاف لقبولها ، وان كان العكس بفكر الكراهية والتشدد يخدم مصالحهم ؟؟ ما نجده اليوم هو الواقع الاليم الذي تعيشه البشرية  من جراء صراع المصالحه المتضاربه ، والدين والعقيدة حطب يحرق في اتون تلك المصالح  ،، ليس احد بمأمن  عما يجري ، لن ليس هناك صديق دائما بل مصالح دائمة … ولكل حادث حديث وغدأ  لناظره قريب ..
يعكوب ابونا ……………………….14 /6 /2017
 

 

 

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here