خريطة العراق تكشف شمس المرجعية الصادقة وظلام القيادة الكاذبة

فؤاد المازني

حين تكثر أبواق الكذب ومزامير النفاق  ودجل الإعلام وتشويش الصدق وزخرفة الباطل وتبني سياسة الإستغفال والتوهيم فبالتأكيد سوف تنطلي الحقيقة على أغلب الشعب الذي وضع ثقته في أناس كان يتوقع أنهم أهلآ لحمل أمانة الوطن وصون ثرواته والحفاظ على حقوقه والدفاع عن أراضيه إستنادآ لما سمعه عنهم قبل 2003 أيام ماكانوا يطلقون على أنفسهم  المعارضة العراقية ، ولكن بعد بضع سنين عجاف من تسنمهم مقاليد حكم البلاد لم يزد الوضع إلا تدني نحو الهاوية ومن سيء الى الأسوء ومن كاذب الى كذابين ومن منافق الى منافقين ومن سارق الى سارقين ومن فاسد الى فاسدين ومن خرق الى خروقات ومن جريمة الى جرائم ومن خائن الى خونة . في ظل هذه التداعيات إستمرت أبواق الكذب ومزامير النفاق ودجل الإعلام بغية جعل الطبقة السياسية التي كانت متربعة على عرش السلطة تواصل إستغفالها للمواطنين لما هو حاصل على الواقع ووصل بهم الغرور الى أقصى مدياته بأنهم أهلآ للتمسك بالحكم والأجدر بقيادة الدولة دون منازع وتوالى تزييف الحقائق بالرغم من المجازر المروعة التي حدثت في العديد من المناطق وسفكت فيها دماء الآلاف من الأبرياء ومع كل ذلك الوضع المزري أصرت الطبقة السياسية على توهيم المواطن لغاية 2014 حيث وصل السيل الزبى وعلى حين غفلة تبينت الحقيقة المرة للشعب المغلوب على أمره بأن التنظيم الإرهابي داعش قد إحتل نصف الأراضي العراقية وإستمكن منها ووضع يده عليها ليحكم فيها وأعلن منها دولته اللاإسلامية وعاصمتها ولاية نينوى والخريطة تشهد بذلك لمن لا يعي الكارثة حتى اللحظة . المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف كونها الراعية الأبوية ولفراستها وعمق تدبرها عكفت سنين ترشد المعنيين بدون إستثناء أو تمييز تحيطهم علمآ وتحذيرآ بحجم المخاطر التي تحيط بالبلد ولكن كان المعنيون صم بكم عمي كالأنعام بل أضل حتى أوصدت المرجعية أبوابها بوجوههم البائسة وحانت ساعة المواجهة لإنقاذ البلد فأخذت المرجعية بزمام المبادرة وأعلنتها فتوى مدوية في العراق والآفاق بالتصدي للعدوان الأثيم وطرده من كل شبر من أرض المقدسات وإسكات الألسن العفنة للطبقة السياسية وفضح الخونة والمتآمرين والمساومين والمنبطحين وتحرير كامل التراب العراقي فهبت النفوس الزكية متدرعة بقلوبها وبما تملك لإنقاذ البلد وهاهي اليوم على بوابة النصر المؤزر ومشارف التحرير الكامل  والخريطة تشهد بهذا لكل مواطن لكي لاتستغفله الطبقة السياسية مرة أخرى وتسرق الإنتصار وتسجله بإسمها كما سرقت ثروات العراق ويعيد المواطن إنتخابهم ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here