إخلع قيدك وأساورك وإعزف بعصا كبريائك لحن الحرية ياااااااعراق !!

احمد الحاج

لطالما استفزني القيد والعصا ، إذ أنك لن تجد مقيدا بسلاسل العبودية قط – الحقيقية منها والمجازية – يحمل عصا ﻷنها قرينة السادة واﻷحرار ، ﻻ المستعبدين في كنف المستعمرين و الاشرار ، و المقيد عموما حافي القدمين ، حاسر الرأس ، على الارجح وان إنتعل نعلا فاخرا أو إعتمر غطاء رأس باهظ الكلفة من صنع دولة اجنبية – خصخصت مصانعه بعدما استباحت ارضه – ﻻ من صنع بلاده ، تقوده عصا الطاغية او المستعمر الغليظة في حله وترحاله وان لم يكن – قد عصى – ولطالما وقفت على مايسمى بالعصا التي بأمكانها ان تغير كل شيئ بلمح البصر، المستلة من قصة موسى عليه السلام ، و التي ذكرت بلفظها 12 مرة في القرآن الكريم ، تلك ” العصا التي هشت غنما ،وحققت مآربا ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) ، وقادت شعبا ، العصا التي شقت بحرا ،وأهلكت قوما ( أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ) وفضحت وهما ( تلقف مايأفكون ) وأورثت إيمانا ( وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين) ، ومنحت أمنا ( قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ) وانبجست لها اثنتا عشرة عينا ، ووهبت علما ( إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ – مِنسَأَتَهُ – فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) كما في قصة سليمان عليه السلام ، والسؤال المهم هنا هو لماذا كان محور تحدي الطغاة عصا وثعبان ؟ الجواب ﻷن الفراعنة كانوا يقدسون العصي والثعابين وكانت افعى الكوبرا تزين تيجان ملوك الفراعنة ، فيما العصي المرصعة كانت تدفن مع الفراعنة في مقابرهم واشهرها عصا توت عنخ أمون الذهبية ، وعصا او صولجان إيزيس المقدس عندهم ولها ارتباط وثيق بمعتقداتهم الماورائية والميتافيزقية فكان التحدي والعقاب من جنس الفهم والعمل ، وما عصا ” أسكليبيوس” وﻻ عصا هرمس وترمزان للطب سابقا وﻻحقا وهما عبارة عن ثعبان او ثعبانين يلتفان حول عصا ببعيدتين عن التحدي المذكور!!

 

 

 

 

الصولجان الذي يحمله الملوك والأمراء ، عصا تبختر الضباط والقادة ، لوحات مايسمى بالالهة عند السومريين والبابليين واﻵشوريين والفراعنة والفرس و الاغريق والرومان وملوك الهند وأباطرة الصين كلها تحمل العصا كرمز للقوة والكبرياء والمنعة والشموخ والحرية ، وﻻ خير في شعب حر ﻻيمسك عصاه ( حكم بلاده ، دستوره ، قانونه ، جيشه ، شرطته ، وزاراته ، سلطاته الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، يضاف لها السلطة الرابعة المتمثلة بوسائل الاعلام كافة ) بيمين ﻻتلين ، ليسلم باليسرى مطالبه المشروعة كاملة غير منقوصة ، في ساحات وميادين عامة فضلا عن أروقة المنظمات الدولية برمتها ، لن يخلع فيها نعليه ، اﻻ خضوعا وتواضعا لرب السماوات والارض فحسب ، وماتواضع احد لله اﻻ رفعه ” فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” .

 

نعم لقد سمعنا بأساور الطاقة بأحجامها والوانها ومعادنها المختلفة و التي اشيع زورا وبهتانا بأن قدماء المصريين والصينيين قد استخدموها قبل الميلاد لتصحيح مسارات تدفق الطاقة والمجال الكهرومغناطيسي بزعمهم وبالتالي علاج امراض ﻻحصر لها بحسب دراسات ﻻيعلم قائلها وﻻ ناشرها اﻻ الله تعالى ومن ثم الراسخون في العلم ، وسمعنا بقيود العبيد والاسرى ممن كانوا يساقون بالملايين من مجاهل افريقيا وآسيا الى اوربا والارض الجديدة – اميركا – ليساموا سوء العذاب هناك ، اﻻ اننا لم نسمع يوما بأساور بلاستيكية – سخيفة – تفرض على نازحين ومهجرين مساكين من حازها منهم دخل جنة – المخيمات الوهمية – ومن حرمها ظل خارج اسوارها بأنتظار منحه اياها او الموت ، كما يحدث في العراق اليوم حين فرضت احدى المنظمات التابعة الى الامم المتحدaktab هذا القيد كشرط وشر ﻻبد منه لدخول المخيمات مع مايكتنفها من بؤس وفاقة ونقص في الخدمات والمياه الصالحة للشرب فضلا عن الغذاء والدواء وآخرها تسمم 825 نازحا بوجبة افطار وزعت بينهم مجانا بمخيم الخازر من قبل احدى المنظمات الدولية ، مات منهم ثلاثة حتى اﻻن ، ناهيك عن حرائق الخيام ولسعات البعوض ولدغات الافاعي والعقارب والجرب والامراض الجلدية والنكاف والحصبة و غياب المدارس والرعاية الصحية اللازمة والبطالة الخانقة !

 

 

 

 

اخلع نعليك وقيدك واساورك – الاجنبية – ياعراق و اعزف بعصا كبريائك- الوطنية – لحن الحرية وألقها بقوة وﻻتخف لتلقف ثعابين ماشرعوا وعقارب مازرعوا وضباع ما ابتدعوا وذئاب ما روعوا وتماسيح ماصنعوا ” إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ” حيثما قبعوا او رتعوا واذكرك بعصا الفاروق عمر، رضي الله عنه وارضاه ودرته الشهيرة التي اقام بها عدلا ذاع صيته في الافاق وكفاها وصاحبها فخرا انها عصا اسقطت امبراطوريات ببضع سنين ولله الامر من قبل ومن بعد ، واهلا ثم اهلا ثم اهلا بكل مشروع وطني عراقي  يحمل تلكم العصا بقوة ليهش بها ذباب الدول الاقليمية  والعالمية التي عبثت بأمن العراق وبماضي  وحاضر  ومستقبل اجياله  !!اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here