مشعان، سارق اموال الحشد ومشوه صورته

مشعان، سارق أموال الحشد ومشوّه صورته

سليم الحسني

مشعان الجبوري، اسمه يكفي ليضعك أمام نموذج السقوط، عرض نفسه للبيع طوال حياته، وكان دائماً يجد من يشتريه، فثمنه البخس يجعله بضاعة سهلة، حتى صار مبتذلاً عند المشترين.

ولرخص ثمنه، زهد فيه حتى السيئون، فلم يجد إلا من هو على شاكلته يشاطره التقلب على أسواق العرض بحثاً عمن يشتري.

لست بصدد الحديث عن مشعان وشخصيته وشريكه، فهذا عبث. وما كنت لأكتب عنه احتراماً للذوق العام وللرأي العراقي الذي يعرفه جيداً، لو لا أنه دس نفسه في صفوف الحشد الشعبي مع ابنه يزن. فكان النقطة السوداء في صفحة الحشد الناصعة.

لست أدري كيف يقبل قادة الحشد الشعبي وهم يقومون بأقدس المهمات في تحرير الأرض وحفظ العراق وشعبه من عصابات الإرهاب، كيف يقبلون بهذا الماضي الملوث أن ينضم اليهم؟

سرق مشعان وغاص في الفساد، لا يهم ذلك، فما أكثر الفاسدين في العراق. لكن أن يسرق أموال الحشد الشعبي فهذه مسألة يصعب السكوت عليها، لأنه يسرق قوت المقاتل الجنوبي الفقير الذي يتقدم الخطوط مضحياً بنفسه، تاركاً عائلته الفقيرة تأكل القليل وتعيش في أسوأ الظروف.

يتقاضى مشعان ـ وابنه ـ الملايين والملايين شهرياً باسم الحشد الشعبي، وقيادة مجاميع من الفضائيين، ليعيش حياته الخاصة مع أجود أنواع الخمور، فيما ينزف المقاتل الشيعي البطل دماً، ويحمل البندقية في أقسى الظروف وأشدها، متيبس الشفتين، يحتفظ بقارورة الماء ليسقي بها نازحاً هرب من سطوة داعش.

يسرق مشعان حقوق المقاتلين في الحشد الشعبي وقوت الفقراء الذين يتبرعون بوجبات الطعام لأبطال الدفاع عن العراق وتحرير أراضيه، ليزيد ثروته. ويمكن أن نصرف النظر عن قضية المال، فما أكثر ما ضاع من أموال الفقراء، لكن كيف يمكن السكوت على سمعة الحشد الشعبي الذي نريد أن نفتخر به جيلاً بعد جيل؟، وهو يضم بين صفوفه (مشعان) الاسم الذي يشوّه أجمل صفحة حين يرد فيها اسمه، ويلوث أطهر مكان حين يدخل فيه.

إنها مسؤولية الحريصين على سمعة الحشد الشعبي، اضعها أمامهم، ولهم القول الفصل.

لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here