همسات فكر(150)

شاءت الأقدار .. أو شئتُ أنا, لست أدري .. لتكون نهاية النصف الأول من المائة الثانية من همساتنا الكونيّة؛ (همسة رمضانيّة حزينة بقدر الكون), حيث صادفت ليلة القدر التي ضمّت أحداث مصيرية ثلاثة؛ قتل العدالة بقتل عليّ(ع), و نزول القرآن الذي ما زال مجهولاً, و صعود عيسى بن مريم للسّماء الذي ينكره أكثر المسيحيين!

لذلك أعزّي نفسيّ و جميع اليتامى و الفقراء في العالم بقتل صوت العدالة الأنسانية ألذي كان يمكن أن يطبق القرآن و التوراة و الأنجيل, و بهذه المناسبة الحزينة جداً أتساءَل:

لماذا لا يبحث و يناقش على الأقل أهل الدِّين و مراجعهم نهج البلاغة, و بعد أكثر من 1400عام , تمهيداً لتطبيقه .. تلك المقولات الفلسفية العرفانية الأخلاقية العقائدية الكونية التي وصفت نهج الله تعالى بحسب تقرير أمام العدل, و ألذي سيبقى مظلوماً ليوم القيامة؟
و من أقواله الخالدة في وصف الله تعالى نفسه:

[أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ. كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث (4) ، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شَيءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ (5) ، فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالْآلَةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ].
أ لا يستحي رجال الدِّين و من يدّعي الأعلمية و حبّ عليّ من السياسيين .. خصوصا الشيعة حين يذكرون عليّ(ع) و يبكونهُ في المحافل ثم ينكرونهُ عند التعامل في آلأسواق و أرض الواقع خصوصا عندما يتعلق الأمر بآلمال و الدّولار و الجنس و الشهوات و رئاسة الدولة و المرجعية!؟

لذلك سيبقى الظلم حاكماً .. و سيبقى الأمام عليّ(ع) مظلوماً حتى يوم القيامة, بسبب ظلم السُّنة و جفاء الشيعة, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
حكمة: قال الأمام السجاد(ع): [رأس الحكمة مخافة الله], و لا تتحقق المخافة بدون المعرفة.
عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here