استراليا تطرد العراقيين في قلب بغداد وتحذرهم من الوثوق بالمهربين

فوق بناية مرتفعة وفي قلب بغداد ثبتت لوحة كبيرة تتضمن “لا تحاول القدوم الى استراليا بطريقة غير مشروعة على متن قارب .. سيتم إرجاعك”، في إشارة تحذير للعراقيين الراغبين بالهجرة الى أستراليا، تدعمها لوحة عسكري استرالي بملامح صارمة تعكس جدية الأمر.

ورغم بعد المسافة وصعوبة الوصول، اختارت السلطات الاسترالية مخاطبة الشارع العراقي مباشرة من أجل تحذير الشباب والعوائل من الوقوع ضحايا لمهربي البشر عبر خداعهم بإيصالهم الى أراضي القارة النائية لينتهي بهم المطاف محتجزين في عرض المحيط الهادئ، إلا أن العراقيين وجدوا عبر الـ”فيسبوك” متنفساً للتعبير عن وجهات نظرهم بالأمر عبر تعليقات اتسمت بالسخرية والغضب، فيما رأى آخرون أن الإعلان خطوة صحيحة لتجنب الأسوأ.

غضب في الشارع العراقي

بعض الناشطين على الـ”فيسبوك” صبوا جام غضبهم على الحكومة العراقية، ومنهم زياد عباس، الذي اعتبر الإعلان المعلق في الباب الشرقي بأنه “أكبر عيب وخزي على الحكومة العراقية”، عازيا السبب الى أن “العراقي ربما يعرض نفسه لخطر الغرق حتى يصلون الى استراليا نتيجة الفساد في بلد منتهي الصلاحية”.

ويضيف عباس، أن “هذا الإعلان المثبت في قلب بغداد يعني أن المسؤولين في هذا البلد باتوا بلا إحساس ولا وطنية، لأن ذلك يحصل في تاسع أغنى بلاد العالم من حيث الثروات”.

أما لورانس دياب، فهو يتساءل “يعني نخرج تهريباً، لماذا القبول بهذا الإعلان النتن؟”، مضيفا بالقول “لك الله يا عراق، لا تعين للمتخرجين لا أمان لا كهرباء”.

“سنذهب على متن عبّارة، نستطيع الخروج بها من الخضر الى استراليا”، هكذا تهكمت رشا قاسم، على واقع العراق ورغبة أغلب شبابه بـ”الهجيج، لكن ليس لديهم حيلة”.

وسخرت، سارة ياسر، من الإعلان بالقول، “ماذا فيها استراليا وتودون الذهاب لغيرها؟ الناصرية أفضل، فيها اهوار وأثار ونفط وتمر وفي الحر تصبح جنة، لكن طبع العراقي ما يشجع المنتج الوطني، هكذا أفضل طردتكم استراليا لأن تبطرتم على الناصرية”.

إعلان ظاهره مزعج وباطنه “رحمة”

سوزان عمر، لها رأي آخر، حيث تقول، إن “هذا الإعلان ظاهريا يزعج الكثير من الناس، لكن في باطنه الرحمة”، لافتة الى أن “العديد من الأمور يجب الاستفاقة على حقيقتها، ألا وهي لا ينفعنا غير بلدنا وناسنا، لذا أبقوا بالعراق وابنوا مستقبله من جديد واضربوا بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات عراقنا ومستقبل شعبه”.

ويطالب محمد شاطر سوزان الرأي، مؤكدا أن “الإعلان صحيح”ن فيما خاطب الشباب بالقول، “لا احد يورطكم ويذهب بكم الى استراليا، فهي مغلقة الحدود منذ ثلاثة أعوام”، مشيرا الى أنه ضمن جماعة تورطوا في ذات المشكلة وينصح الآخرين بالعدول عن رغبتهم إذا كانوا ينوون الخروج عبر التهريب.

امانة بغداد تعمل على رفع هذه الاعلانات “غير المرخصة”

ولأمانة بغداد رأي بهذا الجانب حيث وجهت بلدياتها في العاصمة بازالة تلك الاعلانات التي اعتبرتها “مخالفة ولم تحصل على الموافقات الاصولية”.
ويشدد عبد الزهرة أن “الاعلان يجب ان يكون وفق ضوابط الدولة وليس مخالفا لها”، مؤكدا أن “اعلان السفارة الاسترالية غير مرخص وغير مسموح به”.

يذكر أن استراليا تتبع سياسة متشددة لإيقاف الهجرة غير الشرعية نحو البلاد التي تنص على اعتراض وإعادة قوارب تهريب المهاجرين الى أماكن انطلاقها، فضلا عن اعتقال من يصل في مراكز اعتقال خاصة متواجدة على جزر نائية وسط المحيط الهادئ، فيما أكدت الحكومة الاسترالية مراراً أن طالبي اللجوء ليس لهم مكان في أراضيها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here