الهاشمي بين النقد والتضليل

قلم / ضياء المعيني

المتابع لواقعنا السياسي والاجتماعي فكراً وسلوكاً يلحظ تنامي موجة النقد غير الموضوعي تجاه كثير من القضايا، والمواقف، والقرارات، والتوجهات، حيث لا يزال هناك من يغذي (عن جهل أو قصد) ثقافة الإحباط ، والامتعاض ، والانفلات ، والتضليل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك، يوتيوب، ..)، أو برامج أجهزة الجوال (واتس آب، الفايبر، الرسائل النصية،..)، وغاب عن أعين النقاد الجدد ان الوطن والمواطن هم بأمس الحاجة الى الصراحة والوضوح خاصة بعد مرور زمن ليس بالقصير من الفوضى والترهل السياسي ، فعندما يتم تشخيص التدخلات الغير مقبولة لجهات معينة  يظهر لك جيش من ممتهنين النقد ، والمستفيدين ، ينتقدون أنفسهم من غير ان يعلموا وهم يهرولون حول المصالح الرخيصة الزائلة ، فمن الغريب على سبيل المثال ان يكون لطارق الهاشمي اليوم راي مسموع عند البعض وهو يدافع عن دول وشخصيات ارتضى ان يباع ويُشترى لها ، والمستغرب اكثر ان الاعتدال والواقعية المطرزة بالشجاعة للدكتور اياد علاوي عندما يصف ايران وقطر بالتدخل في شؤون دول المنطقة سلباً تكون محطة انتقاد !! بل على العكس هذا دليل على ان اياد علاوي هو بعيد كل البعد عن الانتماءات المذهبية والطائفية التي رسخت المحاصصة على مدى ١٢ عام وأنهكت مقدرات بلدنا العزيز العراق .

نعم من المؤكد أن هناك أشياء كثيرة تستحق النقد، وربما أكثر من ذلك المساءلة، لكن الإغراق في النقد الهدام والمحبط أصبح للأسف مطلوباً لدى البعض، ومغرياً لدى البعض الآخر، وربما هو نوع من التضليل وصرف الأنظار عن النجاحات التي تحققت بزيارة اياد علاوي الأخيرة الى جمهورية مصر العربية والاستقبال الرئاسي المهيب من قبل الجانب المصري ابتداءاً من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الجامعة العربية والبابا تواضروس كبير الأقباط في مصر ، وتغييب النتائج التي أثمرت عنها الزيارة من خلال العمل على تعزيز الامن والاستقرار بين العراق ومصر والمنطقة ككل ، واستعراض تطورات الحرب على الاٍرهاب والانتصارات التي يحققها العراق والدعوة لعقد مؤتمر أمن إقليمي  ، وتدعيم التعاون الاقتصادي بين العراق ومصر، وزيادة التعاون بين مجلسي النواب العراقي والمصري ،والتباحث حول تسهيل إجراءات منح سمات دخول العراقيين الى مصر وأوضاع المقيمين والطلبة العراقيين وقبل كل هذا أعلان اياد علاوي ان الشعب العراقي لن يسمح بالتدخلات الخارجية او تقسيم العراق مما اثارة حفيظة ذوات الانتماءات الخارجية وأصحاب المصالح الشخصية .

وعلى الرغم من أن النقد في كل مواضعه له أدبيات أخلاقية وقانونية ومهنية ، إلاّ أن البعض لم يعد في تفكيره سوى النقد والانتقاد فقط، ويمزج ذلك بالغمز واللمز، حتى أصبح النقد مطيّة للسخرية ، ليضعنا هذا الواقع أمام قناعة أن تسفيه النقد إلى هذه الدرجة والانحطاط به من اجل البقاء ، بات واضحاً أن تكريسه بهذه اللغة والصورة هو جزء من حزمة استهداف لأيادٍ خفية تحاول أن تسيء لهذا الوطن ورموزه الوطنية ومشروعه الحضاري بكل أدواته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here