ركائز حديدية آخر ما تبقى من قصر “صدام” في الاهوار

من التفاصيل الشهيرة لسكان المنطقة وبعض المتابعين لشؤون الاهوار وبنفس الوقت غير المعلومة لجزء كبير من المعنيين بملف الاهوار هو ان صدام حسين امر شخصيا ببناء قصر صغير او دار ضيافة له وسط الاهوار بعد زيارته الى الاهوار الوسطى عام 1983.
وقد اختار صدام حسين موقع القصر في قرية “الصحين” بالاهوار الوسطى التابعة اداريا لناحية العدل آنذاك والتي تتبع حاليا لناحية الخير في محافظة ميسان، الصحين تبعد حوالي 50 كم عن مدينة العمارة.
القصر لم تنشر له صورة في وسائل الاعلام وذلك بسبب تحفظات الجهات الامنية التي كانت تقوم بحراسة القصر. عدم وجود صورة منشورة للقصر دفع بعض الناشطين في مجال الاهوار الى الخلط بين الفندق العائم الموجود في قرية الصحين وبين القصر رغم ان طريقة البناء وتاريخه مختلفة تماما بين الاثنين. فالفندق العائم بني فوق صفيح عائم يمكن نقله من مكان الى آخر بسهولة، ناهيك عن ان الفندق بني في السبعينات من القرن الماضي اما القصر فبني بطريقة مختلفة وتكفلت ببنائه شركات من شرق آسيا، حيث تم تثبيت ركائز في القاع، وضعت فوقها صفائح ثابتة، وبني فوقها، القصر او دار الضيافة يتكون من ثلاثة اجزاء، “دار ضيافة”، “مطبخ خاص”، “مبنى حماية القصر”، افراد الحماية غير تابعين اساسا لمركز الشرطة الموجود حينها في القرية.
الصورة الموجودة للركائز التي كانت مثبتة في عمق الاهوار وهي ما تبقى من اثار القصر بعد ان تم العبث به في احداث العام 1991، التقطتها في زيارة الى قرية الصحين قبل عدة سنوات.
قرية الصحين:
كانت قرية الصحين في مطلع القرن العشرين تحت سيطرة الاقطاعي مجيد الخليفة ثم ابنه فالح قبل مقتله في رحلة صيد، القرية كانت معروفة بزراعة الرز. بعد احداث العام 1958 تحرر الفلاحون من سلطة الاقطاعيين، في ذات العام تاسست اول مدرسة في القرية وهي “مدرسة المنار”. عام 1969 تأسس مركز طبي… اهتمت الدولة الى حد ما في السبعينات في وبداية الثمانينات بتلك القرية خدميا ووفرت لها الكهرباء، لكن بعد مدة حاصرتها وضيقت عليها كما ضيقت على معظم سكان القرى الاخرى. تم ترحيل السكان وتجفيف الاهوار في التسعينات من القرن الماضي.

جمال الخرسان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here