ماهي الرسالة التي يحملها العبادي للرياض ؟

كثيرة هي التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تثار عن الزيارة وتوقيتها ، فزيارة السيد العبادي للسعودية وفي هذا الظرف الذي يمر فيه العراق والخليج  والمنطقة  يراد لها اجوبة واضحة . فالمعركة مع داعش اقتربت من النصر النهائي وخاصة في معركة الموصل وصولا للحدود العراقية السورية ، والصراع الخطير الذي نشب على حين غرًة بين السعودية ومن تحالف معها ضد قطر ، وما يلف المنطقة من اخطار كبيرة تحت شعار المذهبية والطائفية ودعم سياسة اعتبار ايران العدو رقم 1 للعرب ، ومد يد الصداقة والتعاون والمصالحة مع اسرائيل ، اضافة للموقف الانتهازي الذي لعبته الولايات المتحدة في تأجيج الصراع بين الاشقاء وفرض الوصاية عليهم وجني الاتاوات والابتزاز لتفريغ خزائن هذه الدول من اموالها .

هل ان الزيارة تأتي لتقديم الدعم والمساندة للسعودية وحلفائها بضغط من الرئيس ترامب واعتبار العراق ضمن  الحلف السعودي بعيدا عن المحورالقطري  بالرغم من شعارات الحياد التي اطلقتها الحكومة العراقية والابتعاد عن سياسة المحاور ؟ ام ان هذه الزيارة يراد لها المكاشفة ورأب الصدع بين البلدين بعد ان تمادى الجانب السعودي طيلة خمسة عشر عاما في دعم المجاميع الارهابية والوقوف ضد التجربة الديمقراطية الوليدة وما افرزته هذة السياسة من جرح عميق اصاب النسيج العراقي بمقتل ، وما قدمته السعودية لجهات سياسية عراقية لدعمها  لتقسيم العراق على اساس عرقي وطائفي وأخرها ما ترشح من دعم السعودية وتأييدها لاجراء الاستفتاء لانفصال الاكراد عن العراق .

العراق اليوم ، بعد ان اقترب من النصر على داعش ومن ولاه ، اصبح له وزن وثقل ومكانة تختلف عن سابق الايام ، فالعراق الدولة الوحيدة التي تصدت لارهاب مايسمى بدولة داعش الارهابية وبددت احلامه واحلام الذين أسسوه وساندوه ومدوا له يد العون ماليا وبشريا وعسكريا واعلاميا . اذن يجب على السعودية ان ترفع يدها عن دعم هذه المجاميع الارهابية بكافة اشكالها ومسمياتها  وتعويض ما اصاب العراق من دمار بشري وبنيوي وحضاري . وانتهاج سياسة جديدة بعيدا عن الطائفية وسياسة التطرف المذهبي والديني والابتعاد عن سياسة الاحلاف والمحاور وتأسيس الجيوش على أسس مذهبية  وطائفية والتي تهدد أمن المنطقة والسلم العالمي والتي تؤسس لموطئ قدم للدول الطامعة في خيرات هذة المنطقة .

على العربية السعودية ان تعيد النظر في سياستها  تجاه المنطقة ، وان تنتهج سياسة مبنية على احترام  شعوب المنطقة  والسعي لاحلال السلام والأمن في العراق وسوريا واليمن وليبيا ودعم كل الحلول السلمية للازمات المستعصية  وان تكون عامل تهدئة بعد ان عصفت رياح الارهاب المجنونة  كل دول المنطقة  ، ويجب ان تعلم ان الارهاب الذي قطعت اوصاله في العراق قد يلجأ لاختراق الحدود السعودية  … ادعموا العراق في اعادة اعماره وادعموا وحدة العراق  ووحدة شعبه وأطيافه لان العراق القوي الأمن هو الظهير الأمين لجيرانه … العراق يمكن ان يكون جسرا لاعادة الثقة بين الاطراف المتصارعة العربية وطرفا له وزن وثقل لاعادة التواصل بين السعودية وايران لخدمة شعوب المنطقة واستقرارها . اذن نأمل من زيارة السيد العبادي  للسعودية والكويت وايران ان يلعب العراق دورا محوريا  لتقارب الرؤى والسياسات ومد جسور التفاهم والتعاون وانشاء جبهه موحدة ضد قوى الارهاب والتكفير.

رفعت نافع الكناني

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here