تدمير المنارة الحدباء من قبل عصابات الدواعش: رب ضارة نافعة!

بقلم:  الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لايختلف اثنان ما عدا المجرمين بأن تخريب التراث الانساني الاسلامي وغير الاسلامي هو عمل شيطاني تختزنه عقول متخلفة وقد ما رسته على مر العصور.   ولكن العجب كل العجب هو ان تهب الاصوات لادانة تهديم صرح او منارة يمكن اعادة بنائها ولكن تصمت هذه الاصوات صمت الموتى في قبورها عندما يقتل البشر من غير المقاتلين من الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى في المستشفيات.

جاء في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):  لهدم الكعبة حجرا حجرا اهون من قتل المسلم …. وجاء بتعبير آخر:  لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم (والرجل هنا يعني فرد سواء كان طفل او انثى او ذكر).  وكلا التعبيرين يوافقهما القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى:

قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.

فكم قتل المجرمون الدواعش من النساء والاطفال والشيوخ والشباب وكم هدموا من صوامع وشواهد حضارية ومساجد ومراقد وكم قتلوا من الشباب الذين غرروا بهم فجروهم الى فكرهم الهدام المتخلف وكم الحقوا الاذى بالبلدان الاسلامية والمسلمين جميعاً؟!  الجميع يعلم من الذي استفاد من الدواعش ومن الذي خسر … بلدان عربية واسلامية انتهكت حرماتها ودمر اقتصادها وامنها ونسيجها الاجتماعي وصار العالم يتقدم بسرعة بينما تلك الدول العربية والاسلامية تتراجع بفعل الدواعش ويتم ليس تدمير مقدراتها في الحاضر بل لاجيال الله يعلم مداها …

لقد جعل داعش العالم يسخر منا ويضحك علينا ويحاول الاعداء ان يضربوا اسفين الفرقة والتصدع والحروب بين البلدان الاسلامية والعربية وفعلاً صار بل هناك بلدان معروفة هي التي كانت وضلت تمول تلك العصابات وتساعدها بكل قوة لتنفيذ مخططاتها المشبوهة والهادفة لحرق ليس التراث فحسب بل الحرث والنسل.    انه مخطط شيطاني لكي يعيش العرب والمسلمين في وادي التخلف والضياع بينما يتقدم غيرهم وهنا بين القصيد!

قلنا عندما سقطت الموصل بيد عصابات داعش بأن العراقيين سوف يجعلون الدواعش يلعنون اليوم الذي ولدته بهم امهاتهم وسوف يجعلون منهم طعماً للكلاب السائبة والهوام وحقاً فعلوا وسيفعلون …. لم يكن ذلك بلا دماء زكية سالت ولاتزال … ولعل ضارة نافعة فاليوم يستعيد الجيش العراقي مكانته ويقدم دروساً جديدة في البطولات والحروب لم يتسنى للاكاديميات العسكرية من دراستها بعد … ونحن ندعوهم للمجيء هنا لا لكي يدربوا قواتنا الامنية ولكن لكي يتعلموا منها تلك الدروس سواء من كانوا ومن اي حلف هم …فنحن ندربهم ونعطيهم دروس جديدة وليس هم !

 

واخيراً ونحن نقدم احر التهاني والتبريكات لقواتنا وجنودنا البواسل وشبابنا الشجعان الذين قاتلوا الدواعش قتال العصابات من منزل الى منزل بل من غرفة الى غرفة بالنصر الذي كتبته دماء الشهداء والجرحى وشجاعة الشجعان … نقول لهم حسناً فعل داعش بتفجير المنارة الحدباء لانه اقرار عملي بالهزيمة المنكرة …. ومن ناحية اخرى فان تفجيرها هو تطهير لها ولجامعها من دنس الدواعش وصاحبهم المهزوم ولكي لاتبقى كما هي شاهداً على تأسيس دولتهم الخرافية فهي قد هدمت وسوف يعاد بناء غيرها ولو على نفس الشكل ولكن ليس ذات المكان والمنارة التي انطلق منها داعش … فلرب ضارة نافعة !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here