تكتّم عراقي على مشاركة الحشد الشعبي باستعادة معبر الوليد

بغداد / آدم الجبوري

مصادر تؤكد لـ (المدى) التحام بعض الفصائل بمجاميع تقاتل في سوريا

أكدت مصادر في الانبار مشاركة فصائل في الحشد بعملية السيطرة على منفذ الوليد. وزادت أن الفصائل تجاوزت المعبر والتحمت مع فصائل عراقية تقاتل على الجانب السوري.
وتأتي هذه المعطيات بعد مرور أيام من إعلان سيطرة الجيش العراقي على المنفذ الحدودي، والتكتم على مشاركة فصائل في الحشد.

ووصلت بعض الفصائل، التي لايعرف عديدها بالتحديد، قبل أيام من عملية (الفجر الجديد). وأعربت أطراف رسمية في الانبار عن توجسها من مشاركة فصيل، يتهم باختطاف العشرات من اهالي المحافظة ، في عملية السيطرة على الشريط الحدودي.
وبحسب مصادر محلية فإن فصائل من الحشد تجاوزت منفذ الوليد، لتلتحم مع مجموعة عراقية تقاتل في الجانب السوري.
وكانت قوات عراقية قد وصلت قبل أيام الى معبر الوليد، 450 كم غرب بغداد، بعد 9 أشهر من تحرير المنفذ، الذي كانت تحميه قوات عشائرية بدعم أميركي.
وأقامت القوات سواتر ترابية، وتمكنت من تأمين الطريق الرابط بين الوليد ومنفذ طريبيل الحدودي مع الاردن. كما أمّنت الحملة العسكرية الاخيرة (الفجر الجديد)، طريق الرمادي المؤدي الى سوريا عبر الوليد.
وأعلن قائد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد عبدالله، يوم الثلاثاء، عن استعادة 60 كم من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا. وقال عبدالله ان “قوات حرس حدود المنطقة الثانية ولواء المغاوير ولواءي 15 و 4 وقوات الحشد العشائري، تمكنت من استعادة الشريط الحدودي بين العراق وسوريا انطلاقا من مخفر أركبان بمسافة 60 كم باتجاه مدينة القائم”.
وازدادت في الآونة الاخيرة، أهمية الحدود مع سوريا، لاسيما مع سيطرة الحشد على جزء من الشريط الحدودي في غرب نينوى، وإعلانه مواصلة تقدمه لتطهير جميع الشريط الحدودي حتى قضاء القائم.
وتحدثت تسريبات عن مشاركة محدودة لبعض فصائل الحشد في السيطرة على معبر الوليد، وهو ما تعتبره أطراف في الانبار مصدراً للقلق.

ما وراء الحدود
ويقول مسؤول محلي، في اتصال مع (المدى) أمس، “لانعتقد ان دوافع مسك الحدود قد أعلنت بالكامل”. ويضيف “هناك بعض الخفايا التي لم تذكر، لاسيما الإصرار على مشاركة الحشد”.
المسؤول المحلي ذاته أكد، في وقت سابق لـ(المدى)، ان الفصائل وصلت الى الانبار قادمة من بغداد، قبل 5 أيام من انطلاق الحملة العسكرية لتأمين معبر الوليد.
واضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف، “وصلت كتائب حزب الله الى الحدود، والتقت مع فصائل عراقية تقاتل في سوريا، ومع حزب الله اللبناني”. واردف بالقول “اللقاء يفضح بعض ما يتم التكتم بشأنه في معركة الحدود”. وكان مسؤولون في الانبار اتهموا الكتائب، نهاية 2015، باختطاف 1200 مدني بينهم نساء اثناء مرورهم بنقطة تفتيش الرزازة التي يسيطر عليه الفصيل. وهو ما نفته الكتائب بشكل قاطع. وتعرضت فصائل الحشد المنتشرة شمال منفذ الوليد، امس الاول، الى هجوم شنه تنظيم داعش انطلاقا من مدينة القائم، الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وبعد ساعات من الوصول الى معبر الوليد، تجاهل البيان العسكري، الذي اصدرته القيادة المشتركة في يوم 17 حزيران الحالي، الاشارة الى مشاركة فصائل الحشد في العملية.
لكن غسان العيثاوي، المتحدث باسم عشائر الانبار، ينفي علمه بوجود فصائل الحشد في محيط معبر الوليد. ويقول العيثاوي، في اتصال مع (المدى) امس، “هناك قوات من الحشد العشائري ولواءين من حرس الحدود”، مشيرا الى ان “الحشد الشعبي يتواجد شمال الحدود قرب البعاج”.
وتشهد منطقة الحدود العراقية- السورية تنافساً محموماً بين النظام السوري وحلفائه، والقوات الاميركية وحلفائها للسيطرة على الشريط الحدودي في الجانب السوري.
ومؤخرا، تمركزت قوات اميركية بالاضافة الى قوات دنماركية، واسترالية، وحلفائهم من كرد سوريا، في قرب معبر التنف، الذي يحاذي معبر الوليد.
وأكدت مصادر لـ(المدى)، في وقت سابق، ان القوات الاجنبية تتواجد في منطقة تبعد 20 كم فقط عن القوات العراقية.

فكّا كمّاشة
في هذه الاثناء، يرى عضو في مجلس الانبار عدم فائدة تقدم القوات العراقية نحو الشريط الحدودي مع سوريا دون تحرير مناطق القائم، وعانة، وراوة. واعتبر ان ذلك سيعرض القوات الى “خطر كبير”.
ويقول عيد الكربولي، الذي تسكن عشيرته مناطق قريبة من الحدود السورية، ان “القوات العراقية ستكون بين فكي كماشة، اذا ما قررت المضي بتحرير الحدود، لان داعش متواجد على جانبي الحدود”.
وأضاف الكربولي لـ(المدى) “يجب ان تصل القوات السورية الى دير الزور والبو كمال القريبة من القائم، قبل ذهاب القوات العراقية إلى الحدود هناك”.

خندق حدودي
في هذه الاثناء، أعلن الحشد الشعبي، امس، البدء بحفر “خندق كبير” ابتداءً من الرطبة وصولا الى معبر الوليد.
وأعلنت مديرية الهندسة العسكرية التابعة للحشد الشروع بإنشاء خندق ضخم بطول 90 كم لتأمين الحدود العراقية السورية.
وذكر بيان لإعلام الحشد، اطلعت عليه (المدى) امس، ان “فرق الهندسة العسكرية باشرت بحفر خندق وساتر ترابي كبير ضمن حدود الرطبة وصولا الى معبر الوليد الحدودي وقضاء القائم لتحصينه بالكامل”. وأضاف البيان ان “فرق الهندسة وصلت على مدى ايام من العمل المستمر الى آخر نقطة حدودية وهي
معبر الوليد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here