الاحزاب الاسلامية اخطر اعداء المسلمين

كثيرا مانسمع احكاما مجتزئة ’ومزاعم آواوصاف قاسية لاحداث مثيرة للجدل’
لكن لو بحثنا في تفاصيلها بدقة وحياد’وبعيدا عن مشاعرالتعاطف والتحزب والانحياز المسبق للعناوين’انذاك’اقول جازما’بأننا سنرى,بأنها لاتستند الى تفسيروتعليل منطقي’يمكن ان يدعمها بالمطلق’ بل هي في التقييم الواقعي لاتتعدى مجرد كلام يهدف الى اطلاق احكام على وضع ما’ مع غض النظرعن البحث في السبب الذي ادى الى تلك النتيجة
وساشيرهنا الى قضية’مهمة جدا’وطالما اثارت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض
’وهي عن مصر’بشكل خاص’حيث لازلت اسمع مزاعم من البعض’وخصوصا المنتمين الى جماعة الاخوان’والمناصرين لتوجهاتهم,
بان السيسي خان بلده’وواجبه’ عندما قام بانقلاب عسكري ونحنى رئيسا منتخبا.
العنوان يبدوأنه صحيح
وان الذي حدث كان انقلاباعسكريا!
لكن السؤال الذي يجب ان يرافق هذا الزعم ’هو:-لماذا حدث ذلك؟
انا شخصيا كنت في مصرلفترة اسبوعين’بين الشهرالعاشروالحادي عشرمن سنة 2012’اي بعد عدة شهورمن استلام الرئيس محمد مرسي’والاخوان المسلمين مقاليد السلطة
وكنت قد زرت مصرعدة مرات في عهد مبارك’فوجدت مقارنة بالماضي’بأن الحياة في مصرقد تغيرت بشكل سلبي جدا’
ألفوضى ضاربة اطنابها في كل مرافق الحياة’
تحدي السلطة كان منتشرا بشكل مخيف’
حركة المرور كارثية خاصة في القاهرة والاسكندرية’كنت في معظم الحالات اؤجر تاكسي لتنقلني من ميدان التحريرالى’الفندق الذي كنت انزل فيه’وهوفي حي الدقي’لكني كنت اتركها واكمل مشيا على الاقدام واصل قبل ان تتحرك التاكسي لعشرات الامتار
اقسم بالله وبشرفي وكل مقدساتي اني لم التقي بمواطن مصري ’ومن كل المستويات الاجتماعية’واغلبهم كانوا قد انتخبوا الرئيس مرسي
الاوكان يلعن اليوم الذي انتخبه فيه’الجميع كانوا يبحثون عن خلاص من ذلك الوضع الكارثي
بالاضافة الى ان كل منصف رأي بام اعينه التظاهرات التي خرجت خلايها عشرات الملايين من ابناء مصراحتجاجاعلى حكم مرسي في الذكرى الاولى لتوليه الحكم
اذن اليس ذلك كافي لكي يتحرك الجيش لاسقاط ذلك النظام الذي اثبت بشكل قاطع فشله؟
هل كان يجب الانتظارالى ان تنهار الدولة المصرية’(وكل المؤشرات تدل على ذلك)حتى ننعى ونبكي مصر؟
البعض قد يبرر ذلك زيعلله,بالزعم ان مرسي وحزبه تعرضوا الى مؤامرة!
والجواب:-هل عملية حكم دولة بمثل حجم واهمية مصر’هي لعبة’يجربها البعض’ويعرض نفسه الى مناكفة اعدائه؟
الذي لايستطيع التصدي لمؤامرة لايحق له ان يحكم
اذ من الطبيعي ان ينافسك الاعداء’لكن من واجبك ان تصمد وتجهض مؤامرت العدو’فان لم تستطيع انذاك عليك الرحيل.
والسؤال المهم الان
هل مافعله السيسي كان انقلابا’مثل الانقلاب العسكري الذي اطاح بالملكية الدستورية في مصر والعراق؟
بل ’انه في الحقيقة كان تلبية لمطالب الشعب
وليس معنى ذلك اني اثني على السيسي’على طول الخط
بل الحق يجب ان يقال
لذلك اود القول انني انتقدت مافعله السيسي’بعد ذلك واساء به الى نفسه
’حيث انه لعب دورالايليق به,عندما استغل الوضع’ورشح نفسه للرئاسة في ضرف لايمكن تصور,استعداد اي مرشح اخر لمنافسته
كان عليه ان يترك الامر لحكومة مدنية’ولرئيس قادرعلى قيادة مصر’ويكتفي هو يترأس مجلس انقاذ’يراقب عمل الحكومة والحفاظ على الامن والاستقرار الداخلي
لاان يستغل الفرصة ويستولي على الحكم’ويؤكد انه قد قام بانقلاب عسكري فعلا.
البعض يقول ان السيسي فشل في ادارة الدولة’
والحقيقة ان هناك تبسيط في النظرالى المسألة’حيث انه ثبت’وبالدليل القاطع’
ان الشعوب العربية لاتستطيع ادارة امورها بنفسها’ورغم مرارة الحقيقة’الا انه وبكل تأكيد كل النظم والقوانين’من تعليم وصحة وتجارة وصناعة’وغيرها من النظم التي تسير امور الدولة’كلها دخلت العالم العربي عن طريق الاستعمار’أوعن طريق الاستعانة التامة بالخبراءألامريكان والاوربيين’ولولا نعمة الاستعمار’لبقت بلداننا تعيش في ظلام دامس’وعلى كل المستويات
فمشكلتنا الاساسية هي حالة التخلف عن ركب الحضارة التي تعاني منها امتنا,وبسبب تغلب العادات والتقاليد البالية على تفكير’وسلوك الغالبية العظمى من ابناء الشعوب العربية’ويقينا
لولا المال الوفيرالذي جلبه النفط والمعادن’والثروات الطبيعية’والتي يعود الفضل فيها لله اولا وللمستعمرين ثانيا’لما رأينا دولة عربية خليجية تعيشفي وضع افضل مما هوعليه حال الشعب المصري’أ’بل لو جردنا تلك الدول من ثرواتها الطبيعية لرأينا مصر’وفي حالتها هذه تتصدر كل الدول الشقيقة
فهي دولة عريقة انجبت الكثير من العظماء في كافة المستويات’خصوصا انها ادخلت اسم العرب في سجل جوائز نوبل’ولعل من اكبر مهازل القدر’ان يأتي يوما تقوم خلاله دويلة خليجية صغيرة’يعمها الجهل والتخلف ’والبداوة’بالتحرش بمصرالعملاقة وتحديها’وتعريض امنها القومي للخطر!عن طريق ضخ المال السحت الحرام الى بعض المنظمات الارهابية المتطرفة’والتي تحمل زورا راية الاسلام,بينما هي بافعالها المخزية توجه اكبر اهانة واساءة سمعة الى دين الاسلام الحنيف’
والتي سببت مايسمى بحالة الاسلام فوبيا’والتي تهدد التعايش السلمي بين امم العالم.
انه استغلال بشع لما يدخل خزينة (قطير)من المال’الذي لافضل لقطري واحد’بتسهيل الحصول عليه,بل كله ماانعم الله به على تلك الدولة ومن باطن ارضها’والذي سيجعله نارا تكوي قلوب حكامها يوم لاينفع مال ولابنون.
لذلك نعود للقول ان
مشكلة مصرالاولى ’سواءا حكم السيسي’أو غيره’تتمثل في عدم وجود قوانين وطنية ملزمة تعتمد برنامج تنظيم الاسرة,مما تسبب في الانفجارالسكاني’اي ادى الى حدوث ولادات كثيرة جدا’في مقابل ثروات وطنية محدودة’
فبالرغم من كبرمساحة الدولة المصرية’الا أن اغلبها صحراء قاحلة’الجزء الصالح للحياة منها’هوضفتي النيل والذي لاتتجاوز نسبتهاال4%من المساحة الاجمالية للبلاد’
وذلك غير كافي لاطعام وتربية قرابة المئة مليون انسان’لذلك فالخطرالكبيرالذي يمكن ان يستمر بتاثيره السلبي على كل مشاريع التنمية هو
عدم تنظيم العائلة والشعار الذي يتداوله بسطاء الناس من ان (لااحد مات من الجوع)
هذا المفهوم رغم سقوطه امام عيون مليارات المشاهدين من الذين رأواملايين البشريموتون جوعاامام كاميرات الاعلام’الا انه لازال هناك من يعيده ويكرره بغباء يثير الشفقة!’هذه العبارة!
وحتى لوتوفرالغذاء’فهوغيركافي لتربية الانسان’اذأن الطفل بحاجة الى تعليم ورعاية وخدمات’وكلها لاتستطيع الدولة ان توفرها
اي مستحيل منطقيا تحقيق ذلك
وهنا توجب النظرباهتمام الى خطورة حكم الاخوان والذين لايؤمنون بتنظيم العائلة
كما انه لايجب اغفال مسألة غاية في الاهمية
وهي ان شعارالاخوان ’وهدفهم المعروف’والذي هو من اساسيات فكر المرحوم حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين’هورفض الحكم المدني’والذي يعتمد على الانتخابات الحرة ووضع دستور مدني’بل العودة الى حكم الخلافة الاسلامية
مما يعني تطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها
فهل النظام الانتخابي الذي فازمن خلاله مرسي وجماعة الاخوان’مقبول ومشروع اسلاميا؟!اذن كيف قبلوا به واشتركوا بعملية هي حرام شرعا؟!
فالايدل ذلك على انهم في الحقيقة مجموعة من رجال السياسة المنافقين
خصوصا وان النظام الديموقراطي الذي فازوا من خلال الانخراط به
يحلل الزنا والاجهاض وزواج المثليين’ويساوي بين المراة والرجل في الميراث’والكثير من القوانين الوضعية’والتي تخالف الشرع في الصميم
اذن المسالة لاعلاقة لها بالدين
بل اصبح الدين فخا وشماعة وغطاء يتسلل من خلاله المغامرون وشداد الافاق والمحتالين
حيث انه اقصر الطرق الى قلب الانسان البسيط والمواطن العادي
’ليس غريبا ان نرى ان جميع قادة الاحزاب الاسلامية هم من أسوأخلق الله واكثرهم فسادا
فهل اوصى الدين باتباع المدعين؟
ام طالب بالمقارنة بين الاقوال والافعال؟
اصدق شعار سمعته ’من خلال التظاهرات التي عمت العراق
بسم الدين سرقونا الحرامية
من يريد ان يصلح بلده عليه ان يفصل بين الدين والدولة
فنحن جزء من هذا العالم الذي يعيش قوانين القرن الواحد والعشرين’فمن يريد الالتحاق بمركب الحضارة عليه الموافقة على قوانينه
كل الاحزاب التي تتشدق بالدين هم مجموعة من الكذابين والمنافقين’وهم نتاج حركات باطنية’هدفها الحقيقي تخريب الدين’والاساءة الى سمعة الاسلام والمسلمين’واعطاء مبرر للمجرمين ’وصناع وتجار السلاح’باشعال حرب حضارية خطرة جدا’والتي اذا مانظرنا واقعيا الى ميزان القوى الحالي ستكون نتيجتها فناء الغالبية العظمى من المسلمين
عيب وكل العيب ان نسمح لتجار سياسة وشداد افاق ومجرمين ان يقودوا اسلامنا وحضارتنا بشعارات زائفة وسلوك شخصي مهين لكل صاحب فكرة وعقيدة
فهل من صحوة’ام نبقى نسير فاقدي الارادة وراء صاحب المزمار ماخوذين بحلاوة النغمات دون ان ندري انه يقودنا الى حضيض ليس بعده قرار؟!’
كما في اسطورة المزمارالسحري)(
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here