الوقف الشيعي …مالكم والغير

محمد رضا عباس
دائرة الوقف الشيعي حشرت انفها في قضية بعيدة كل البعد عن وظيفيتها الارشادية وهو الاعلان عن استنكارها رفع علم “المثليين جنسيا ” على مبنى القنصلية الامريكية في أربيل. مالكم ومال “المثليين” في أمريكا؟ ولماذا هذا التدخل الفض في شؤون الاخرين. المجتمع الأمريكي ليس المجتمع العراقي , المجتمع الأمريكي يقبل بالتعددية والاحتواء حتى وان كانوا من الأقلية في المجتمع , على شرط عدم مخالفة القوانين المرعية . العلم الذي يرفعه “المثليين جنسيا” وان اصبح شعارا لهم , الا انه يمثل بألوانه , القوس قدح , أطياف المجتمع السكانية , ويحبذا لو اتخذته الدول ذات التعددية الاثنية والدينية والطائفية , مثل العراق, علما لها أيضا. العلم يرمز الى التعايش السلمي بين المكونات وهذه حقيقة نعيشها نحن الذين اضطررنا العيش في هذا البلد العظيم , حيث ان المسلم يعيش باطمئنان بجنب جاره المسيحي واليهودي والسيخ والملحد , لا فرق بين احد ولا ينظر مكون معين الى مكون اخر بنظرة الريبة و الكراهية مثل ما يجري في العراق , حيث بدء العراقيون وهم على اعتاب القرن الواحد والعشرون يسالون عن هوية جيرانهم المذهبية والدينية قبل ان يسال عن علمه , اخلاقه, استقامته , و مؤهلاته.
القنصلية الامريكية رفعت علم “المثليين” على مبانيها في أربيل وليس على مباني عراقية في بغداد او الانبار او ذي قار او البصرة او النجف الاشرف. ثم ان القنصلية الامريكية رفعت العلم على ابنيتها في أربيل او في إقليم كردستان ,الشبه المستقل عن العراق ولا يعترف أصلا بالحكومة العراقية في بغداد واصبحوا يتحدثون عن العراق وكردستان وعن الجيش العراقي والبيشمركة و عن النفط الكردستاني ونفط العراق , فلماذا تحشرون انوفكم يا دائرة الوقف الشيعي في عمل لا يخصكم ؟ هل يستطع أحد موظفي الوقف الشيعي الدخول الى كردستان بدون موافقه مسبقة من السلطات الإقليم؟ ثم هل استطاع الوقف الشيعي القضاء على جميع الامراض الاجتماعية التي يعاني منها الشعب العراقي حتى يحشر انفه في قضية لا تخصه؟
ان رفع علم “المثليين” على بناية تابعة للولايات المتحدة الامريكية لا اجد فيه إهانة للشعب العراق كما جاء في بيان الوقف الشيعي او استخفاف بأخلاقه وخصوصياته او يعكس نوايا سيئة إزاء ثقافة المسلمين , لان المسلمين من المغرب الى الصين ليسوا غرباء عن “المثليية” , حيث ان قرية “لوط” لم تكن في لندن او باريس او نيويورك , وانما كانت في الأردن كما يحكي عنها المؤرخون . ارجوا ان لا يفهم القارئ باني من انصار “المثليين” او من المدافعين عنهم ولكن هذا النوع من المرض الاجتماعي او طريقة العيش معروف في الشرق الأوسط قبل الغرب والشرق ولكن الفرق بيننا وبينهم هو انهم يتحدثون عنه ونحن نتجنب الحديث عنه , أي نضع رؤوسنا تحت الرمال , بدلا من تثقيف شبابنا وبناتنا عن مخاطر هذ المرض الاجتماعي الخطير على الإنسانية والذي حرمه الله في جميع الكتب السماوية.
في العراق امراض اجتماعية أكبر من علم يرفع على بناية لا تعود للدولة العراقية , وتفوق تصورات العقل وعلى الوقف الشيعي محاربتها من خلال المرشدين الدينيين والمبلغين والوعاظ ومن يقف على المبر للوعظ والإرشاد. كفانا النياح واللطم. ان لم يعرف الوقف الشيعي عن الامراض الاجتماعية في العراق , فانا على استعداد بتقديم قائمة عنها طولها كيلو متر . اليك البعض من هذه الامراض: تفشي المخدرات بشكل مخيف بين الشباب , الزواج من القاصرات , في بعض الحالات لا يتجاوز عمر البنت عن 15 عاما , تعاظم نسبة الطلاق بين المتزوجين , قطع الرحم وعدم التواصل بين افراد العائلة الواحدة , بعض من العاقين رموا ابائهم وامهاتهم في الشارع , زيادة عدد المتسولين , وكل ما يحتاجه الوقف الشيعي احصائهم مع كل سيطرة في بغداد , الحروب العشائرية , حيث وصل الامر ان تقع حرب بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بسبب رهان على لعبة كرة القدم , الاعتداء على الفتيات وهن في طريقهن الى الأسواق او لزيارة الأقارب , احتلال الدور السكنية لبعض المواطنين الذين تركوا العراق , لعب القمار , التجارة ببيع المشروبات الروحية خارج اطار الدولة , الفساد الإداري والمالي في دواوين الدولة , كثرة الصلاة وقراءة الادعية والقران الكريم في دوائر الدولة على حساب المراجعين , التجارة بالأعضاء البشرية , تسرب الأطفال من المدارس وزيادة نسبة الجهل والامية بين الشباب , الاستيلاء على الأبنية الحكومية , الاعتداء على موظفي الدولة , الاعتداء على المدرسين والأطباء حتى ان بعض الأطباء تركوا عملهم في العراق واضطروا الى الهجرة الى بلاد الله العريضة , ضرب الرجل لزوجته واطفاله , سرقات الدور السكنية والمحلات التجارية , انتشار منظمات الجريمة المسلحة , اعتداء الجار على جاره , العبث بممتلكات الدولة , غش باعة القطاع المفرد والبقالين , تعامل تجار المفرد مع المواطنين , تكدس الباعة على الأرصفة والشوارع العامة , بيع المنتوجات المنتهية صلاحيتها , بيع الادوية الغير صالحة للاستعمال , ذبح المواشي في أماكن غير صحية , سرقة الطاقة الكهربائية , العبث بالماء الصالح للشرب , خاصة على طريق بغداد – كربلاء حيث ان الأطفال يعملون ثقب في انابيب المياه الصالحة للشرب من اجل غسل السيارات الذاهبة او القادمة من بغداد , رمي الأنقاض في جزرات الشوارع الرئيسية بين المدن , و تراخي عمال الأجرة اليومية من انجاز الاعمال المناطة لهم . كل هذا يحتاج الى توعية والطريق الوحيد لتوعية المواطن هو المرشدين التابعين الى الوقف الشيعي والسني أيضا. وعليه فان واجبات دوائر الأوقاف هو ليس فقط إدارة صيانة وبناء المساجد والحسينيات , وانما الوصول الى المواطن والعائلة . وبخصوص الوقف الشيعي , صاحب التنديد والاستنكار برفع العلم , نقول له , هذا ليس شغلك , شغلك الحقيقي هو تثقيف المواطن الابتعاد عن كل الشرور والتي اعطينا بعض الأمثلة عنها أعلاه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here