يا بلادي ذات يوما كان لك عيد

عبدالامير العبادي

سألت الطلبة متى يصادف ان يكون لنا عيد؟

رمقتني انظارهم لغرابة السؤال واستحضرت فيهم الاجابة صفة التنوع الفكري على الرغم من اختلاف اعمارهم وما كان لي الا ان اجمع الاجابات وادونها شفاها واحفظها لتكون لي فكرة الاجابة

ولكن ثمة سؤال مرادف لسؤالي جاء الي وهو متى كان لك عيدا يا استاذ

حقا احترت وربما ادمعت عيني وكيف لي ان اختار اجابة حيث العمر الذي تجاوز الستين عاما

هل اكذب عليهم واقول نعم كان لنا عيدا ومتى كان هذا العيد وفي اي مناسبة

عدت لرباطة جأشي وانتشيت شئ من الوعي واجبت ولو بخجل

اعيادنا كلها سياسية الاعياد الوضعية والاعياد الدينية كلها تجير لاهداف

فاعياد الدولة اعياد الملوك والروؤساء

منها اعياد ميلادهم او ذكرى ثوراتهم

او اعياد احزابهم او ميلاد دكتاتوريتهم ولم اجد عيدا ينبري للوطن للعراق يمجده وننحني له اجلالا او ربما نجد عيدا للجيش او للشرطة او للعامل والمرأة او الشجرة او الثورة وغيرهاوفوق ذلك اعيادا تأتي لولادات دينية بدلا من ان نفرح بها تصير بكاء وعويل وكم لنا ان نتصور عديد هذه الاعياد وهذه ايضا محط اختلاف بين المذاهب ولعمري منذ ولادتي لم اشهد اننا كعراقيين اجتمعنا في يوم من الايام على ان نختار لنا عيدا يوحدناويجمع اواصر محبتنا لتكون نبراسا نحج الية ويعانق احدنا الاخر

العرب لهم عيد وهم منقسمون مذهبيا والمذهب الواحد منقسم ايضا والاحزاب صارت لها مراجع وهي تفتي بموعد العيدوكأن المشكلة ليست لها حل

هنا سوف يختلف معي اصحاب الرؤيا ليقول لي اعياد الفطر والاضحى هي رؤية هلال وعليك ان تتبع مرجعك الديني والمذهبي

اقول حسنا نحن لدينا الان عشرات المراجع وكلهم لهم قدسية وكل منهم لا يتراجع عن علميته ونحن نتبع خطاهم لكننا لا نقوى على الاختيار الموحد اذن يظل الرأي الموحد لا وجود له ونبقي على وطننا غير موحد وكل واحد يظل متزمت الرأي

وفي نهاية المطاف اكون انا عاجزا عن وجود اجابة تشفي طموحي وتلبي رغبات المقربين لي في المجتمع

لكني اختمها بالقول هذه العلوم التي استنسلت كل شي حتى الانسان والحيوان هل تعجز ان تجد لنا اجابة موحدة تجمع شملنا لنكون على مائدة واحدة نغني فيها للوطن الجريح ونضمد جراحة ونبني له اجمل الصروح ونرسم له ابهى لوحات المحبة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here