قصيدة حب – شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني في الحب

قصيدة حب – شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني في الحب *

رسالة حب

لست معلما . .
لأعلمكِ كيف تحبين
فالاسماك لا تحتاج الى معلم
لتتعلم كيف تسبح
والعصافير لا تحتاج الى معلم
لتتعلم كيف تطير
إسبحي وحدكِ
وطيري وحدكِ
الحب ليس له دفاتر
واعظم عشاق التاريخ
كانوا لا يعرفون القراءة

دعي بورجوازيتك ، يا سيدتي
وسرير لويس السادس عشر
الذي تنامين عليه
دعي عطورك الفرنسية
وحقائبك المصنوعة من جلد التمساح
واتبعيني
الى جزر المطر
والاناناس
والتوابل الحارقة
حيث مياه السواحل ساخنة كجسدك
وثمار المانغو
مستديرة كنهديك
ارمي كل شيء وراءك
واقفزي على صدري كسنجاب افريقي
فأنا يعجبني
ان تتركي خدشا واحدا على سطح جلدي
او جرحا واحدا على زاوية فمي
اتباهى به
امام رجال العشيرة

آه . . يا امرأة التردد . . والبرود
يا امرأة ماكس فاكتور . . واليزابيت آردن
متحضرة انت الى درجة لا تحتمل

تجلسين على طاولة الحب. .
وتأكلين بالشوكة والسكين
اما انا يا سيدتي
فبدوي يختزن في شفتيه
عصورا من العطش
ويختبئ تحت عباءته ملايين الشموس
فلا تغضبي مني
اذا خالفت آداب المائدة
ونزعت عن رقبتي الفوطة البيضاء
وعريتك من ملابسك التنكرية
وعلمتكِ
كيف تأكلين بكلتا يديكِ
وتعشقين بكلتا يديك
وتركضين على رمال صدري
كمهرة بيضاء
تصهل في البادية

رسائلي اليك
تتخطاني وتتخطاكِ
لان الضوء اهم من المصباح
والقصيدة اهم من الدفتر
والقبلة اهم من الشفة
رسائلي اليك
اهم منكِ واهم مني
انها الوثائق الوحيدة
التي سيكتشف بها الناس
جمالكِ
وجنوني

ويضيف الشاعر قوله :

اريد ان اكتب لكِ كلاما
لا يشبه الكلام
واخترع لغة لكِ وحدك
افصلها على مقاييس جسدك
ومساحة حبي
اريد ان اصنع لكِ ابجدية
غير كل الابجديات
فيها شيء من ايقاع المطر
وشيء من غبار القمر
وشيء من حزن الغيوم الرمادية
وشيء من توجع اوراق الصفصاف
تحت عربات ايلول

اريد ان اهديك كنوزا من الكلمات
لم تُهد لامرأة قبلكِ
ولن تهد لامرأة بعدك
يا امرأة
ليس قبلها قبل
وليس بعدها بعد

اريد ان اعلم نهديكِ الكسولين
كيف يُهجًيان اسمي
وكيف يقرءان مكاتيبي
اريد . . ان اجعلكِ اللغة

نهار دخلتِ عليً
في صبيحة يوم من ايام آذار
كقصيدة جميلة . تمشي على قدميها
دخلت الشمس معكِ
ودخل الربيع معكِ
كان على مكتبي اوراق . . فأورقت
وكان امامي فنجان قهوة
فشربني قبل ان اشربه
وكان على جداري لوحة زيتية
لخيول تركض
فتركتني الخيول حين رأتكِ
وركضت نحوكِ

نهار زرتِني ، ،
في صبيحة ذلك اليوم من آذار
حدثت قشعريرة في جسد الارض
وسقط في مكان ما من العالم
نيزك مشتعل
حسبه الاطفال فطيرة محشوة بالعسل
وحسبته النساء
سوارا مرصعا بالماس
وحسبه الرجال
من علامات ليلة القدر

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 437 ،
د. رضا العطار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here