هل نحتاج عفاريت عدلي امام ؟

د. أكرم مطلك

عرض في شهر رمضان مسلسل عربي باسم عفاريت عدلي أمام من بطولة الممثل القدير عادل امام . فلم مزج مابين الواقع والخيال , مابين الأنس والجن في البحث عن حل المشاكل والصعوبات التي يعانيها المجتمع والبحث عن حلول لها والأستنجاد بالعفاريت بعد اليأس وفقدان الأمل والبوصلة عند بني البشر في حل مشاكلهم المستعصية . انحاز الممثل عادل امام الى مملكة العفاريت ليحقق مايصبو له شخصيا حتى اوصلوه الى سدة الحكم ولكن مشاكل المجتمع باقية عجز الجن والعفاريت من ايجاد حلول لها , اثناء ادائه للقسم الرئاسي ردد الفقرة الأولى منه وهي اقسم بالله العظيم والتي اعادها ثلاث مرات ولم يكمل بقية القسم وبعدها اعتذر من استلام مهام الحكم لتخوفه من ثقل المسؤولية وسعة الخراب وكثرة الفاسدين وان حل مشاكل البلاد لاتحلها العفاريت ولا اداء القسم بل يحلها ابناء الوطن وتتطلب اجراءات لابد منها لنضع اقدامنا على الطريق الصحيح ومنها محاربة الفاسدين والسراق والمرتشين والمزورين وان نصون القانون ونقوي سلطته ونطبقه على الجميع بدون استثناء , نحمي سلطة القضاء واستقلاليته , تحريم الطائفية والعنصرية , وضع الخطط المدروسة لنظام تربوي واجتماعي واقتصادي وان نضع الشخص المناسب في المكان المناسب وان نفصل الدين عن السياسة وتشجيع عودة المهاجرين والمغتربين الى وطنهم للأستفادة من كفاءاتهم وامكانياتهم لأن الوطن يبنيه ابناءه , اين نحن من هذه الحلول لننقذ الوطن ؟ اذا بقينا على الحال الذي نعيشه الآن سيكون املنا قليل جدا من الخروج من نفقنا المظلم وستتوالى علينا الفواجع والكوارث الى ان يغدو وطننا ترابا ملعوننا وشعبنا جائعا وبائسا وبعدها لايفيد النوح والبكاء على الأطلال والذكريات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here