الفكر الثوري بين الحوزة، وسفسطة التمدن!

بقلم:- محمد الشذر
العراق الجديد، والذي انتج حكومات مختلفة تعاقبت على العراق، كذلك الحال مع الفكر؛ اذ انتج افكار جديدة تتماشى مع نمطية الحياة الجديدة، وتبدل اساليبها، اذ اختلفت هذه الافكار بين متشدد، ومتطرف، ومدني-كما يدعي- واخر لا يبالي بأحداهن، والكل يدعوا لنفسه، لكن القاسم المشترك والغالب لدى الجميع، هو ثقافة التسقيط واقصاء الاخر، وكل يحاول اثبات نفسه، وهو مصداقا لقوله (كل حزب بما لديهم فرحون).

الحكومات الجديدة والتي ارتدت جلباب الدين، وبسبب الفساد الذي نهش مفاصلها، خصوصا بعض الاحزاب الدينية الحاكمة، شرعنت النقمة على الدين، وجعلت المجتمع ينقم على الدين، مما فتح الابواب على مصراعيه، لاصحاب التسقيط والتنكيل بالدين، ليستغلوا هذه الفوهة، وينتهزوا الفرصة، ويُركبِوا الناس موجاتهم، التي يريدونها.

طبيعيا ان يكون لكل فكر ندا له، ومن الطبيعي ان يكون للدين مناؤيه، بغض النظر عن الغطاء الذي يستظل به هؤلاء فبعضهم شيوعي، واخر ملحد، وآخر مدني-كما يطلق على نفسه- وكأنه يحصر المدنية به فقط، وغيره متخلفين او لا متحضرين! فهم نفسهم لا يعرفوا اتجاهاتهم وميولهم! لسنا بصدد ركنهم الى جهة بقدر ما نحن نريد استفهام تصرفاتهم.

السيد السيستاني المرجع الشيعي، والذي يتبعه الغالبية العظمى من المتدينين-كما يصفهم اصحاب التحضر العشوائي- وصاحب “فتوى الجهاد الكفائي” وبسببه خرج الشعب العراقي من اقصى الشمال وحتى اقصى الجنوب، تلبيةً لنداءه، وراحوا مضحين بأنفسهم حتى تسابقت جثامين الشهداء الى النجف، بالعدد الذي لا تستطيع إحصاءها فيما لو اردت! يكيلون له التهم بأنه سبب ايصال هؤلاء الاحزاب الى السلطة، وتارةً اخرى، يتهمونه بالتدخل بالسياسة، وان صمت اتهموه بالعزوف والاعتزال!

تحرير الموصل وإعادتها الى حظن الوطن، جعل الجميع يكشر عن انيابه، فبعض راح ينسب الحشد الشعبي إليه! وتهلل بإنتصاراته! وهو من سلم الموصل الى داعش دون ان تطلق رصاصة واحدة ضدهم! وهذا ممن يقود حزبا اسلاميا سلطويا!

اما اصحاب المدنية العشوائية، اخرجوا رؤسهم وراحو يزمجرون، والمضحك في هذا انهم راحوا يهتفون بأسم السيد السيستاني!
فهل تراجع هؤلاء عن عقائدهم؟ ام اصبحت لديهم صحوة ضمير ليعترفوا بحقائق الامور؟
وهل يدرك اصحاب التحضر ان سفسطتهم لم تغني البلد عن جوع، وان من دافع عنه هم ابناء من ينقمون عليه؟
هل احصى اصحاب التمدن الثوري عدد الشهداء من ابناء الحوزة، ممن يرتدون العمة، وهل علموا انهم اوجبوا الجهاد على انفسهم، ولم يكتفوا بالشعارات؟
اخيرا سؤال لا بد منه؛ من الاولى ان يطلق عليه صاحب فكر ثوري؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here