الصف الشيعي بين التفرقة والثبات

حسين نعمة الكرعاوي
في عهد عبد الكريم قاسم عندما طغت الشيوعية في كربلاء أجتمع زعيم الطائفة الشيعية محسن الحكيم مع المرجع سماحة السيد الشيرازي والمرجع سماحة السيد الخوئي وقرروا اصدار فتوى ضد الشيوعية فصدرت الفتوى المشهورة وهي «الشيوعية كفر وإلحاد» ونشروا هذه الفتوى في كافة انحاء العراق #هنا عندما شعروا بهكذا خطر يهدد المد الاسلامي وبالأخص الشيعي سارعوا لانقاذ الوضع في حينها ولم يوفق الله الشيوعين لتنفيذ مأربهم في ضل هذا التصدي القوي أما اليوم فنحن نواجه المد الاعلامي المسير والغزو الثقافي الخداع الذي بدأ يأخذ مأخذاً يمزق النسيج الشيعي ويخترق الصف الشيعي
كم يحاول المتابع ان لا يتناول هكذا مواضيع لما لها من ابعاد قد تصنف في خانة الطائفية وقد يتغنى بها كل شخص كما يريد في ضل هذا العصف الالكتروني البائس هناك ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي من احاديث تروى واقاويل تطرب الاعداء ومنشورات فيسبوكية اخذت غايتها من الجدال حتى اصبح البعض يتغنى بالخبر بدون ان يتساءل عن مصدره او غايته فكرياً وعقائديا في هذه الايام نشهد حملة تشويه قوية وهي محصورة بقيادات الشيعة فقط
حيث نجد الشيعي يتكلم ويشتم ويسيء على رمز من رموز الشيعة او شخصية لها ابعاد وتأثيرات على الساحة الدينية قبل السياسية ونجد منهم من يترصد الكلمة ومنهم من يكون محط انظار التشمت لكن لماذا؟؟ لا نلقي اي لوم او عتب على التطور في المستوى الدراسي ولا الاجتماعي ولكن اين التطور الفكري؟ اين الاخلاق التي كانت ولا زالت المقياس لكل شخص والمعيار لكل عمل فالدين ليس محصوراً فقط بالعبادة انما أساسه هو التعاليم الأخلاقية ذات الابعاد الموضوعية وأهم جانب من هذه الجوانب هو الجانب التربوي لانه يعد الأساس الذي لطالما كان محور جذب الانظار ولفت الانتباه مما يحتم علينا وجوب الاهتمام به فالاخلاق التي نشهدها اليوم تتعارض مع الاسلام المحمدي الاصيل الذي كان محوره الاساس محمدياً بأمتياز (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)
قبل فتره شهدت بعض صفحات الانترنت المأجورة اشياء يقف لها العقل التجاوز على المرجعية والسب والزجر والعديد من الهجمات الالكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي ودون ادنى وجود لاي انتقاد بناء ولكن ليس هذا ما يدهش العقل فالاسباب غالبا ما كانت عوامل صدمة كبيرة حيث كان محور كل هجمة وانتقاد لاذع بشأن معين والعديد من التساؤلات المطروحة لا تستحق التأجيج والعوامل السلبية القائمة في وقت سابق كانت الهجمات التي جعلت حناجر الجهلاء تهلهل هي اتفه من شخصياتهم فمرة نتفاجئ بأحد الاسباب هو تحريم اللعب والتجارة بلعبة معينة واليوم يسب ويشتم قائد الفتوى العظيمة بسبب وأخر وابرز ترك الاهتمام حينما تسمع احد العقول البائسة يقلل من شأن المرجعية ويصفها بأنها مقصرة تجاه المقاتلين وانها هي من دعت للجهاد ويجب عليها ان تكون العامل الابرز في الدعم المادي والمعنوي وكأنما هو من كان له دور في القتال في حين تجده يفترش بيته الأمن في ظل المرجعية الرشيدة ويتناول ما يشاء ويتكلم عن من يشاء بدون سبب جوهري سوى ابراز نفسه بعضلات الكلام هل هذا ما وصلنا اليه؟ تشوه فكري واخر اخلاقي وغيره وغيره والخ…
يقول نجيب محفوظ اذا لم ينقرض الجهل في بلداننا سيأتي السياح للتفرج علينا بدل الاثار وبالفعل اصبحنا هكذا فاليوم نجد المواقع بدل ان تكون اسم على مسمى من حيث التواصل الاجتماعي وتبادل الافكار والمعلومات التي من شأنها أن تحفز الخلايا الفكرية للانسان اصبحت مواقع مسمومة واشد خطرا من القتل والمافيات في الحياة الواقعية هل هكذا اصبحنا بلا ادنى وعي ولا ادنى شعور ودون الاحساس بأي مسؤولية ما هذا التطرف الحاصل الان فلان يتكلم عن فلان وهذا يسب ويشتم ذاك من ولا نسلم من الأحقاد المنتشرة وكل هذا على اساس من فنحن على ارض الواقع نقاتل داعش ونطالب بقوة البيت الشيعي ومن ناحية اخرى نؤويد داعش واسرائيل واي عدو لنا وتحت اي مسمى فنحن ندعمهم اعلامياً من خلال ما اصبحنا عليه من منكم فكر من اين ظهرت هذه الصفحات المأجورة؟؟ من منكم سأل نفسه قبل ان يشارك منشور غير اخلاقي فكريا من وراء هذا الخبر؟ من الجهات الداعمة له وما هي الغاية منه؟؟ اصبحنا اليوم نتهم فلانا من الرموز ونفتك بفلان من العلماء ونشهر بهم بانهم كذابين دون ادنى دليل او واقع ملموس
حتى اصبح الفيسبوك وغيره من الموقع مكروه جداً بما فيه من امراض وخبث فنحن واقعياً وعلى ارض المعركة نحقق الانتصارات على داعش ولكن فكرياً فدعونا هنا نعترض فالذي نراه ه لا يوصف بكلمة التخلف الفكري وصل الى حد كبير جداً لماذا ننجرف وراء الافكار المسمومة وخصوصاً البيت الشيعي لماذا؟ وفي الختام هناك سؤال يشغل البال هل نحن بحاجة الى فتوى شجاعة كمااطلقها علمائنا السابقون ((قدس الله اسرار المتوفين وحفظ الله الباقين منهم ))
على نفس الوزن لاكنها تختلف بالمعنى………وتكون رداً صاعقاً لاسكات حناجر الفتنة والتسقيط …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here