لماذا الاستفتاء

رابطة الجالیة الکردیة في المجر

قررت القيادة السياسية في كوردستان العراق إجراء الإستفتاء حول مصير إقليم كوردستان العراق في يوم 25 من شهر أيلول القادم.
لاشك في، أنَّ الإستفتاء هو إجراء ديمقراطي يحق للشعوب ممارسته، خاصة، إذا كان الهدف منه الإدلاء بالموقـف من حقها في تقرير مصيرها بنفسها، بما فيه حقها في الإستقلال. لذا، فمن هذا المنطلق نتعاطف تماماً مع ممارسة هذا الحق المشروع، وبالذات لإنَّ الشعب الكوردي في العراق قد قاسى الأمرّين، منذ الحرب العالمية الأولى ولغاية سقوط صدام حسين، وناضل في سبيل نيل أبسط حقوقه القومية المشروعة، وللأسف، لم تتوفر الظروف التي كانت ستعينه على التمتع بكامل حقوقه، في ظل أجواء مبنية على الثقة والتفاهم، حتى بعد سقوط الصنم، حيث لم يتحقق ما توخيناه من الفيدرالية التي جرى الإتفاق عليها كصيغة أقرها الدستور العراقي، لإدارة الإقليم، وذلك لغياب الإرادة السياسية، وضعف، لابل إنعدام التفاهم ما بين الحكومة الإتحادية ولإقليم كوردستان في فترات معينة، لمواجهة المصاعب التي رافقت العمل والعلاقة المشتركة.
إننا في عين الوقت الذي نؤكد فيه على أهمية الإنتباه الى توحيد الجهود في تحقيق النصر على عصابات داعش الإرهابية، عدوة العرب، والكورد وكل القوميات والمذاهب والأديان في العراق، فإنه تهمنا الإشارة الى جملة من الحقائق والأمور التي ترتبط بآفاق هذا الإستفتاء، منها الإجماع الكوردستاني على الإستفتاء، والتفاهم الأكبر مع الحكومة الإتحادية، لإنضاج موقف مشترك وواضح حول الإجراءات، خاصة فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها، والتي كان على القانون 140 أن يحل مشكلتها، لولا التقاعس والإهمال اللذين مورسا دوماً. كما ونتمنى أن تتجنب القوى والأحزاب الغير الكوردستانية سياسة التهديد والوعيد، لا سيما وإنَّ قيادة الأقليم تريد من الإستفتاء، أن يكون تخويلاً لها للتفاوض مع الحكومة الإتحادية بشأن مصير الإقليم.
رابطة الجالیة الکردیة في المجر
بودابست

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here