مرحى لابطال العراق

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

بغض النظر عن سقوط الموصل بيد عصابات داعش فلعل ضارة نافعة او كما جاء في القرآن الكريم (عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) فأن عملية توضيف ذلك السقوط من اجل النصر والاهم اعادة الثقة بالجيش والقوات الامنية اصبح واقعاً على يد الابطال من هذه القوات مختلفة الصنوف رغم صعوبة الضروف. لم تكن اعادة الثقة بالقوات والجيش العراقي سهلة بعد سلسلة من التدمير الممنهج من الذي انتهى بحل الجيش وبعد زج الجيش بحروب ليس له طائل فيها وبسبب السياسات الخاطئة التي ادت الى منح الفرصة تلو الاخرى للدول المعروفة بتدمير الجيش …. ولكن عراق ٢٠١٧ هو ليس عراق ٢٠١٤ بالذات من ناحية القوات الامنية البطلة. فالشدائد والنكبات اما ان تؤدي الى اليأس والاضمحلال وهذا ليس ديدن العراقيين او ان تخلق التحدي واعادة النظر والانطلاق من جديد … بالضبط كالفشل اما ان يكبو صاحبه او ان يكون فشله بداية جديدة للانطلاق الناجع ..

القوات الامنية والمتطوعين الابطال من مختلف ابناء العراق اثبتوا للعالم ان اصحاب الحضارة الانسانية الاولى لايمكن لهم ان يقبلوا بالفشل وسرعان ما ينطلقوا منه نحو النصر … الخبرة التي اكتسبها الابطال في مختلف الصنوف سوف تكون قاعدة صلبة تتهشم عليها مؤامرات داعش وامثالها وجميع الطامعين … والنصر الذي تحقق في الموصل ليس سهلاً على الاطلاق وسوف تدرسه الاكاديميات العالمية في مدارسها العسكرية المتطورة … هو حمل ثقيل تنادى به الجمال وتعجز عن حمله الارانب …

الابطال في القوات المشتركة والمتطوعين سيظلون مرفوعي الرؤوس وهم فخر واعتزاز كل عراقي شريف وعلى رأسهم الشهداء والجرحى واهاليهم … والشيء المهم الذي لاينسى هو فتوى السيد علي السيستاني بعد ان رأى الخطر محدقاً فقد كانت هذه الفتوى الشعلة او بالاحرى الشرارة التي انطلق منها الجميع لانقاذ البلد من وقوعه تحت عقليات التخلف والضياع والارهاب …. بل ان هذه الفتوى وانتصار الابطال في الجيش والقوات العراقية قد انقذ ليس العراق فقط بل كافة الدول الاقليمية المجاورة … فلو افترضنا لاسامح الله ان داعش قد نجح باحتلال العراق والمتمثل بالعاصمة بغداد (حيث كان قاب قوسين او ادنى عام ٢٠١٤) فأن دولة داعش ستشكل تهديداً على كافة الدول المجاورة دون استثناء بل والعالم. اذن فأن انتصار ابطال العراق هو انتصار عالمي دون ادنى شك …

مرحى لابطال العراق الذي رفعوا رؤسنا ومبروك لهم النصر ولكل شريف حر وما تبقى من مناطق اصغر بكثير من الموصل مثل تلعفر والحويجة ما تحريرها من قبل هؤلاء الابطال الا تحصيل حاصل في قادم الايام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here