إلى اهرامات الحقيقية

احمد الخالصي

لايغرنكم شمس ليلٍ أتخذت من نهاركم سحابٍ , فتلك السحابة فتاة الصيف التي تراقص انغام الافول .

(تيران وصنافير) كثر اللغط حول الاتفاقية التي ابرمتها مصر مع السعودية بشأن هاتين الجزيرتين, حيث انقسمت الاراء بين المؤيد لهذه الاتفاقية وسنده في ذلك اعتبار الاتفاقية من اعمال السيادة التي لايجوز نظرها من قبل القضاء ,وبين معارضًا لهذا الرأي وسندهم في موقفهم هذا اعتبار هذه الاتفاقية من اعمال الادارة التي تخضع للقضاء , وكل هذه الامور حصلت بعد حكم المحكمة الادارية العليا بمصر ببطلان هذه المعاهدة, بينما اصرت الحكومة المصرية على موقفها باعتبار ان هذه الاتفاقية من اعمال السيادة التي لايجوز نظرها من قبل القضاء وبالتالي احالة المعاهدة للسلطة التشريعية لتصديقها بوصفها صاحبة الاختصاص.

وبدورنا نؤكد أن نظرية اعمال السيادة رغم وجودها بالفعل بالقوانين إلا انها تضيق كلما اتسعت الديمقراطية , فالكل يعرف انه تم وضعها من قبل مجلس الدولة بفرنسا لتحصين قرارت الملك وللحفاظ على نفسه من الالغاء, بنفس الوقت لانستطيع انكار وجود بعض الاعمال التي تعتبر من صميم السيادة وهذا ما لا يُختلف عليه ابدًا , لكن حرمان دولة تعاني اصلًا من ازمات ونقص في الموارد لصالح دولة تتغنى بمواردها يشكل مخالفة للمنطق اذا ماعلمنا الاهمية الاقتصادية والامنية لهاتين الجزيرتين .

عودةٌ للعنوان (أهرامات الحقيقية) قاصدًا بذلك الشعب المصري موجهًا لهم هذه الكلمات ,” ايها الاهرامات الثورية ويا عجائب الثورة الاولى التي لاعدد بعدها يؤتى ولاقبلها يضاف , لاتسمحوا لغطرسة السياسة الاقليمية أن تنال ولو جُزءًا بسيط من اراضيكم بمختلف الحجج ,فأنتم السيادة الحقيقية لهذه الامة التي بدأت تتأكلُ بذات اسنانها, أنتم احرار وهذا هو قدركم لاتسمحوا للرعاع أينما كانوا أن يمسوا هذا القدر”

أن حدوث هذا الامر في هذه الفترة ينذر بالمخطط المشؤوم الذي يراد لمصر أن تكون له مستقبلًا وهو البداية للتنازل الاعظم , ونظرًا لتسارع الاحداث هنا وهناك , وقطيعة تجري هنا وتحالف يبرم هناك , لذلك وجدوا من الضروري الابتداء بالخطوة الاولى في هذا الوقت واذا ماسمح الشعب المصري بهذا التنازل ستكون البوابة مشرعة امام تنازلات اكثر واخطر .

وفي الختام اضع هذا التساؤل واترك لكم حرية الاجابة

هل هي خطوة نوعية من خطوات تثبيت دعائم الحكم بمصر لصالح الرئيس الحالي وجوهر هذا التثبيت هو الدعم الخارجي ,ام ماذا ؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here