الاستعمار يجتاح فندق بغداد..

صلاح فهد الحمداني

شيد فندق بغداد في (1956)، وكانت الادارة بيد الدوله، وبعد اندلاع الحرب في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الدولة؛ ببيع نسب من املاكها، لكي تتخلص من أعباء الإدارة ومشاكلها، وتم اشراك مساهمين كبار، طيلة الفترة السابقة، وبقى الحال على ماهو عليه، حتى بدأت مرحلة جديدة، هي مرحلة الاستثمار، فتم إعطاء الفندق عن طريق الاستثمار إلى رئيس مجلس الإدارة، وهو( داود شمو) علما أن الفندق يعمل بموجب القانون رقم(37) لسنة (2015).

القانون يضمن حقوق الموظفين، والعاملين في الفندق، لكن في حقيقة الامر؛ لم ينفذ منه شيء، بل و تم خرق القانون، بشكل صارخ، وتعامل المستثمر الجديد القديم، وهذا التسمية (بالقديم الجديد)، لدينا وقفة معها، مستقبلا.

الحقوق المسلوبة؛ هي كالاتي: اولا:(إلغاء إجازات العاملين الاعتياديه والتعويضيه)، ثانيا:( يحق للعامل أن ياخذ اجازة لكن تقطع من راتبه الشهري)، ثالثا:( زيادة ساعات العمل إلى 12 ساعة يوميا، فبدلا من العمل وفق ثلاث وجبات اصبحت وجبتين وهذا خلاف القانون الذى ينص على أن ساعات العمل 8 ساعات) رابعا:( الرواتب اصبحت تمنح بشكل كيفي وحسب العلاقات مما يؤشر التمايز والغبن الواضح بين العاملين)، خامسا:(أن هذه الاعتبارات التي منحت لأشخاص لا يستحقوها، جعلت من العاملين على أن يجبروا على الاستقالة بعد أن غيروا صفتهم إلى صفة عمال نظافة بعد أن كانوا بوظائف)، سادسا:( العناوين الوظيفية للموظفين، ودرجاتهم سلبت منهم، وهذا خلاف القانون).

إن فندق بغداد جعله المستثمر، محمية خاصة له، سرق معنى الحريه والديمقراطيه الجديد للعراق، وتقمص دور الديكتاتورية، ويلعب دور المقبور صدام، ويمارس الضغوطات ومحاربة العاملين بقطع أرزاقهم، عن طريق، تكميم الأفواه، فمن يتجرأ وينتقد ولو بكلمة، فرئيس مجلس الأدارة، له بالمرصاد، وسيجد نفسه، خارج قوس، مفصولا وتضيع حقوقه، وسنين خدمته.

علما ان عدد العاملين تقريبا (225)، وهناك خرق آخر، لقانون الاستثمار رقم (13) لسنة (2006)، الذى يلزم المستثمر، بالالتزام بالقوانين العراقيه النافذة، فيما يخص كل من الرواتب، والإجازات، وساعات العمل، وهي المادة (14) الفقرة السادسة من القانون المذكور اعلاه.

وهنا يجب علينا أن نطرح عدة تساؤلات؟ أين دور هيئة السياحة؟ وأين دور النقابات؟ فى كل ما يدور، في أروقة الفندق، فقد تحول المستثمر إلى إمبراطور مستبد، فى ظل غياب دورالدوله ومؤسساتها.

قبل السلام؛ رسالة الى المستثمر ومن ورائه، في فندق بغداد، بأن العاملين الفقراء، لهم صوت، ومن ثم لهم صولة، لاسترداد حقوقهم المسلوبة، إن لم ترجع عن طريق الكلام، وهذه الرسالة. سلام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here