برنامج (كلام وجيه) للبيع !!

زهير الفتلاوي

بعد ان غابت الصحافة الحرة في بلادي واندثرت الصحف الساخرة ، واخرست اصوات الادباء والكتاب ، وعرضت القنوات الفضائية للبيع واخرى سارت على نهج الابتزاز وتضليل الرأي العام ، بقى بعض الاعلاميين وقليل من الصحفيين يعملون بمهنية وحيادية وقول الحقيقة . ولكن حتى هذه البقية القليلة لم يروق لبعض السياسيين واصحاب المناصب الحساسة في الدولة ان تعمل بكشف الحقائق وقول كلمة الحق

امام الشعب العراقي المظلوم ، والمضطهد من قبل ساسة البلاد فهي تتذرع بعدة حجج ومنها مصالح بعض الدول العربية التي تدعم الارهاب ، وبحجة الامن القومي والترويج للطائفية وغير ذلك الكثير الكثير .

برنامج (كلام وجيه) الذي يعده ويقدمه الاعلامي الشهير وجيه عباس من على قناة العهد الفضائية ابتدأ قصة الملاحقة والغلق لهذا البرنامج اول مرة من قناة العراقية ، قناة الفرات ، الفيحاء ، ليستقر في قناة العهد منذ اكثر من اربعة سنوات دون انقطاع ويشاهده الملايين ويعد البرنامج الساخر الاول في البلاد . لم تبقى جهة سياسية الا وابدت انزعاجها من هذا البرنامج وتمت ملاحقة مقدمه بعدة دعاوي قضائية ومنعه من السفر ودخول بعض الدول ، الى ان سارت تلك العداوة الى تنبهه وتهديده ان يختار بين الوظيفة او تقديم البرنامج ، واختار تقديم البرنامج .

لم تنتهي الامور وبقية الملاحقة الى هذه المضايقات والتهديدات وقطع الارزاق وخرج علينا فالح الفياض مستشار الامن الوطني بخبر يروم فيه اغلاق البرنامج بعدة حجج واهية ولا وجود لها على ارض الواقع وتزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الى (السعودية) التي ابدت ولعدة مرات انزعاجها وتذمرها من بقاء هذا البرنامج ومقدمه على قيد الحياة ، وهناك مزيد من الامور المخفية والتي لم يعرفها الرأي العام عن مصارعة ومقاومه من اجل البقاء ونقل الحقيقة الى الشعب مهما كلفت المجابهة وتلك التحديات وهذه هي حقيقة برنامج (كلام وجيه) . وعلى الرغم من ضرورة وجود مثل تلك البرامج الهادفة والوطنية والتي تعمل تحت الشمس وتتابع من قبل المواطنين والمسؤولين ، وتقف على مسافة واحده من الجميع وتهاجم الارهاب ولا تروج للطائفية والكراهية ، وهي لا تكلف الدولة ولا قرش واحد مستقلة وحيادية ومهنية لماذا اذا تشن هذه الحملة الشعواء على هذا البرنامج الناجح ، ومن هو المستفيد ، ماذا سيجني ( فالح الفياض) اذا غلق هذا البرنامج ، وهل يجوز للسعودية ان تتدخل حتى في هذه البرامج التلفزيونية الهادفة والله هذا امرا لم يحدث في اي دولة في العالم .

لا يحاسبون قناة العراقية التي تهدر المليارات ولا تحقيق للأهداف وفيها جيش جرار من الفضائيين وكثير من تلك المناصب مرتعا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here