خنساء وادي السلام!- الجرح الآخر
شعر–رحيم الشاهر– عضو اتحاد ادباء العراق
الى الراحل الكريم 00 غازي الشاهر ، مأتم من قصيدة
عندما يرحل المعذبون ، فلا تنعاهم سوى خنساء القصيدة!( الشاعر)
الصبحُ فيك مُعوّذ ٌببكاءِ |
ياراحلا من بلسم الأضواءِ! |
|
قل للمآذن تنتخيك قصيدةً |
فتجودُ منك مآذن الشعراءِ! |
|
العمرُ يحبو والسنين ضرائرٌ |
والموتُ فينا قاهر لرجاءِ |
|
ألفان من عمر ارتحالك زلزلت |
(وبنُوح ) عمرك سادن العظماءِ! |
|
تُطوى الصحيفة لااراك بنشرها |
نطوي فراشك يائسا بغطاء! |
|
سرنا وأنت على دموع عيوننا |
سرنا لدفنك في عيون بكاءِ! |
|
اخذ التراب عماده من عندنا |
عدنا وأنت بخلوة وخلاءِ! |
|
سبعون قافيةً تثير مواجعي |
أمُّ القوافي تُبتلى بعنائي! |
|
كم عشتَ وحدك والتغربُ حالةٌ |
تلقينها من حسرةِ الغرباءِ! |
|
(غازي) الحكاية والشجون دفائنٌ |
ورحيل عمرك حادث الجوزاءِ! |
|
ماجاد انسك في مرير حياتنا |
حتى رحلْتَ بنازف من داءِ! |
|
وكذا العراق وجدته من بيننا |
متعذبا يحبو على الأعداءِ! |
|
مازال يدفن فالحياة مقابرٌ |
وديانه مُلئت من الأشلاءِ |
|
*** |
*** |
|
النور بعدك خائنٌ لوفاءِ |
وظهير خلوك طعنةالظلماءِ! |
|
هاأنت تذهب عن ديارك تاركا |
تلك الديار كئيبة الآلاءِ! |
|
(وادي السلام) أما شبعت من الألى |
ناموا الدهور على انتظار فناءِ! |
|
أهل القبور فكم ركضتم عندنا |
ولكم سررتم في خداع صفاءِ |
|
والآن في وادي السلام مآلكم |
جنبا إلى جنب صفوف ثواءِ! |
|
كم قد كنزتم من غرور شذورها |
فشبعتم من كذبها المعطاءِ! |
|
هب النسيم على كثيب ترابكم |
فتوجعت مكلومة الأبناءِ! |
|
والشمس ماطلعت على خدود منامكمْ |
إلا وصاح غرابها بمساءِ! |
|
انتم ونحن على انتظار ساحق |
والفرق أنا بانتظار نداءِ! |
|
طلقتم الدنيا ، فلا رجع لها |
وذهبتم لعواقب وجزاءِ! |
|
العمر بعدك خاسرٌ بشراءِ |
أمسى ضميرا أجوف الأحشاءِ! |
* في القصيدة: أبعاد دنيوية وأخروية ، لما هو ابعد من رثاء فقيد واحد0
* انشر الرثاء، فإنه في الشدائد، كالأعراف بين الجنة والنار0( وصية الشاعر)
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط