زعامات سُنيّة تنأى بنفسها عن مؤتمري بغداد وأربيل

نفى اثنان من الزعامات السياسية لسنّة العراق، أمس، نيتهم المشاركة في مؤتمرين تعتزم قوى سنية عقدهما بالتزامن في بغداد وأربيل.
إذ نأى كل من خميس الخنجر، زعيم المشروع العربي، وجمال الضاري الذي يترأس المشروع الوطني العراقي، بنفسيهما عن المؤتمرين اللذين من المقرر أن يشكلا مظلة سياسية للقوى السياسية السنية. وكشف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، في الـ21 من حزيران الماضي، عن اتفاق توصلت إليه الأطراف السياسية لعقد مؤتمر شامل في العاصمة بغداد، تحضره شخصيات سنية مطلوبة الى القضاء، من بينها وزير المالية السابق رافع العيساوي وخميس الخنجر وسعد البزاز.
وكانت (المدى) قد كشفت، في 19 من حزيران الجاري، عن اتفاق بين اتحاد القوى والقضاء العراقي على مراجعة ملفات عدد من الساسة السنّة الذين صدرت بحقهم أحكام جنائية خلال السنوات الماضية. وفي مقدمة هذه الشخصيات طارق الهاشمي ورافع العيساوي اللذان يتواجدان خارج البلاد.
وابدت قوى سنية مشاركة في العملية السياسية، اعتراضاً حول عودة المطلوبين للقضاء، في ظل المؤتمر الذي تعتزم قوى سنية عقده في العاصمة بغداد منتصف شهر تموز الحالي
وأدى الانقسام الحاد بين القوى السنية بالهيئة القيادية، التي يترأسها سليم الجبوري ونائباه أحمد المساري ووضاح الصديد، إلى عقد مؤتمر بغداد بمعزل عن الاطراف المطلوبة للقضاء التي ستعقد مؤتمرا خاصا بها في اربيل بالتزامن مع المؤتمر الاول.
في هذا الشأن نقل النائب مشعان الجبوري، عضو ائتلاف العربية، عن خميس الخنجر، الامين العام للمشروع العربي، عدم مشاركته في مؤتمر بغداد.
وقال الجبوري، في تعليق كتبه على صفحته الشخصية في الفيسبوك وتابعتها (المدى)، “أنهيت الآن اجتماعا مطولا ومنفردا مع الشيخ خميس الخنجر، وقد أكد لي انه لن يحضر الاجتماع الذي يريد عقده من قالوا إنهم يريدون ان يشكلوا مرجعية للعرب السنة”.
واضاف الجبوري “اتفقنا ان التخندق الطائفي لم يجلب لأهلنا غير الويلات والدمار والمعاناة لكل العراق وشعبه وانه لابد من مراجعة شجاعة لخطاب المرحلة الماضية لأن الاحداث والتجارب القاسية أثبتت انه لابديل عن الخطاب الوطني المتمسك بوحدة العراق ارضاً وشعباً وان التعايش والسلم الاهلي يجب ان يكونا مصانين ولا يجب المساس بهما او تعريضهما للخطر”.
وأشار عضو ائتلاف العربية، الذي يرأسه صالح المطلك، الى ان “الخنجر أكد انه لن يتبنى او يحضر او يدعم أي اجتماع أو مؤتمر ذي صيغة طائفية ولا يقبل بأي نشاط يمس التعايش بين المكونات او يضر بالسلم الاهلي”.
وتابع النائب مشعان الجبوري “اكدت للخنجر اننا من قاتل مع الدولة وقدمنا مئات الشهداء الذي تسبب به الخطاب الطائفي سنتصدى بكل الوسائل لأي جهة اوطرف مهما علا شأنه يريد استجرار الخطاب الطائفي من جديد واننا سنتصدى لمحاولات الذين يسعون لتشكيل مرجعيات طائفية بكل الوسائل لانها تشكل استهتارا مرفوضا بحياة الناس ومتجارة رخيصة بمصائرهم”.
وفي السياق ذاته، نفى المشروع الوطني العراقي الذي يترأسه جمال الضاري، مشاركته باجتماعي بغداد وأربيل، داعيا الى الاهتمام بمعاناة الشعب العراقي.
وقال بيان للمشروع الوطني، اطلعت عليه (المدى) أمس، “انتشر عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خبر مفاده انه سيعقد اجتماع في بغداد وأربيل بتاريخ 15 تموز”. واضاف المشروع الوطني “وحيث انه اورد في بعض هذه الاخبار اسم المشروع الوطني العراقي كطرف له علاقة بالاجتماعين المذكورين، واذ نؤكد على اننا مع كل جهد يعمل لمصلحة الشعب العراقي، سواء كنا جزءا منه او لم نكن، فنحن في الوقت ذاته لاعلاقة لنا بهذه الاجتماعات ولن يكون للمشروع الوطني العراقي أي تمثيل”.
في غضون ذلك، بدا محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي اكثر تحمساً لانعقاد مؤتمر القوى السنية وتوحيدها استعدادا للمرحلة المقبلة. وقال أثيل النجيفي، في بيان نشره على صفحته الرسمية بالفيسبوك واطلعت عليه (المدى) امس، “مهما تغيرت الشخوص والأحزاب المتحالفة ومهما تعددت أيدولوجياتها وتوجهاتها السياسية تبقى تهمتي الطائفية والسعي لتقسيم العراق يوجهان أي جهد سياسي يسعى لتنظيم وضع المناطق المنكوبة، ومع هاتين التهمتين (نسمع) كثيراً من التخوين والعمالة”.
وأضاف النجيفي أن “من يوجه هذه الاتهامات لايهم ان كانت الأحزاب المتحالفة تتبنى المنهج القومي العروبي او الوطني الليبرالي او الديني، ولا يسأل عن خطاب تلك القوى السياسية ولا أنظمتها الداخلية ولا أدبياتها، ولكن المهم لديه ألا يحدث تغيير في حالة التيه والتشتت السياسي التي تعيشها هذه المناطق المنكوبة بما يبقيها مناطق رخوة جاهزة لصراعات الآخرين السياسية والدموية”.
وتابع محافظ نينوى السابق “هناك أبواق ضعيفة من داخل المناطق المنكوبة وجدت فرصتها في هذا التيه ولا تريد تغييره. وهناك طرف ثانٍ قاطع العملية السياسية وراهن على انهيارها وبقي يتربص فكلما تفاقمت الصراعات الداخلية والإقليمية انتعشت آماله بانه قد يكون البديل للجميع”.
واضاف السياسي السني البارز “يجب ان نعترف بأن هذا التيار كان هو الاقوى في هذه المناطق المنكوبة قبل سيطرة داعش وبسببه انخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات”. واردف بالقول ان “التيار المقاطع للعملية السياسية قابله تيار سياسي متطرف من المناطق الحاكمة، ما سهل للأول الاستحواذ على الشارع وإضعاف المعتدلين في منطقته. فسعى لإبقاء صور المقابر الجماعية والإجراءات القمعية ضد المواكب الدينية ماثلة في أذهان مواطنيه وحرص على تغذية الشعور بالخطر على حكمهم وهم في أقصى درجات القوة والدعم الدولي وأظهر جميع معارضيه السياسيين في صورة الصنف الثاني”.
وشدد النجيفي بالقول “لا بديل لنا سوى تجميع قوانا السياسية على الرغم من الانتقادات والاتهامات، والمباشرة ببناء مشروع سياسي يخرج المناطق المنكوبة من حالة التيه والتشتت”. فمازالت الصراعات الإقليمية قائمة ومازال المتهورون والمغامرون يحلمون بفرصة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here