بسم الله الرحمن الرحيم
كيف هزمت ايران..شيعة العراق (بدون قتال).. (اركعتهم اولا).. (لتتوجه لقتال.. الاخرين بهم)
(كيف ايران اركعت شيعة العراق بدون قتال)؟؟ هذا السؤال سوف يكون اجابته العفوية من قطاع كبير من الشيعة بمنطقة العراق هو: (الشيعة بالعراق راكعين من اساسهم).. (والخنوع راكبهم من راسهم لرجليهم).. لتطرح تساؤلات: (كيف؟؟ وما هي القيود ؟؟ ولماذا يعجزون عن تغيير حالهم للافضل؟ لمتى تتحكم بهم مراكز قرار بعيدة عن مصالحهم؟؟ )..
(فالكارثة) ان الخنوع الشيعي بالعراق للاخرين هي صفة تاريخية ونفسيه.. لهم بشكل عام.. مع الاسف.. وخاصة لمن يذلهم.. فاذا تخلصوا من حكم السنة.. تحكم بهم العجم ولمصالح بعيدة عن مصالحهم.. (الا فترات محدودة بالتاريخ.. تمكن الشيعة العرب من اقامة دول لهم بوسط وجنوب الشيعي مع امتدادهم الطبيعي للاحواز كدولة المشعشعين التي حاربتها الدولة العثمانية.. وقضت عليها الدولة الصفوية الايرانية العجمية)..
والركوع ليس فقط للعجم والسنة العرب.. بل الركوع لاصنام معممة يجعلونها قادة لهم .. يتحركوا باصبع منها.. بغض النظر ان هذا الصنم المعمم عمل لمصالحهم او ضدها.. واخرين يصنمون ويركعون لزعماء سياسيين بظل حكمهم فساد مهول وسوء خدمات ووضع امني مزري يطلقون عليه (مختارهم)؟؟ وينتخبونه؟؟ واخرين يجعلون من ابناء مراجع متوفين واحفادهم.. (بمنزلة الاله) رغم هزالة هؤلاء الابناء والاحفاد وفقرهم الثقافي و الفكري.. وتاريخهم المليئ بالمشبوهية ونزيف الدماء.. وعدم انتماء هؤلاء المراجع وابناءهم ديمغرافيا لوسط وجنوب.. بل امتدادتهم واصولهم خارجية اجنبية..
لنعود للموضوع وجوهره.. بطرح سؤال.. اليس سبب الخنوع الشيعي الرئيسي ان (الشيعة العرب) ايتام القيادة والمشروع .. الذي ينطلق من مصالحهم وهمومهم.. ويؤمن مستقبلهم ومستقبل اجيالهم.. فالشيعة العرب وقعوا بين المطرقة والسندان.. مثال (صدام كان يقتل بكل الكوادر الثقافية والفكرية.. من جهة).. (وايران من جهة.. كانت تشوه فكرة المعارضة الشيعية بالعراق) ولنبين ذلك بتسلسل تاريخي:
فالبويهيين (عجم شيعة).. جاءوا كبديل عن العباسيين (مع بقاء الحاكم العباسي السني على راس الدولة).. والشيعة العرب بمنطقة العراق من بؤس لبؤس ايضا.. ولم يتغير حالهم.. وجاءهم عبد الكريم قاسم رحمه الله.. فحررهم بشكل كبير.. (فتم اركعاهم مجددا لحكم سني.. بيد المرجعية نفسها بفتوى الكفر والالحاد السيئة الصيت).. التي هي جسر لوصول البعثية وعتاة السنة للحكم بمذبحة عام 1963 .. ثم انقذهم بوش من حكم صدام.. ليتم اركعاهم لحكم ايران.. فهل السبب بكل ذلك ان الشيعة ايتام القيادة بمنطقة العراق والخليج ؟؟ واقصد (المكون الشيعي العربي).. (فشيعة اذربيجان لم يركعون لحكم ايران بعد تخلصهم من حكم السوفيت).. فلماذا (الشيعة العرب هذا الخنوع لطهران)؟
وننبه بعد تركيع ايران لشيعة منطقة العراق.. واسست مليشيات كاذرع للحرس الثوري فيه باسم الحشد الشعبي.. اتجهت لتهدد كوردستان وشعبها بهذه المليشيات.. وزج ابناءهم قبلها بالمستنقع السوري والمثلث السني بحروب لا تنتهي من اجل تأمين ممر بري لايران للمتوسط عبر المثلث السني وسوريا.. ضمن ما صرح به يونسي المسؤول الايراني (ايران اصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد ووصلت حدودها للمتوسط والمندب) بكل تحدي لمشاعر الشرفاء من الشيعة العرب..
لذلك نرى ايران وعملاءها بالمنطقة الخضراء.. يعترضون على قواعد امريكية قرب الحدود مع سوريا اليوم…. لانها سوف تنهي اطماع واحلام ايران هذه.. والمستفيد من هذه القواعد بالمحصلة هم شيعة العراق المظلومين الذين سوف تحقن دماءهم بعدم القدرة على زجهم بالحرب السورية .. فايران لا تريد مصلحة الشيعة العرب بقدر ان تستنزفهم بالحروب لمصالح ايران القومية العليا..
بالمقابل ايران وسوريا توقعان اتفاقية لمدة 49 سنة لبقاء قواعد روسية بسواحل المتوسط .. اضافة لقواعد روسية بايران .. تنطلق منها الطائرات الروسية كقاعدة همدان.. فلماذا حلال على ايران وسوريا وحرام على منطقة العراق.
وهنا نضع الاسباب التي اركعت بها ايران شيعة منطقة العراق بدون قتال:
اولا: هناك حقيقة.. بان ايران ادركت بان (المذهب) لن يركع الشيعة العرب والشيعة عموما خارج ايران لها.. لان عقيدة المذهب مرتبطة (بمرجعية النجف).. التي لا تتبنى نهج ولاية الفقيه اولا.. وترفض اختزال المذهب بمرجع دون اخر.. وبحزب دون اخر.. وبقائد دون اخر.. لذلك (ايران ادركت بان النجف على وضعها الحالي عقبة امام توسعها المريح بالمنطقة الشيعية العربية وغير العربية خارج ايران)..
لذلك عمدت ايران على (مسخ المذهب).. وهي لا تخفي ذلك.. باختراع مذهب بوجه جديد مسخ.. فيصبح الشيعي ليس الموالي لعلي وابناءه المعصومين فهذا لا يكفي.. بل الشيعي الذي يعلن الولاء لولي الفقيه الايراني.. ويتبنى المشروع الايراني بالمنطقة والعالم.. ويصبح (جندي بجيوش ولي الفقيه).. ويضع صور الخميني والخامنئي.. ويفتح ابواب بلده وارضه للايراني .. لتصبح الارض ممرات للجندي الايراني يتحرك بها كيفما يشاء.. تبدأ من كابول للمتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.. للمتوسط .. باعتراف مسؤولين ايرانيين..
وخير مثال تريده ايران.. هادي العامري الذي ربته ايران وهو شاب حتى ملئه الشيب. .وهو يصرخ ويمكن مشاهدته باليوتيوب.. (بانه يقاتل نيابة عن الحاكم الايراني .. ويذهب ليقاتل اين ما يأمره ولي الفقيه الايراني).. اي انه لم يقاتل صدام لطغيانه والبعث لاجرامه.. بل يقاتل من اجل استبدال حكم صدام ونظامه بحكم اجنبي لولي فقيه ايران ونظام ولاية الفقيه الايرانية على العراق.. (ويجهرون بذلك) ولا يخفونه..
ثانيا:
(ارعاب الشيعة من الجماعات السنية) (سياسية ايرانية) (رمت الشيعة باحضان الحرس الثوري)
لنسال سؤال: ماذا لو الشيعة بالعراق لم يتعرضون للارهاب.. واسسوا اقليم لهم.. واقاموا افضل العلاقات مع امريكا والغرب.. (هل كان لايران نفوذ) كالنفوذ اليوم القائم على بث ايران للكراهية بين (الشيعة وامريكا).. و(ارهاب الشيعة من الجماعات الارهابية من القاعدة وداعش) فوجود هذه الجماعات السنية المسلحة.. ساهم بتغول الحرس الثوري الايراني بالعراق.. وهيمنة ايران على العراق بكل المجالات.. وتهميش الشيعة العرب بالكامل فيه.
ونسال.. (بن لادن.. والمقدسي) اعتبروا ليس كل الشيعة كفارا وحسروها فقط (بقادتهم). .(فلماذا الزرقاوي اصر على قتل عامة الشيعة خاصة)؟؟ فالعدناني اعترف بانه لم يستهدفون ايران.. للعلاقات الاستراتيجية والمعابر المهمة للتنظيم للعراق.. الذي تسهله ايران مع المعلومات التي يحصلون عليها من طهران.. برسالته الشهيرة..
ففي 2003 اسس الزرقاوي (التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين).. الذي كثر فيه المصريين.. وهذا السبب ادى بالزرقاوي لتغيير اسم (جند الشام في العراق الى التوحيد والجهاد) لكثافة المصريين بالتنظيم ببلاد الرافدين.. بنفس الوقت في شمال افريقيا اسس خالد مساعد.. ايضا تنظيم باسم (التوحيد والجهاد) بدعم من حماس المدعومة ايرانيا.. لتنفيذ عمليات ارهابية وفعلا قاموا بعدة عمليات.. ويذكر ان الزرقاوي هرب الى ايران بعد هزيمة طالبان بافغانستان بعد العمليات العسكرية الامريكية البرية في افغانستان.. ثم دخل بعد ذلك العراق الزرقاوي قادما من ايران.. بعد عام 2003 ..
ثالثا: بعد اسقاط صدام والبعث عام 2003.. واسقاط موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب شيعة منطقة العراق.. على يد القوات الامريكية.. دست ايران قوى سياسية واحزاب بعضها اسستها هي على اراضيها كالمجلس الاعلى وبدر.. واخرى موالية لها كحزب الدعوة.. بالعملية السياسية .. التي صنع صدام هيبة لها عبر دكتاتورتيه.. فاصبح كل من يعارض صدام (بطل).. لينكشف وجه هؤلاء المعارضين القبيح بفسادهم وفشلهم وعمالتهم .. لتصر ايران على دعم كتل واحزاب محسوبة شيعيا موالية لها.. واحزاب اسلامية سنية كالاخوان .. شركاء المنطقة الخضراء..
ثالثا: من ظلم الشيعة واضعفهم.. بالعراق والخليج والشام.. (هي ايران).. (هذه هي الحقيقة).. فالامن القومي الايراني.. تطلب (اغراق العراق بالدماء.. لجعل العراق مستنقع لامريكا التي اسقطت صدام والبعث وحكم الاقلية السنية).. وبعد ذلك. .اغراق سوريا بالدماء.. دعما لبشار الاسد ونظامه البعثي الدموي.. فجعلت سوريا مستعمرة ايرانية.. لمد نفوذ ايران للمتوسط .. وورطت ايران شيعة بالعراق عبر المالكي..
(فداعش تحركت للعراق).. (لقطع طريق الدعم الايراني للنظام السوري).. وايران ارادات توسيع رقعة داعش التاريخية من اجل اجبار المجتمع الدولي للتدخل لمحاربة تنظيم داعش .. فاختزال داعش لتحركتها بسوريا لن يجبر المجتمع الدولي بالتدخل.. ولكن تميعها للحدود مع منطقة العراق.. كان لمصالح ايرانية صرفة.. زادت من خلاله روسيا قواعدها العسكرية بسوريا.. وزادت ايران من وجودها العسكري في الشام ايضا.. واصبحت تحالفات دولية تقاتل داعش حتى من الدول التي لا تدعم بشار الاسد.. كل ذلك اراده محور الشر (ايران روسيا حزب الله المليشيات)…. من اجل تفعيل نظرية (نظام بشار الاسد بدكتاتوريته.. افضل من داعش).. هذه النظرية التي ساهمت بتوغل داعش وايران والمليشيات وحزب الله بسوريا والمنطقة بشكل مخيف..
ولا ننسى اليوم ضعف (المتطوعين الشيعة العرب) الكفائيين.. فايران دست فصائل مسلحة موالية لها.. تعلن جهارا وبكل خيانة وعمالة. .ولاءها لزعيم اجنبي (خامنئي) ونظام اجنبي (نظام ولاية فقيه الايرانية على العراق).. وتعلن عملها ضمن المشروع الايراني ومحوره.. لتأمين مصالح ايران بمنطقة العراق وسوريا ولبنان والمنطقة.. (فلو اليوم مثلا.. فصائل الحشد لا تعلن ولاية دولة اجنبية على العراق كايران وبيعتها لزعيم اجنبي “خامنئي”.. ولا تؤجج الكراهية ضد اطراف بالتحالف الدولي .. ) فبالتاكيد لن نجد المجتمع الدولي يتخوف من دخول فصائل شيعية لتلعفر.. ولكن ان تكون فصائل ايرانية الهوى وبتمويل عراقي.. بالتاكيد سوف يقف المجتمع الدولي ضد دخولها ويتخوف من تحركاتها.. ليس دعما لداعش بل خوفا من اجندات الحشد الايرانية..
رابعا: ونؤكد.. بالادلة ما اكدناه بنقطة سابقة.. : عمدت ايران على دعم الجماعات الارهابية السنية وخاصة القاعدة.. وهذا ليس كلامي.. فكلنا نعلم ان حليفة ايران سوريا بشار الاسد.. اتهمها رجل ايران نفسه نوري المالكي لسنوات بانها تدعم الارهاب منذ عام 2003 لعام 2011.. وسهلت دخولهم للعراق من الاراضي السورية بعد ان جذبت سوريا الارهابيين عربا وعجما من كل بقاع العالم ودربتهم وخاصة بمعسكر اللاذقية لترسلهم لمنطقة العراق بعد عام 2003..
فايران ارادت حرق العراق وخاصة الشيعة.. وتشديد الضربات ضد المكون الشيعي العربي خاصة.. من اجل ان يرتمي باحضان ايران (لتقدم ايران نفسها حامي الحمى).. وبالتالي يشعر الشيعي بانه عاجز وضعيف.. ليستقوي بايران.. ليتم غسل دماغ الشيعي العربي (بان لولا ايران لهتك عرض الشيعي العربي) .. وطبعا العكس صحيح.. فالواقع مقابر النجف ملئت بالضحايا الشيعة العرب بمئات الاف من ضحايا الارهاب وشهداء قاتلوا داعش والارهاب.. والاموال هي من نفط الشيعة..
والاسلحة كالهمرات والدبابات والمدفعية والطائرات هي امريكية خاصة وكذلك روسية يقاتل بها الشيعة بالجيش وقوات مكافحة الارهاب.. والتحالف الدولي بزعامة امريكا يدعم الشيعة بحربه ضد الارهاب لسنوات.. وامريكا هي من اسقطت موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة عام 2003 في وقت ايران كانت تتعامل مع صدام وفتحت علاقات معه بعد اكبر مجزرة بتاريخ الشيعة الحديث اي بعد قمع انتفاضة اذار على يد صدام.. اقامت ايران علاقات مع صدام.. ولم ترسل ايران دبابة واحده لدعم الانتفاضة الشيعية العربية ضد الطاغية صدام.. في حين ارسلت من ارسلت لدعم بشار الاسد ضد شعبه..
ونشير هنا لاعتراف اوس الخفاجي زعيم مليشة ابو الفضل العباس بان العبوات والصواريخ والاسلحة وصلت لهم من سوريا وايران.. وكذلك اتهام مسؤول امريكي لايران بانها وراء تفجير مراقد الائمة.. وما صرحت به امريكا اخيرا بان ايران اكبر دولة راعية للارهاب بالعالم.. ووجود كبار قادة القاعدة بايران كسعد بن لادن.. واخرين كسيف العدل المصري احد قادة القاعدة الخطرين.. وغيرهم الكثير ولم تسلم ايران هؤلاء للدول التي طالبت بهم..
…………………………….
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط