الغيبة والنميمة وهدم مابناه الاسلام

في الحقيقة لايختلف اثنان _اطلاقا_ على اعتبار الغيبة والنميمة من الصفات المذمومة وهما آفاتان خطيرتين’ تقوض المجتمع وتهدم سقفه. لذا فقد حرمهما الشارع الحكيم وتوعد النمام من حرمانه المطلق من دخول الجنة إن لم يتب , وهذا ما أكده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم حين قال (لايدخل الجنة نمام)…أما الغيبة فقد وصف المولى عزوجل فاعلها كمن يأكل لحم أخيه ميتا وهو وصف بلاشك مقيت جدا …. ومن قراءتي الخاصة لتلكم الخصلتين أستطيع الجزم والقول بأن الشخص المغتاب والنمام هو بلا شك صاحب شخصية نفسية مريضة حتما اذ أنها تسعى جاهدة لافساد العلاقات بين الآخرين , من خلال نقل أخبار واشاعات مغرضة أو ذكر عيوب الآخرين لا لشيئ سوى الحصول عل حظوة المسئول او المدير دون أن يطلب منهم ذلك في الأساس.وهي شخصية أنانية لاتحب الا ذاتها وتتهدم أمامها كل القيم والأخلاق من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة,كما يتصف الشخص المغتاب بما يطلق عليه نفسيا بـالمريض الغير صالح وجوده في المجتمع فهو شخص حقود بطبعه يحمل في جنباته شخصية لا تحب الخير للآخرين مع أنها لاتستطيع المواجهة فنراها تتجه الى المكر والخديعة ومحاولة النيل من الاشخاص الناجحين ببث الأكاذيب وذكر معايب الأخرين والتسلق على أكتافهم لتحقيق مركز قيادي أو محاولة بائسة لإرضاء نفوسهم المريضة من خلال النيل من الناجحين وبث سهامهم المسمومة للإنتقاص من السمعة الجيدة لخصومهم .. إذن هم أشخاص نرجسيون وصوليون متسلطون يعبدون السلطة ويبذلون المستحيل في سبيل تحقيق امنياتهم وهم بذلك لايدركون انهم يسيئون لانفسهم فسرعان ماينكشفون وتظهر حقيقتهم للناس وان وصلوا الى مراكز قيادية فيتحول ذلك النجاح الى سراب وسوف يستيقظون من غيهم وسباتههم على واقع مرير فاكتسبوا كره الناس والمجتمع… والجدير بالذكر أنه لاتوجد حتى الأن أية دراسات حديثة _بحسب علمي_ سواء في مجتمعنا أو حتى على مستوى العالم العربي تبين حقيقة وأسباب الغيبة والنميمة وهل أضحت من الظواهر أو هي مجرد مشاكل وأمراض اجتماعية؟ الا أنه توجد العديد من الدراسات في العالم الغربي أذكر منها على سبيل المثال دراسة حديثة أجريت على عينة كبيرة جدا على الجنسين على حد سواء وكانت نتائج تلك الدراسة مثيرة لاستغراب وتساؤل الكثير من علماء النفس في العصر الحديث..

اذ أظهرت تلك الدراسة أن هناك جانبا معنويا ايجابيا ينعكس عى صحة ونفسية الشخص المغتاب والنمام سواء بسواء وان أولئك الأشخاص قادرين على تكوين علاقات إجتماعية غيرناجحة مع الزملاء في العمل من النوع المخادع المكشوف.كما أشارت تلك الدراسة الى أن الرجال في الواقع أكثر ثرثرة ونمنمة من النساء في هذا السياق بحسب الدراسة التي أجريت على عينة من الناس مؤخرا .. كما أوضحت أن مستوى التوتر والقلق كان عاليا بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المغتابين والنمامين مقارنة بغيرهم ممن لايتصفون بذلك ..

أما أنا فأقول أنهما بالتأكيد تجعل من يحملهما شخصا مذموما مدحورا في نظر الآخرين فضلاً عن حتمية إصابته بالإكتئاب والإحباط عاجلا أم آجلا في حال عدم تحقيق أهدافه الدنيوية . أما فيما يتعلق بزيادةمعدل التوتر سوف يتحول ذلك الى ارتفاع مستوى التوتر والقلق في المستقبل اما عن الآخرة فحدث ولاحرج وماأدرانا فقد يكون ذلك استدراجا للشخص المغتاب حتى اذا أخذه الله أخذه بالذنب أخذ عزيز مقتدر نسأل الله السلامة للجميع والحفاظ على مبادىء الدين الحنيف والتي تعتبر مرتكب هذان الذنبان من اشد اعداء الله بل هو العدو الاول بعد الاشراك به تعالى.

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here