الفساد خلق الأرهاب

نعم هذه حقيقة علينا الاقرار والاعتراف وكل من لا يقر ويعترف بها يجب ان نكون في يقظة وحذر منه لانه فاسد وارهابي معا
فالفساد هو رحم الارهاب وحاضنته ومرضعته ولا يمكن ان يزول الارهاب ويتلاشى الا بأزالة رحمه وحاضنته ومرضعته وهو الفساد حتى لو قضينا على داعش الوهابية وازلنا مقر خلافتها وخرافتها سيولد ارهاب آخر ربما اكثر ظلاما ووحشية تحت اسم جديد وهكذا ننتقل من ارهاب وهابي الى ارهاب وهابي اشد ظلمة ووحشية
فالارهاب الوهابي المدعوم والممول من قبل ال سعود وباء معدي يبحث دائما عن الاماكن القذرة والمواقع العفنة فيعيش فيها وينطلق منها في نشر ظلامه ووحشيته لهذا فانه غير قادر على النمو والعيش في الاماكن الصالحة النظيفة
لا شك ان الفساد في العراق ليس وليد التغيير الذي حدث في العراق في 2003 بل انه وليد حكم الطاغية وزمرته وما قبل حكم الطاغية منذ تأسيس العراق الذي بني على باطل وقيل قديما كل ما بني على باطل فهو باطل
وهكذا ساد الفساد وتسيد الفاسدون واصبحنا ننتقل من يد فاسد الى يد فاسد آخر اكثر فسادا من الذي سبقه
وعندما جاء التحرير والتغيير وقبر الطاغية وزمرته الفاسدة وتنفس العراقيون الصعداء ففرح العراقيون الاحرار واعتقدوا تحرروا من سيطرت الفساد ووحشية الفاسدين
لا يدرون ان الكثير من هؤلاء الفاسدين الصداميين كما قال السيد عبد العزيز الحكيم رموا ملابس الزيتوني وارتدوا العمائم وانتموا انضموا الى تيارات واحزاب اسلامية وعلمانية والكثير منهم اعتبروا مناضلين ومضطهدين في زمن صدام وحصلوا على الخدمة الجهادية كما ان المزورين والقتلة واللصوص واهل الدعارة الذين اطلقهم صدام نافسوا العناصر البعثية في هذا المجال واسرعوا وادعوا انهم من المناضلين المضطهدين الذين اضطهدهم صدام وانتموا الى احزاب سياسية دينية وغير دينية حصلوا على الكثير من المكاسب والامتيازات والمناصب والنفوذ في مختلف المجالات المدنية والعسكرية رواتب الدمج وبعضهم حصل على اكثر من تقاعد واحد وهكذا سرقت اموال الشعب بشكل علني وبأسم القانون وتفاقم الفساد والفساد انتج الارهاب
وهكذا قسمت اموال الدولة وزارات الدولة دوائر الدولة المختلفة غنائم وحصص للعوائل والعشائر والويل لمن يعترض على ذلك وهكذا الغي الدستور والمؤسسات الدستورية والقانون والمؤسسات القانونية وعدنا الى العشيرة وشيوخها واعرافها وعاد العراق ليس الى القرون الوسطى بل الى قرون الجاهلية اي ما قبل الاسلام

وهكذا تفاقم الفساد وتفرعن الفاسدون واصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها والتصدي
بعض المسئولين يحاولون ان يبينوا بعض انواع الفساد لكنهم لم يقدموا على اي خطوة ضد الفساد وأي اجراء في التصدي له اما انه خائف او انه مشارك في الفساد او انه من باب الضغط على هؤلاء الفاسدين من اجل الحصول على هبرة من الغنيمة
احد المسئولين يخرج علينا بتصريح يقول فيه ان احد مدراء الكمارك الحدودية يحصل يوميا على اكثر من خمسين مليون دينار عن طريق الرشوة يا ترى كم يحصل نائبه الموظفين الآخرين من مال عن طريق الرشوة هل فكر هذا المسئول لماذا هذه الاموال ا تقدم لهؤلاء ما هو المقابل ما هو الثمن لا شك الثمن دماء العراقيين ارواح العراقيين مرض وفقر العراقيين معانات العراقيين هذه المصائب والمآسي التي يتعرض لها العراق والعراقيين
ثم نسأل هذا المسئول ما هي الاجراءات التي اتخذتها ضد هذا المدير الخائن المجرم لا شك لم يتخذ اي أجراء من اي نوع الغريب لا نعرف كيف تم الامر لم نسمع لهذا المسئول اي صوت وكأن الامر خبر في جنوب افريقيا امريكا اللاتينية لا القضاء لا هيئة النزاعة لا الصحف لا البرلمان يظهر ان المدير المرتشي قطع لسان المسئول اتفق معه على نسبة في ما يسرقه من دماء وعرق العراقيين وانتهى الامر
لو دققنا بالامر لاتضح لنا ان مدير الكمرك كان بعثيا وان هذا المسئول كان بعثيا ايضا هل هناك شك
من هذا يمكننا القول ان الارهاب يمكن القضاء عليه لكن القضاء على الفساد صعب جدا وربما حتى مستحيل وطالما الفساد موجود يعني الارهاب موجود
كيف يمكننا القضاء على الفساد والفاسدين
اولا نحتاج الى فتوى ربانية لمواجهة الفساد والفاسدين
ثانيا تهيئة عناصر مجاهدة لا تريد سوى تنفيذ الفتوى والقضاء على الفساد والفاسدين
ثالثا القضاء على الاعراف العشائرية ونفوذ شيوخها بشكل تام وخلق عراق بدون اعراف عشائرية عراق القانون والمؤسسات الدستورية فالعشائرية واعرافها وشيوخها السبب الاول في خلق الفساد
رابعا خلق مسئولين مخلصين صادقين وفق نهج الامام علي
المسئول الحاكم هو الذي يأكل يلبس يسكن ابسط ما ياكله يلبسه يسكنه ابسط الناس
اذا زادت ثروة المسئول الحاكم عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص
فساد المجتمع بفساد الحاكم المسئول وصلاح المجتمع بصلاح الحاكم
رابعا اتخاذ كل الاجراءات الصارمة ضد الفساد والفاسدين وانزال العقوبات الرادعة بحق الفاسدين اخفها الاعدام ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here