ذكرياتي مع القوات الخاصة الجزائرية

معمر حبار

رأيت لأول مرة في حياتي القوات الخاصة الجزائرية عبر الرائي الجزائري سنة 1984 أثناء إحتفالات الجزائر بالعيد الوطني في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه وأنا طالب في السنة الثانية إبتدائي. وكان ذلك أول وآخر إستعراض تقيمه الجزائر وإلى اليوم.

ولا أتذكر من الاستعراض الذي دام ساعات طوال غير هذا الاستعراض، وما زلت لغاية كتابة هذه الأسطر أعيد من حين لآخر مشاهدة إستعراض القوات الخاصة لسنة 1984، بإعجاب شديد وحب كبير وشوق دائم، وأجمع من حولي أبنائي وأخبرهم بتلك الأيام الزهية الباهية من عمر الجزائر والجزائريين. https://www.youtube.com/watch?v=7rawUdKNt80

وحين إندلعت أحداث 5 أكتوبر 1988 كنت يومها في السنة الثانية جامعي، ورأيت لأول مرة رأي العين القوات الخاصة وهم ينزلون الشارع.

وحين إندلعت أحداث جوان 1991، كنت يومها في العاصمة وقد أنهيت دراستي الجامعية في جوان 1990.

إمتاز أفراد القوات الخاصة بالسمرة الشديدة، والقامة الطويلة، والبنية الجسدية الكاملة، والانضباط التام، وطاعة الأوامر لقائدهم، وعدم التعرض لمن حولهم من المارة والسكان، والتحكم في تصرفاتهم وأعصابهم رغم الظروف الصعبة يومها، وأنا الذي كنت أجوب يومها وباستمرار الطريق الرابط بين البريد المركزي وبن عكنون عبر النقل الجامعي حينا ومشيا على الأقدام حينا آخر.

توزعوا على طول الرصيف، وعبر مؤسسات الدولة والمصارف، وكان من حين لآخر يمر عليهم قائدهم فيوجه ويعطي تعليماته بهدوء، وقد رأيت رأي وفي الأبيار فيما أتذكر أن القائد رأى بعض التهاون في أحد رجالاته فأمطره بأبيات شعرية تبدأ بالراء وتنتهي بالكاف وما زال رنينها يرن في الأذن عبر العقود الثلاثة.

حين يرى المرء القوات الخاصة رأي العين، يحمد الله على نعمة الأمن ويشعر بالدفء والاستقرار، وأن للجزائر أبناء يستحقون كل السؤدد والفخر، ويظل يدعو للجزائر أن يحفظ أبناءها ويرعى حدودها، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here