سوط البعث يجلد الشعب من جديد

عشنا تحت حكم البعث مدة خمسا وثلاثين عاما وعرفنا اساليب اجهزته القمعيه, وابعاد حقده الطائفي, فاذا ما وجد المسؤل البعثي مواطنا يحمل هم الوطن ويدين تصرفات اجهزة النظام يبادر المسؤل الى اطلاق تهمة لها اثار مدمره ,هذا ضد الحزب والثوره يضطر المواطن الى السكوت, ولكن الحق يقال ان حزب البعث ليس شرا مطلقا وانما بنيت دولة العراق في عهده , وكان المواطن العراقي يحضى باحترام اينما حل في دول العالم , ولااتحدث عن اجرام البعث ومغامراته واذلاله للمواطن داخل الوطن ,واذاما اردنا ان نتحدث عن مرحلة ما بعد سقوط النظام ,لانتحدث عن الخراب والدمار الذي حل بالعراق ونسف البنيه التحتيه للدوله العراقيه, بل نتحدث عن الاحزاب الشيعيه التي كانت محل احترام الشعب وامله وخصوصا الاحزاب الاسلاميه, اذ كانت القيادات لتلك الاحزاب منتشره في طول العالم وعرضه, ومنها الدول الكبرى صاحبة المشاريع التخربيه حيث ان القرارات التي اتخذت ضد الشعب العراقي والوطن قبل الاحتلال بعلم قيادات الاحزاب ورضاهم, سواء الشيعيه اوالسنيه, واذا ما تتبع المحلل يجد التباني على كل ما يحل بالعراق متفق عليه بين قيادات الشيعيه والسنيه,اذ لم نجد سنيا ادين بالارهاب والخيانه العظمى اعدم في العراق وما اكثرهم, كذلك بعض الشيعه الذين سرقوا الثروة الوطنيه وهربوا خارج العراق, لان القضاء مسيس , والمشغل تبرع بالحمايه لكل من يعمل ضد الشعب والوطن , فكل وطني شيعي ووطني سني مبعد مهمش, فاصبح العراق مقسما بمقتضى المحاصصه الحزبيه والطائفيه, وليس من حق الشعب الاستنكار او المطالبه بالحقوق, فكل من يرفع صوته بالمطالبه متهم بالارهاب بعثي ولسان الحال يقول اما ان نحكم العراق بهذه الكيفيه او تريدون حزب البعث يعود من جديد, وهناك احزاب دينيه تحت نظر الحكومه في كل المحافظات العراقيه تمارس اجتماعاتها وطقوسها الدينيه, وخصوصا في ولادة النبي الاكرم (ص), فان شوارع النجف تمتلأ بكراديس الشباب ودماماتهم فيها نغمة الحرب, وهم اتباع الصرخي, لماذا كل حركة من الشعب تلصق شماعة الصرخي بهؤلاء البائسين, حتى يبرر فشل الحكومات المحليه؟ واذا كانت حركة الصرخي تحمل كل هذا الخطر ,وتعتبر مشروعا خليجيا لتمزيق الصف الشيعي ,لماذا لاتتحرك الحكومه لاغلاق مساجدهم وحسينياتهم ,وتستاصل الفتنه؟ ثم ان صدى المظاهرات في النجف المطالبه بعدم قطع الكهرباء وعدالة التوزيع في الوقت ,هولت وضخمت واعطيت اكثر من حجمها لامرين اولهما التقليل من حجم التجاوز على المواطنين الذين قتلوا واهينوا في المظاهره, وثانيا حتى ينتشر الرعب والخوف بين صفوف المواطنين ويقبلوا بمصادرة حقوقهم ولا تتكرر المطالبه مرة اخرى , نحن نسمع ونقرا ضجيج مواقع التواصل الاجماعي وهناك من يذرف دموع التماسيح على الحوزه, وهذا ما نخشاه ونعتبره بحد ذاته تحريضا مبطنا ,لان الحوزه النجفيه الاصيله تنتمي الى العراق بحاضره وماضيه وخليط من النسيج الاجتماعي المتداخل, وانما الذي يتخوف على نفسه هو الاجنبي الذي يحاول ان يصنع لنفسه هالة قدسيه تحميه من غضبةالشعب , ولا يخفى ان النجف ترحب بكل وافد اليها سواء كانت زياره عابره ,او للتحصيل العلمي ,ولكن بشرط الا يستغل طيبة العراقيين ,واحترامهم , وسلامة نواياهم, من ثم يفرض نفسه قائدا عليهم تحت عناوين شتى,اما التباكي على مقام المرجعيه, فلا خوف على المرجعية العليا لانها نزيهه والشعب العراقي يكن لها كامل الاحترام والتقدير ,لان تاريخ النجف شاهد على احتضانها للمرجعيه منذ عهد الشيخ الطوسي والى يومنا هذا,وانما الذي يرفع لواء الدفاع عن الحوزه هو المندس الذي يؤجج نار الفتنه, فالحوزه تقدم الشكر والامتنان لكل صادق يحرص على تاريخها ويحافظ على عنوانها ,وهي ليست معنيه بالافراد الذين يشذون بسلوكياتهم ,لان الحوزه شأنها شأن الشرائح الاجتماعيه الاخرى فيها المنحرف, وفيها المندس ,وفيها العالم التقي الورع , وليس كل من لبس العمامه صار نبيا مقدسا.

احمد محمود الزاملي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here