ما بعد داعش اسوء!

(قول الحقيقة وازعاج الناس افضل من الكذب لارضاء الناس)
باولو كويلو
العراق والعراقيون, يعشيشان حالة انتظار اعلان التحرير الكامل لمدينة الموصل ورفع العلم العراقي المنتصرفي المناطق المحررة من عصابات داعش, بعد اعلان النصر -والذي هو اقرب مما نتوقع- هل سيعيش العراق وشعبه بمأمن؟ ام سيكون الحال اسوء مما كان عليه ولا اتصورحالا اسوء من حال الذبح والحرق والاغتصاب وبيع الانسان الحر.
لو عدنا الى سيناريو الحرب العراقية- الامريكية التي عاش غالبية الشعب العراقي حالة من الذعر والخوف وبعض منهم –وهو المستبعد عن الخطر- عاش في حالة انتظار سقوط صنم الطاغية وسقط الطاغية نفسه في جحر وأُعدِم صدام حسين بعد محاكمته, ثم جائت مرحلة الطائفية والتي صار المواطن العراقي يخاف يدلي بأسمه خوفا من قتله, واصبح اسم (علي وعمر) متهمين بجريمة الاسم ويحتم قانون عصابات المذاهب مقتلهم, فكم من علي ذُبِح وكم من عمر قُتِل؟ وساء الوضع حتى صارت الطائفيمة مفهوم كاد ان يدرس في المدارس.
جاء داعش, فجابهته قوات الحشد الشعبي والتي استبسلت بالشجاعة والبطولة على العكس من الجيش العراقي الذي هرب وترك ارض المواجهة, وبدأ نباح السياسيون وهم يتسابقون لقيادة الحشد الشعبي الوطني. وببطولات الحشد الشعبي انتهت مرحلة داعش وبنهايتها سيتوقف الحشد الشعبي عن نشاطاته العسكرية, السؤال هو هل سيتركون الساسة الحشد الشعبي على سجيته وهي سجية وطنية ثورية ضد المجرمين والقتلة والسراق ايضا؟ طبعا كلا, فالساسة سيتأبطون الحشد الشعبي ويجعلون منه قوة يتقدمون بها على حساب اسمه وقوته.
امام الحشد الشعبي خياران لا ثالث لهما, الاول ان ينهي الحشد الشعبي عمله العسكرية ويعود مقاتليه كل الى ما كان عليه فمنهم من هو عاطل عن العمل ويتجه الى عائلته او الموظف ويتجه الى دائرته, ويجب على الحكومة اعطاء كل الامتيازات لشهداء وجرحى الحشد الشعبي وان يتعامل معكم كشهداء وجرحى القوات العسكرية والامنية الحكومية. اما الخيار الثاني فهو ان يتجه الحشد الشعبي لاشراك نفسه في الحكومة العراقية من خلال دخوله المنظومة السياسية ليشارك في الحكومة السارقة سرقاتها.
اما اذا بقي الحشد الشعبي بهذه الحالة الفوضوية والتضارب مع القوات الامنية والعسكرية فلنرحب في مرحلة حرب شيعية – شيعية تنتهي بالعراق الى اقليم شيعي غير مستقر خاصة وان مرحلة الاقاليم جرعة علاج للعراق لا هرب منها, فالبرهان البرياضي لا يقبل الخطأ.
محمد حسب العكيلي
4-7-2017
بغداد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here