نديم الزهاوي: من المهم أن يؤكد لنا إقليم كوردستان أن الاستفتاء ليس للانفصال

رووداو- لندن

لثلاث دورات متتالية، وصل النائب الكوردي عن حزب المحافظين إلى البرلمان البريطاني، ويرغب بالعضوية في اللجنة التي انتمى إليها طوال الدورتين الماضيتين وهي لجنة العلاقات الدولية، لأنه يرى أنه لا يزال أمامه الكثير للقيام به ومنها ما يتعلق بإقليم كوردستان.

وفي هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، يتحدث نديم الزهاوي عن تشكيل الحكومة من قبل المحافظين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإجراء الاستفتاء في إقليم كوردستان.

رووداو: ما هي شروط الحزب الوحدوي الديمقراطي للتحالف مع المحافظين؟

نديم الزهاوي: الحزب الوحدوي الديمقراطي سيبرم اتفاق منح الثقة للمحافظين، وهذا ليس تحالفاً كما حصل عام 2010، وإنما اتفاق منح الثقة يعني التصويت لصالح المحافظين في مشروع قانون الموازنة والمالية، وبالتأكيد الوقوف ضد أي مشروع قانون لسحب الثقة من المحافظين، ومن المهم جداً التمكن من العمل لأجل المصلحة الوطنية، أقصد أن الناس ينتظرون من تيريزا ماي أن تنجح في إدارة البلاد وتحسين الخدمات، فاليوم لدينا نسبة ملحوظة من العاطلين عن العمل وعددهم إرتفع إلى 50 ألف شخص.

رووداو: حزب العمال يصف الحكومة بالضعيفة بسبب خسارة حزب المحافظين أغلب مقاعده في البرلمان، هل الحكومة ضعيفة حقاً؟

نديم الزهاوي: حسناً، قبل أسابيع قام 183 عضواً من حزب العمال بالتصويت على سحب الثقة من رئيسهم جيريمي كوربيني، لذا لا داعٍ لأن يعلمنا حزب العمال أي درس.

رووداو: أعلنت بريطانيا، على مستوى وزارة الخارجية وسفرائها عدم تأييدها إجراء استفتاء الاستقلال في كوردستان، لماذا؟

الزهاوي: أعلن وزير الخارجية أن مصلحة الكورد هي في البقاء مع العراق، انظر، من المهم أن تتمكن كوردستان من ايجاد قناعة مشتركة بأهمية الاستفتاء، في الآونة الأخيرة ألتقيت بهوشيار زيباري الذي شغل منصب وزير خارجية العراق لمدة 11 عاماً، وأعلن لي البدء بايجاد المعالجة المثلى للتشدد الإسلامي والسلفية بعد انتهاء معركة الموصل، ونحن في بريطانيا نعاني من التشدد، وهذا ما أظهرته الهجمات الإرهابية الأخيرة حيث وقعت 3 هجمات في ثلاثة أشهر، وهو يرى أن الحل الأفضل للخلاص من داعش والسلفية هي ضمان إدارة العراق من قبل جميع العراقيين، لذا فإن الحل الأفضل هو توزيع السلطات وتقوية الجماعات المختلفة في العراق.

رووداو: هل تتوقع ردود فعل سلبية من الدول الأوروبية الأخرى حيال الاستفتاء في إقليم كوردستان؟

نديم الزهاوي: أرى أنه سيكون لمعظم الدول الأوروبية مواقفها من الأمر، والمهم هو أن تقول لنا حكومة إقليم كوردستان أن ذلك ليس عملية انفصال، بل عملية لتقوية الجماعات داخل العراق، توزيع الصلاحيات هو الخيار الوحيد أمام العراق، وأرى أنه سيصبح الحل الوحيد أمام سوريا أيضاً، عليما أن نفكر فيما سيحصل في الموصل مستقبلاً، وكيفية استئصال سرطان التطرف الإسلامي، دعونا لا ننسى أن داعش تنظيم أسس في العراق، وهو ليس بتنظيم نشأ في سوريا أو الغرب لينتقل بعدها إلى العراق، لذا يجب أن تفكر الجماعات المختلفة في العراق بكيفية التغلب على هذه الوحشية، وتوزيع السلطات جزءٌ من الحل، وكما قال هوشيار زيباري فإن العنف لا ينشأ من مجرد سؤال شعب كوردستان عن توجهاته، وإعلان الانفصال لن يتم فوراً.

رووداو: بعد إجراء الاستفتاء، هل سيدعم المجتمع الدولي البارزاني؟

الزهاوي: علينا أن ننتظر ونرى، لا أحد يعلم، كما رأيت في بلدي، عمليات الاقتراع تحمل معها المفاجآت، ويجب علي وكذلك على البارزاني كشخصين يؤمنان بالديمقراطية، أن ننتظر النتائج، وعلينا أن نصغي لهوشيار زيباري حينما يقول أن توزيع السلطات هو الحل الوحيد لتطور العراق.

رووداو: مجدداً دخلت إلى البرلمان عن حزب المحافظين، ما الذي ستفعله لتعزيز العلاقات بين بريطانيا وإقليم كوردستان؟

الزهاوي: أنوي العودة إلى لجنة العلاقات الخارجية، كما كنت عضوا في اللجنة بالدورة الماضية والتي سبقتها، وأدعو زملائي إلى اختياري مرة أخرى في اللجنة، ما يزال هناك الكثير للقيام به في المنطقة، من بينها النزاع بين قطر والخليج العربي وهو محل قلق كبير بالنسبة لنا، وكذلك العلاقات مع الصين، وبالتأكيد فإن علاقاتنا مع العراق وإقليم كوردستان على قدر بالغ من الأهمية دائماً، فبريطانيا كانت جزءاً من التحالف الذي دخل إلى العراق للقضاء على الديكتاتورية، وهناك علاقات عميقة جداً مع كوردستان، تذكر أن جون ميجر هو من أنشأ منطقة حظر طيران لحماية كوردستان، والتحرير من نظام صدام حسين الظالم.

رووداو: قبل ساعات من توقف عمل البرلمان السابق، تمت قراءة تقرير كان لا يؤيد استقلال كوردستان، هل سيبقى ذلك ساري المفعول؟

الزهاوي: أعتقد أن إحدى صفحات التقرير كان بشأن كوردستان، والتقرير لم يتعمق كثيراً في هذا الموضوع، وأغلب الوثائق تظهر جانباً واحداً من المشكلة، وأرى أنه في مثل هذا المسائل أنه من المهم الإصغاء إلى هوشيار زيباري الذي كان وزيراً للخارجية وأيضاً على صلة وثيقة بالموصل.

رووداو: ما رأيكم بما يبديه حزب العمال من دعم للقضية الكوردية والاستقلال أيضاً؟

الزهاوي: حسناً لنكن منصفين، لطالما كان جيريمي كوربين صديقاً مقرباً من الكورد وكوردستان، أنا أعرفه من 30 عاماً، من الجيد جداً أن يرأس جيريمي حزب العمال فهو صديق جيد للكورد.

رووداو: لديك توجهات اقتصادية، دعني أسالك عن مدى تفهم بريطانيا للأزمة المالية في إقليم كوردستان التي تخطت عامها الثالث؟

الزهاوي: بالتأكيد نحن نتفهم الأزمة الاقتصادية في إقليم كوردستان، لذا من المهم جداً أن نفكر حينما يقال أن مصلحة إقليم كوردستان مع العراق، لم يكن الوضع هكذا عام 2014، أنا مطلع بشكل جيد على قطع نوري المالكي لحصة كوردستان من الموازنة، بحجج واهية جداً، وبدأت بعد ذلك هجمات داعش، وهناك ثلاثة أسباب لهذا هي قطع الموازنة من بغداد وهجوم داعش والثالث هو هبوط سعر برميل النفط من 100 دولار إلى 27 دولاراً، هذه العوامل دمرت كوردستان واقتصادها، ولا شك أن حكومة الإقليم تعمل على إجراء إصلاحات اقتصادية لتقف على قدميها مجدداً، وأنا أحيي العمل الذي يقوم به رئيس الوزراء ونائبه وجميع الطواقم في مجال الاصلاح الاقتصادي، ولا يزال الطريق طويلاً، لكن أعتقد أنكم على المسار الصحيح، ونحن نرغب بالعمل معكم، فالسفراء وطواقمنا يسعون للعمل مع الحكومة الكوردية، لنضمن أن الوضع المعيشي في كوردستان سيتحسن.

رووداو: برأيكم هل سيساهم الاتفاق بين إقليم كوردستان وشركة روس نفط في التقليل من وطأة الأزمة المالية؟

الزهاوي: إن إبرام حكومة إقليم كوردستان اتفاقيات مع الشركات الكبرى خاصة الأوروبية التي لدى الدولة حصصاً منها أمر مهم جداً، لأن المجتمع الدولي سواء القطاع العام أم الخاص، يعترف بإقليم كوردستان ويعمل معه ويقر بأن حكومة إقليم كوردستان بدأت عملية التنمية ويمكن عقد اتفاقيات معها، ولا تنسى أن العالم برمته ملتزم بالوقوف ضد الفساد سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا، لذا فأن هذا مؤشر على تشجيع حكومة إقليم كوردستان، وأنا أثمن عمل وزارة الثروات الطبيعية والحكومة لتوقيع اتفاق من هذا النوع، وهذه رسالة مهمة تدل على أن كوردستان واقفة على قدميها في خارطة العالم من الناحيتين التجارية والاقتصادية.

رووداو: لماذا لا توجد استثمارات بريطانية في إقليم كوردستان؟

الزهاوي: ليس من الصحيح القول إنه لا توجد أي استثمارات بريطانية في إقليم كوردستان، هناك الكثير من الشركات قد تكون بعضها ليست بريطانية بالكامل لكنها مسجلة في البورصة البريطانية، والكثير منها تريد العمل في مجال التعليم والعديد من القطاعات الأخرى بكوردستان، لذا فإن بريطانيا مستعدة للعمل مع كوردستان، وأرغب برؤية المزيد، الوقت صعب، دعنا لا ننسى أنكم حاربتم داعش على امتداد 1000 كلم وأنكم دحرتم التنظيم، وأنا أشكر البيشمركة من أعماق قلبي على الجهود الذي بذلتها من أجل محاربة هذا التنظيم، لكن على أي حال من المقلق للكثير من الشركات أن داعش يبعد 30 إلى 40 كلم فقط عن الإقليم.

رووداو: هل يصعب عدم وجود أغلبية برلمانية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

الزهاوي: لقد أبلغت رئيسة الوزراء أعضاء البرلمان قبل أيام أن النتيجة لم تكن جيدة ولم تكن بالشكل المتوقع، لقد قالت بوضوح أنها هي المسؤولة عن هذه المشكلة وأنها هي من ستحلها اذا ما أعيد انتخابها، وقررنا بإجماع الأصوات دعمها باستثناء ثلاثة أشخاص، والمهم هو البدء بعملية التفاوض مع شركائنا الأوروبيين حول صيغة للخروج تلائمنا وتلائم أوروبا، أرى أن هنالك الكثير من النقاط المشتركة للاتفاق عليها، وعلى رئيسة الوزراء القيام ذلك بالوقت المناسب، ومع ذلك يجب أن تهتم بالخدمات الصحية وتكاليف التعليم ورعاية الأطفال والمسنين، وهي تمكنت بالفعل من إجراء اتفاق لمنح الثقة مع الحزب الوحدوي الديمقراطي وأعتقد أن ذلك يجعلها تحظى بالأغلبية للعمل، وأتمنى أن يضع نواب حزب العمال المصلحة الوطنية فوق المصلحة الحزبية فيما يتعلق بمفاوضات الخروج من أوروبا، وخلال البرنامج الانتخابي كان من الواضح جداً أنه لا يوجد اختلاف كبير بين مواقفنا حول هذه المشكلة، لقد قالوا إنهم يرغبون بوجود سوق مشتركة وحماية الحدود وهو ما يريده أغلب النواب، نحو 80% من البريطانيين يريدون الخروج، ويجب أن نقوم بذلك لأن هذا رأي الأغلبية.

رووداو: لكن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، تقول إنها تريد خروجاً شاقاً ومنضبطاً من الاتحاد الأوروبي؟

الزهاوي: هذا ليس صحيحاً، هذا ما نشر في الصحف، لكنها لم تقل ذلك أبداً، هي تريد خروجاً جيداً، أي خروجاً يحافظ على السوق المشتركة لتتمكن الشركات البريطانية والأوروبية من العمل معاً في هذه السوق، لا تنسى أن بريطانيا تطرح 60 مليار دولار في الاتحاد الأوروبي سنوياً، وحجم الاستيراد أكبر بكثير من حجم التصدير، وماي بالتأكيد تريد ضبط حدودنا وقوانيننا.

رووداو: هل تقلل الخروقات الأمنية من دعم المحافظين؟

الزهاوي: لا أعتقد ذلك، الخروقات الأمنية ترجع إلى كون داعش تنظيماً قتالياً ويقوم بغسل أدمغة الأشخاص العاطفيين، ولمعلوماتك، خلال حدوث هذه الانتهاكات الأمنية قمنا بإحباط 5 محاولات أخرى في بلادنا، لكن للأسف وقعت 3 هجمات، وطريقة تعامل رئاسة الوزراء والحكومة مع الأحداث جعلت الشعب البريطاني متفقاً على حسن إدارة الأزمة.

رووداو: لماذا ليست هنالك علاقات وطيدة بين إقليم كوردستان وبريطانيا على غرار العلاقات مع بلجيكا وألمانيا؟

الزهاوي: لدى بريطانيا علاقات ممتازة مع إقليم كوردستان، وهناك أفضل العلاقات بين السفير فرانك بيكر مع جميع الأحزاب الكوردية في العراق، وهو يعرف تلك الأحزاب منذ الحرب على صدام والبعث، ونظمنا الكثير من الرحلات من البرلمان إلى إقليم كوردستان. وقد أقررنا في البرلمان بإجماع الأصوات مشروع قانون لاعتبار الأنفال وما حدث في حلبجة إبادة جماعية، لذا لا أعتقد أن القول إن بريطانيا لا تولي أهمية بإقليم كوردستان أمر صحيح، نحن نهتم كثيراً بإقليم كوردستان، ولقد زار وزيرا الدفاع والخارجية كوردستان، بل حتى أن عمدة لندن، بوريس جونسن زار الإقليم قبل أن يتولى حقيبة الخارجية.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here