لماذا يا أخي الكردي الفيلي؟

تصلنا معلومات ونلاحظ أنفسنا، مع شديد الاسف، قيام بعض الاخوة من الكرد الفيلية بأعمال أو بأطلاق تصريحات تضعف مواقف شريحتهم الكردية الفيلية وتزحزح مصالحهم المشتركة العامة. يقومون بذلك لأسباب بعضها لطموحات ذاتية وبعضها بدوافع سياسية او حزبية، دون ان يقدر هؤلاء الاخوة حجم الاضرار التي تسببها هذه الاعمال والتصريحات لمصالح هذه الشريحة التي ذاقت الامرين اساسا.
أدت هذه الاعمال والتصريحات للأسف الشديد الى خلق نظرة سلبية عن “النخب” السياسية الكردية الفيلية لدى الاوساط الحكومية والسياسية والحزبية العراقية وغيرها ولدى الجهات والمنظمات الدولية.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر تصريحات بعض الاخوة من الكرد الفيلية حول عددنا في بغداد ، بعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية التي لم تتحقق فيها النتائج التي طمحت اليها احزابهم، وادعائهم ان عددهم لا يتجاوز 37,000! بعد ان كان عددنا مليونا قبل الانتخابات.
ومثال آخر هو ما حصل للمركز الثقافي الكردي الفيلي في بغداد الذي تم تخصيص قطعة ارض جيدة له وفي مكان مناسب في بغداد وكان في زمن توفر الموارد المالية للدولة ووجود ارادة سياسية لدى الحكومة لبنائه وتجهيزه. طبقا لشهاده بعض من اخوتنا تم تأكيدها فيما بعد من قبل موظفين في دوائر حكومية بان السبب وراء تغيير موقع المركز وتمييع وبالتالي نسيان المشروع يعود لأعمال مضادة قام بها بعض من الاخوة الكرد الفيلية.
ومثال محاولة اجهاض الكونفرانس الدولي الاول حول الكرد الفيلية الذي انعقد في البرلمان الاوربي بكتابة رسالة الى راعي الكونفرانس تطعن بهوية ومؤهلات المتكلمين فيه ونوايا الداعمين له واثارة شبهات الارهاب حوله. ثم محاولات التشويش والتشكيك وشق الصفوف والطعن التي جرت فيما بعد.
ومثال آخر هو التشكيك في المحافل العراقية والاقليمية والدولية بالأرقام المتعلقة بعدد المهجرين اعوام 1969-1972 واعوام 1980-1990 وعدد شهدائنا المغيبين التي يستخدمها الكرد الفيلية، وقولهم بانها مُبالغ فيها وتفتقد للمصداقية. وذهبوا الى أكثر من ذلك وشككوا حتى بمصداقية المصادر العراقية لهذه الارقام التي قدمها مسؤولون رسميون عراقيون، ليسوا بكرد فيلية اصلا. هؤلاء الاخوة من الكرد الفيلية يشككون بعدد المهجرين منا والذي هو 600,000 كما أكد المدعي العام الاستاذ عبد القادر الحمداني (وهو عربي وسني وليس كردي فيلي) في “قضية قتل وتهجير الكرد الفيليين” (الذي سبق وأن أكد أن “الاحصاءات المتوفرة تشير الى ان نحو 600 الف كوردي فيلي سيق الى مراكز الاحتجاز والمخيمات”.) والتي على اساس مطالعته في القضية والوثائق المتوفرة والتي استند اليها (والذي أكد ان “أعداد هذه الوثائق كبيرة جدا وصلت الى ما يقارب عشرة الاف وثيقة تتعلق بأسماء واعداد الذين سفروا واسقطت الجنسية العراقية عنهم وممن صودرت اموالهم”.) اضافة الى شهادات الشهود، اصدرت المحكمة الجنائية العليا العراقية حكمها باعتبار ما حصل للكورد الفيلية “جريمة ابادة جماعية” و”جريمة ضد الانسانية”. كما ان عدد شهدائنا الابرار قدمه السيد نوري المالكي (وهو عربي وليس كردي فيلي)، رئيس الوزراء العراقي السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي، في خطاب علني أكد فيه ان عدد المحجوزين المغيبين من الكرد الفيلية هو “أكثر من 22,000”. (يؤكد احد الاخوة الاعلاميين بان هذه “المعلومة بالنسبة للرقم دقيقة ومتداولة على نطاق واسع وعلى لسان عديد من المسؤولين والتقارير”). لم نسمع ولم نقرأ لأي سياسي او مسؤول عراقي يقول ان هذه الارقام مبالغ فيها او مشكوك بمصداقية مصادرها. بل على العكس، فمثلا أكد السيد المالكي قبل ايام في مقابلة تلفزيونية بان الارقام الحقيقية المتعلقة بالكرد الفيلية هي أكثر من الارقام المتداولة الان.
نسأل اخوتنا هؤلاء: ما الضير في أن يستخدم الكرد الفيلية هذه الارقام المقدمة من مسؤولين رسميين عراقيين (بعد الاشارة الى مصادرها) في نشاطاتهم السياسية من اجل طرح قضية شريحتهم وكسب التأييد لها عراقيا وكردستانيا ودوليا، عند غياب مصادر أخرى واستحالة اجراء إحصاءات بسبب مرور الوقت وتشتت الكرد الفيلية جغرافيا في مختلف قارات وبلدان ومدن العالم وعدم توفر الكوادر الاحصائية وانعدام المصادر المالية لأجراء مسح احصائي؟
نستشهد ببعض الامثلة ونسألهم: مَن احصى عدد اليهود الذين قتلهم هتلر والنازيون ليكون 6 ملايين؟ ومَن احصى عدد شهداء الانفال ليكون 182 الفا؟ ومَن احصى عدد القرى المدمرة في كردستان ليكون 4500 قرية؟ ومَن أحصى عدد المغيبين البرزانيين ليكون ما بين 6000 الى 7000؟ ومَن احصى عدد قتلى الحرب العراقية الايرانية ليكون مليونا من الجانب العراقي؟ الخ. هل هناك ادله او احصاءات رسميه تثبت الارقام التي اشرنا اليها اعلاه؟ هذه الارقام تستخدم وهي مقبولة بشكل عام ولا يقول أحد انها مبالغ فيها أو تفتقد للمصداقية؟
هذه الاعمال والتصريحات من قبل بعض الاخوة الكرد الفيلية، والتي هم مسؤولون عنها تجاه شريحتهم وامام التاريخ، قد سببت اضرارا بقضية الكرد الفيلية وبالمكون الكردي الفيلي ككل في الاوساط العراقية والكردستانية والدولية لأنها أثارت لدى هذه الاوساط شكوكا حول جدية ومصداقية ما يطرحه عليها الكرد الفيلية حول حجم المظالم التي تعرضنا لها وتقلل من شأن وهول ما حصل لنا من مآسي وويلات (التي أكد الاستاذ عبد القادر الحمداني ضخامتها حين صرح: “لم نجد في التاريخ جريمة بأبشع صورة مثل جريمة التهجير القسري التي تعرض لها الكورد الفيليون” ). هذه الاعمال والتصريحات ادت بدورها الى برود في صفوف هذه الاوساط وفي دعمها لقضيتنا بعد أن كانت مواقفها ايجابية. فمَن يا ترى المتضرر من مثل هذه الاعمال والاقوال؟ ومَن المستفيد ؟ نترك لكم الجواب.
واخيرا نأمل ونطلب من جميع اخوتنا واخواتنا الكرد الفيلية ان يفكروا جليا بما قد تسببه اعمالهم واقوالهم السلبية من اضرار للقضية الكردية الفيلية بشكل عام وللجهود المبذولة من قبل الكرد الفيلية أنفسهم وغيرهم لخدمة هذه القضية التي لا زالت عالقة دون حلول لحد الان رغم مرور 14 عاما على سقوط النظام الدكتاتوري، باعتراف المسؤولين العراقيين انفسهم.
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5/7/2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here