مصيبة العراقي كشرة وما تنحجي

مصيبة العراقي كشرة وما تنحجي
نوري جاسم المياحي
اليوم راح اسولف الكم سالفة كل العراقيين اللي يعانون منها ولكن محد يحجي بيها …والسبب هي ان الناس ملت وتعبت من الحجي وبلا فائدة .. والسبب بسيط فالعراقي منين ما يلتفت يلكاها سودة مصخمة …واني من اريد اكتب على موضوع اكتب بعد ما انضرب بوري اصلي واكوم اصيح الغوث ..وهسه اني راح افضفض عن همي .. ولو حجينا كما يقول ابو المثل الشعبي ( ترة حجينا مثل الضراط الما ينفه ) و لو اني ادري ان البعض من مثقفينا الكرام يلومني لاستخدام هذه الامثال الشعبية واني اكول هاي الامثال كلها حكم ودروس ولكن الناس لرسف نست فوائدها التربوية ..
وحتى لا أطيل عليكم ..فقصتي اليوم عن تجار الغفلة مال اخر وكت والمستوردين الذين لا يخافون الله …فالتجار مال ايام زمان ..كانوا مخلصين للعراق واهله ..فالمواطن ما كان له شرف التعرف على البضاعة الصينية وانما كان يعرف ويستعمل في العهد الملكي البضائع كلها من الصناعات البريطانية والامريكية والالمانية الاصلية ..وكلها ماركات مضبوطة ومشهورة كسيارات الكاديلاك والبيوك والفورد والروزرايز والالمانية كالمرسيدس والفوكس واكن ومن الكهربائيات كلها سيمنس وام كي ووستنكهاوس وباي وكروندك ..
ومن ظريف القصص التي اتذكرها ان العراقيين حتى اليوم يسمون مسحوق الغسيل بالتايد لأنه كان اول ماركة دخلت بيوت العراق وتعرفت ام البيت واستخدمته لغسل الملابس بدلا من صابون الشحم الابيض وكانت اول ماركة تسمى تايد ولهذا يومنا هذا ومئات الماركات دخلت العراق ولن ام البيت العراقية تسمي كل مساحيق الصابون بالتايد اكراما لاول ماركة دخلت العراق
ومن ظريف ذكرياتي عن ماركات بضائع ايام زمان حتى الاحذية كانت من ارقى الماركات الانكليزية كرد شوز..واتي كان وكيلها صادق محقق وخله في شارع الرشيد بالقرب من ساحة حافظ القاضي ..
وكذلك احذية باتا وهي للناس من متوسطي الحال والافندية ( وحتى ان البعض من الناس كان ينكت ويصنف فاذا اراد وصف الحذاء وبطريقة المدح العراقي ..فيقول لصاحبه مازحا (اليوم
اشتريت من باتا حذاء بس يعجبك تتفرج عليه وما يهلك تلبسه برجلك وينكرط كرط ولايك لحلك الحلو ).. وهذا كان يسمى شقه عراقي ..
وكي لا تتهموني بالترويج والحنان للصناعات البريطانية والامريكية والالمانية ..فلو قارنا بين الثلاجة او المروحة مال ايام زمان فهي تشتغل مثل الساعة لمدة 30 سنة وما تتعب ولا تكول اخ ياراسي .. اما مال هذه الايام فيومين وتخرب وتذبها بالزبالة وهذا ينطبق على السيارات وحتى مكائن الزراعة ..وحتى الطباخات النفطية كانت تستورد من امريكا من معامل كولمان المشهورة عالميا بالجودة ..
وبكلمات سريعه ومختصرة ..كانت ايام زمان وخصوصا في العهد الملكي و الحكم الوطني ..كان الموظف وطنيا امينا ومخلصا ويخلي العراق بين عيونه ..وهذا ينطبق ايضا على التاجر المستورد ..فقد كان التاجر نزيه وشريف وحريص على وطنه ..وابناء وطنه فكان لا يستورد بضاعة رديئة ..لان اول من يلومه ويفضحه هم ربعه تجار السوق ..وبذلك تبور بضاعته ويخسر ماله وسمعته ..
وبعد ان تغيرت الانظمة الحاكمة بالانقلابات المتوالية ..واصبحت السياسة مهنة وتجارة للي يسوة والما يسوة وكما يقال شعبيا بيد الكرعة وام الشعر وبدات اخلاق الناس تتغير وقيمهم تتبخر ..فلا الموظف بقي على اصالته ولا المواطن على قيمه واحساسه الوطني ..ولعبت الحروب العبثية لعبتها القذرة في فساد الناس واكملها الحصار الظالم لمدة 13 سنة ..واخيرا جاءت الضربة التي قصمت ظهر العراقيين بالاحتلال الامريكي وسياسة الحاكم الامريكي بريمر فنسف الدولة العراقية من جذورها ونصب ساسة عراقيين بالاسم والولادة فقط وفي الحقيقة هم وحوش كاسرة فا فسدوا الناس وقضوا على البقية الباقية من القيم والاخلاق ..
وبسبب غياب الرادع الاخلاقي والاجتماعي والوطني والرقابي والقانوني ظهرت فئة من تجار الغفلة …واذكر جيدا وفي الايام الاولى لسقوط بغداد بدأت اسراب السيارات التي عرفت فيما بعد بالمانفست تغزو شوارع العراق وكانت تباع بتراب الفلوس لمن كان يحلم بشراء بايسكل وكلها كانت سكراب وخردة ..وثبت فيما بعد انها كانت مدروسة و طريقة لغسيل الاموال لتمويل الاحزاب.وشراء العملاء .واليوم لو سالت أي عراقي عن حال شوارع بغداد والاختناقات فتراه يكفر بالساعة التي فتحت الحدود بلا صداد ولا رداد واغراق بغداد وكل مدن العراق بالسيارات ..حتى ان الهواء تلوث والعراقي صار يتنفس السموم ويتمرض وهو ما يعرف ..
اما عن الاغذية الغير صالحة للاستخدام البشري فحدث ولا حرج ..والمصيبة الادهى والامر هي ابتلاءنا بالبضاعة الصينية والاصح تسميتها بالزبالة الصينية ..وهي بضاعه خسيسة ومن يستوردها اخس منها وهذا ينطبق على البضائع المستوردة من الصين من السيارة الى البرغي والمسمار .. كلها طايح حظهه ..ولاسيما الكهربائيات كالأجهزة والفلورسنت والمصابيح والسويجات والبلكات وكل ما يسمى كهربائي على سبيل المثال ..تشتريها اليوم وثاني يوم تحترك وتعطب او تعطل وشيلها وذبها بالزبالة وقد تكون سببا في اشعال الحرائق وما اكثرها في دوائر الحكومة ..و المواطن المسكين والمكرود فتراه يخسر فلوسه ولا احم ولا دستور لان ماكو بضاعة بالسوك اصلية و المصنوعة في بريطانيا او المانيا مثلا ..
ولكي نكون منصفين ولا نظلم الصينين او الصناعة الصينية ..وكلنا نعرف ان الولايات المتحدة الامريكية نفسها تستورد البضاعة الصينية ..ولكن وفقا للمواصفات الامريكية ..اما الخسة والدناءة فهي بالتاجر العراقي كما يشاع ..لآنه يطلب من المجهز الصيني اردأ انواع الانتاج وحتى لو كانت زبالة والمهم عنده رخص الثمن ..فهو لا يهتم ان خسر الوطن او المواطن ..المهم عنده ما يدخل جيبه من ارباح ..وينسى هذا التاجر الدنيء ان المال العراقي الذي يدفعه للتاجر الصيني يستقطع من لقمة عيش العراقي .. ومن ميزانية العراق
ولكي اوضح او ابسط الفكرة وكمثل لو انني اشتريت فلورسنت بثلاث دولارات واحترقت خلال ايام فانا خسرت ثمنها مقابل لا شيء اما التاجر المستورد فلنفرض انه دفع للتاجر الصيني دولار واحد مقابل هذا الفلورسنت ..فهذا الدولار خرج من خزينة العراق وفي المحصلة تخسر الخزينة ثلاثة دولارات مقابل لا شيء سوى جشع التاجر. وهنا نجد ان التاجر الصيني باعك بضاعة حسب طلب التاجر العراقي ومن خان وطنه ليس الصيني وانما التاجر العراقي نفسه ..فاللوم لا يقع على الصيني بقدر ما على العراقي ..والضحية بالنتيجة هو المواطن المسكين وبسبب جشع اخيه العراقي ..
والمفروض بالحكومة العراقية ان تحمي المواطن وهذا واجبها الاساسي ولكن عندما تكون الحكومة فاشلة ومقصرة وبغياب اجهزة المراقبة والعقوبات الرادعة وشيوع الفساد في اجهزة الدولة فستبقى المأساة قائمة وهدر المال العام يستمر ويبقى المواطن هو الضحية ويدفع الثمن ..فعلى من يريد الانتصار على الارهاب حقيقة عليه ان يتذكر ان الارهاب ليس فقط بالذبح وقطع الرؤوس وانما الارهاب متعدد ومنها تجار السوء الجشعين والفاقدين للحس الوطني ويجب ان يعاملوا معاملة اي ارهابي يرفع السلاح بوجه العراقيين الابرياء لاتهم يستوردون بضاعة فاسدة او زبالة .. وقد تتسبب في قتل الناس ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here