الحقائق ما بين البرهان والبهتان

حسين نعمة الكرعاوي
لكل مرحلة رجالها كما ان لكل فكرة زمانها ولكن أن نجد رجالاً لكل مرحلة وأفكاراً تستوعب كل الازمان هذا لا يحصل الا في الحكايات الخيالية وكما هو متعارف عليه في بعض الاحيان نتعرف على الخياليات بأشكال والوان مختلفة ففي العراق مثلاً كل أربع سنوات نرى دراميات كلاسيكية تكاد تكون اقرب للخيال من اي شكل أخر فنجد الاخراج من خارج الحدود والتنفيذ من داخلها والمسيطر فيها هو الطرف الذي يراقب ويحرك الاوضاع كرقع الشطرنج حسب ما يقتضيه الوضع تكون الحركة القادمة لا شك أن ملك اللعبة غالباً ما تكون المصلحة التي تقودها متطلبات كل مرحلة وكل خطوة تأخذ بالحسبان فعندما تتعارض تلك المصالح نصل لمرحلة كش ملك السلطة في العراق دائما ما تكون محط الانظار والترقب فمرحلة الاربع سنوات ممكن ان تحدد بأربع ساعات عندما تلعب الهيمنة الحزبية اوراقها التي غالباً ما تكون في مقدمتها الدعم الخارجي المتمثل ببعض الدول التي لا يختلف اثنان على الدور الذي تلعبه في منهجية الحكم وتحديد اتجاهاته الحالية ورسم المستقبلية منها وهكذا تعاقباً يأتي الدور لمفوضية الانتخابات التي لا شك ان دورها يكاد يكون من اقوى العوامل الموثرة داخلياً بحكم قبول الاحزاب التي لا يطول غبار الفساد ملامحها أو استبعاد الاطراف التي لا تمتلك احقية في ظل تصاعد وتيرة الصراعات السياسية التي في الغالب تكون ضحاياها جسيمة تبدأ بلغة الانتهاكات التي تجوب الافق والتي لعلنا نجد في مقدمتها التعرض لمدى استقلالية المفوضية العليا تبدأ بقراراتها السابقة للانتخابات وتمر بمرحلة الانتخابات وفرز الاصوات وسير العملية الانتخابية الى ان تصل لاعلان النتائج التي تشكل هاجس تخوف البعض في حين نجد البعض الاخر قد برهن وفسر النتائج حتى قبل اعلانها وفق رؤى سابقة تعاد كل أربع سنوات وتلك التي اطلقنا عليها مهزلة الخيال المتخبط الذي يعاد في كل دورة بشكل مختلف وبزي اخر ولكن نفس النوايا والاهداف والمصالح ولكي نتطرق للطرف الاخير والحلقة المفقودة من السلسلة الا وهي حلقة الناخب نحتاج لخط سطور التلون والمسير خلف الاموال والمشاريع ولغة استثمار الاصوات بشكل أو بأخر ولكن لنختصرها بقول بسيط (( لكي تبني وطن تحتاج ضمير ولكي تبني ضمير تحتاج مواطنين )) في زمن غابت الوطنية لتحيا النفوس الدنئية لتسطر حروف الهيمنة المبنية على توافقات مصلحية …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here