الخطوة الجديدة نحو السلام في سورية.. ماذا يناقشون في أستانا؟

بدأت في أستانا، يوم الثلاثاء 4 يوليو، الجولة الخامسة للمحادثات بشأن التسوية السورية بهدف تخفيض التوتر والعنف بالشكل الملموس في الجمهورية العربية السورية. ويقدر خبراء سوريون الوضع في مناطق تخفيف التصعيد “مستقر” على الرغم من عدد انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل “هيئة تحرير الشام” وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

ومن الجدير بالذكر أن الإرهابيون قد حاولوا عرقلة محادثات السلام في أستانا مرارا وتكرارا. وارتكبوا التفجير الذي أودى بحياة مدنيين أبرياء في دمشق. بالإضافة إلى ذلك أنهم استعدوا استفزازا آخرا باستخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب من أجل إلقاء اللوم على حكومة بشار الأسد على ذلك. بدأ ظهور في الشبكات الاجتماعية شرائط الفيديو الكاذبة مع “ضحايا الهجوم الكيميائي” إلا عندما قام الجيش السوري وحلفائه بالعمليات الهجومية الناجحة ضد المتشددين. ولكن الهجمات الإرهابية أو الاستفزازات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية لم يمنع الأطراف جلوس إلى طاولة المفاوضات.

يجب الإشارة إلى أن كانت النتيجة الرئيسية للجولات السابقة من المحادثات في أستانا هي الاتفاق حول تشكيل الفريق العامل المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سورية وتوقيع المذكرة حول إنشاء مناطق تخفيف التصعيد من قبل الدول الضامنة فيما بينها روسيا وتركيا وإيران والتي تهدف إلى تخفيف العنف والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي البلاد والتسوية السياسية للنزاع السوري.

على الرغم من حقيقة أن جرت اللقاءات الثنائية بين الوفود يوم الثلاثاء خلف أبواب مغلقة يمكننا الآن أن نتكلم عن النتائج المبكرة. ناقش الأطراف خلال اليوم الأول من المحادثات آليات عمل مناطق تخفيف التصعيد. قال مصدر مقرب من المحادثات إنه يمكن اطلاق المراقبة على مناطق تخفيف التصعيد في سورية من جانب الدول الضامنة لمدة ثلاثة أشهر مع إمكانية تمديدها وتوزيع مسؤولية عليها على النحو التالي: في الشمال روسيا وتركيا، في وسط البلاد إيران وروسيا وفي الجنوب روسيا. يستغرق نشر القوات في هذه المناطق مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع لتطبيق الوثيقة “على الأرض”.

قد اعتزم المشاركون في ختام الجولة الخامسة من المحادثات في أستانا على توقيع الوثيقة النهائية حول تخطيط حدود مناطق تخفيف التصعيد ونظام سيطرتها. وانتهى أستانا-5 من دون توقيع هذه الوثيقة لكنه سيتم موافقتها في الجولة المقبلة التي ستعقد في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس. ومع ذلك، لا بد من القول إن الأطراف وصلت إلى نتائج إيجابية خلال الجولة الخامسة من المحادثات. على وجه الخصوص، اتخذت الأطراف القرار حول تشكيل الفريق العامل المشترك الذي سوف تستكمل كل المتطلبات التشغيلية والفنية لجميع مناطق تخفيف التصعيد، وسيعقد لقاءه في 1 و2 من أغسطس المقبل في طهران.

أما المسائل المتعلقة بعملية تبادل الأسرى وإزالة الألغام من المواقع الثقافية التي تكون تحت حماية اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي وتشكيل لجنة المصالحة الوطنية، فيعود مشاركو الاجتماع إليهم في الجولة المقبلة من المفاوضات.

ومن الواضح أن ما يكفي من الوقت للوفود لموافقة على كافة المسائل التي تم إدراجها في جدول أعمال المحادثات. وفي الوقت نفسه، أصبحت منصة أستانا مكانا هاما لمناقشة عدد من القضايا الصعبة لحل النزاع السوري مجددا. وفي أي حال تعتبر هذه المحادثات خطوة حقيقية أخرى نحو السلام ليس في سورية فقط فحسب بل في الشرق الأوسط كله في المستقبل القريب.

كاتب وصحفي سوري للمركز الإعلامي “سورية: النظر من الداخل”

أحمد صلاح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here