الهند تزرع 66 مليون شجرة في 12 ساعة فقط ..فاعتبروا يا اولي الألباب

 بقلم جوامير مندلاوي

زرع حوالي 1.5 مليون متطوع هندي امس 4 تموز 2017 اكثر من 66 مليون شجرة على طول نهر نارمادا بولاية براديش

وكانت الهند قد تعهّدت بموجب اتفاق باريس بزيادة غاباتها بمقدار 5 ملايين هكتار قبل عام 2030، لمجابهة التغير المناخي.

ورصد مراقبون من موسوعة غينيس العالمية حملة الزراعة، ومن المتوقع أن يؤكدوا خلال الأسابيع القادمة أن هذه المجهودات قد حققت رقما قياسيا جديدا.

وفي العام الماضي، سجل المتطوعون في ولاية أوتار براديش رقما عالميا من خلال زراعة أكثر من 50 مليون شجرة في يوم واحد.

انتهى الخبر ومنه عرفنا ثلاثة اشياء :-

الاول انسان .

الثاني يزرع شجرة .

الثالث في ضفاف نهر.

في العراق لدينا انسان اولا ولدينا شجر ثانيا ولدينا نهرين ثالثا.

اذن ماذا ننتظر؟؟؟

هل ننتظر اشعة الشمس والرياح تعري بقية تربتنا الهشة, وتحولها الى صحاري, ام فقط نشتكي حر الصيف بسبب قلة الغطاء النباتي؟

هل نسمح للعواصف الترابية والغبار تشوب هوائنا التي نستنشقها؟

الانسان بامكانه تطويع الطبيعة لصالحه, وقد فعل من قبل, لقد حولت بوادي جرداء الى غابات كما في استراليا.

اذا لم يتحرك العراق باتجاه حل تجريف وتعرية التربة فسيكون رمال الجزيرة العربية امتداد للسهل الرسوبي .

بامكاننا عمل مصدات الغبار امام العواصف الترابية القادمة من الجزيرة العربية,عبر زرع الاشجار المقاومة للعطش في محافظات الأنبار, كربلاء المقدسة,النجف الأشرف, الديوانية, , المثنى, ذي قار البصرة اذ يمر نهر الفرات بكل هذه المحافظات العزيزة, بامكاننا زرع احزمة خضراء حول مدننا الحبيبة, بامكاننا المحافظة على الغطاء النباتي القائم.

لا اناشد الحكومة العراقية لانها حتى اذا قامت بالامر فستشوبها الفساد التي غارقة هي فيها حتى ام راسها.الفاسدون في بلدنا يتنافسون على سرقة اكبر قدر ممكن من الاموال لكي يأمنو امبروطورياتهم المالية لا الصالح العام.

بينما الحكومات والتي هي من العالم الثالث اي من نفس المدرسة التي نتتمي اليها تكرس دورة سنينها الاربعة لتقدم اكبر قدر ممكن من الصالح العام ومثالها الهند التي تعتبر من دول العالم الثالث المتقدمة.

الكرة الأرضية تمر في هذه العقود من الزمن بازمة الاحتباس الحراري global worming , وهذه ليست ازمة محلية او اقليمية بل دولية. الدول عملت جاهدة لتجنب هذا التصحر,مثلا المغرب بنت اكثر عدد ممكن من السدود في وديانها واخذت تتباهى امام العالم بانها بمنئ عن العطش حتى وان لم تمطر 10 سنوات.

امكانيات العراق المائية اكبر من مثيلاتها في المغرب لكن هناك تنمية وامن غذائي وهنا فساد وامن مالي لكن للمسؤولين فقط!

اناشد الشعب.. اناشد منظمات المجتمع المدني , اناشد الجامعات المدارس. الأندية الرياضية ,الجوامع كافة شرائح الشعب الذي يحب نعمة الخضرة في بلده, وارى فيه الخير والعطاء ان يبادر في الزراعة.

ان افضل موسم للزراعة في العراق هو موسم الربيع وموسم الخريف فلماذا لا نزرع كما تزرع دول العالم مثل الهند والمغرب؟

حاضر البلد ومستقبلها , حاضرومستقبل ابناءنا ان تركناه بيد الحكومة فلن تكون افضل من حياتنا اليومية التي نذوق مرارتها في كل ساعة, ان لم تكن اسوء منه.

علينا اذن ان نشمر عن سواعدنا ونزرع الأرض لنثبت تربتنا ونحصنها من التعرية وننشأ الظلال لأبناءنا

انها مسؤولية اخلاقية تقع على اعناقنا فاعتبروا يا اولي الألباب.

4 تموز 2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here