لصوص البيت

لصوص البيت

ضياء العبودي

قررت ان ابني بيتي ..
لمرة لا أتذكر تسلسلها ..
لكن بطريقة اخرى .
أكثر حذراً ..
وأقل أناقة ..
أنت أيها النجار :
المنضدة وأرجل الكرسي لك .
اجعلها تزكم أنف الأرضة !!
أجعل لونها بلون الغبار ..
فأذرعي أعارتها الحرب للمزابل !!
وأنت أيها النقاش :
أرسم لي جداراً لا يتكئ عليه الا الجنود الفارون من الحرب ..
أو الامهات بأنتظار الجثامين ..
لا بأس بالسكارى والجياع ..
أيها الحداد :
أترك الشبابيك مصيدة لاصابع الذباب والتراب .
صمم لي باباً يخفف من ضجيج النباح ..
يمنحني إغفاءة لمدة الف سنة !
لو تسمح أيها الخياط :
أصنع لي معطفاً فضفاضاً !!
لأخفي فيه ميراثي من الوجع .
فالكل يتهمني بالحزن !!
يا صانع الاقفال :
سأغلق كل شيء !
حتى المدخنة !
فكل مدخراتي :
من الحب والوفاء والمجد والاقلام وسلسلة الثورات والنكبات والاغنيات والاهات ..
معرضة للغصب ..
وربما للمصادرة ..
ومازلت أُحاكم بسببها !!
أما أنت يا حارس البيت :
دع القطط والكلاب السائبة وفضول الغرباء ..
راقب كل الورثة والابناء !!
فكل السرقات ..
قيدت ضد مجهول !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here