العنوان في آخر سطر !…

رحيم الخالدي

تخلي كل العرب دون إستثناء عن العراق، بعدما كان في الطليعة! بفضل الأموال الخليجية المغدقة، التي أسكتت كل الأفواه، التي تتكلم بالتحرر والديمقراطية، وهي أبعد ما يكون عن أبسط المقومات الإنسانية، والحقوق المدنية التي أقرتها الأمم المتحدة في أبجدياتها، تصدى أبناء الوسط والجنوب! وفق الفتوى التي أطلقها السيد السيستاني، لأعتى تنظيم عرفتهُ البشرية، والذي فاق التتار المغول بالجرائم، كونهم يملكون بعض الأعراف التي تخصهم، من الإعتداء على حرمة البشر، وكانوا يستهدفون العلم والتطور الحضاري لأنهم لا يمتلكونها، وسقوط بغداد على يد المغول في الأيام الغابرة مثالاً.

سقطت الموصل، وتبعها باقي المحافظات التي كانت تحتضن بين جنباتها القاعدة، وباقي التنظيمات التي أسسها السياسيون! الذين يعملون عند من لا يريد للعراق خيراً، لقاء أموال خربت البنى التحتية، وإستهدفت لكل ماله صلة بالتقدم والتطور، ولم يستثنوا أيّ شيئ،! إنتهت بساحات الذل، التي أدخلت المجاميع الظلامية، التي عاثت فساداً، وصلت هذه المجاميع لأسوار بغداد، وهذا يذكرني للقاء شاهدته من إحدى القنوات الفضائية، بلقاء مع المخضرم الحاج باقر الزبيدي، عندما تكهن وفق رؤية، أن المعركة ستكون على أسوار بغداد، وكان ذلك بالفعل، من دون حراك عسكري من قبل الحكومة العراقية !.

تتعالى الأصوات النشاز من السياسيين، الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين عن الطائفة السنية، ومعهم دول الجوار الممولة لإستدامة الإرهاب، بعد كل إنتصار يحققه الحشد بالخصوص! وصلت إتهامه بأنه منظمة إرهابية! بينما لم نسمع ونرى نفس هذه الأصوات، تتكلم عن التجاوزات وبث الأفكار الهدامة، من قبل تلك المنظمات الإرهابية، وسبي الأيزيديات وبيعهن بسوق الرقيق، وإختطاف أطفالهن وزجهم بعملياتهم الإنتحارية، وتفجير المواقع الأثرية، وسرقة المحتويات وبيعها في دول العالم، ناهيك عن التخريب الذي طال كل المؤسسات والدوائر الرسمية وشبه الرسمية، والكتابات على الحيطان بمصادرة أملاك المواطنين، الذين يعارضون فكرهم التكفيري، البعيد كل البعد عن كل ماله صلة بالإنسانية .

التخوف من الحشد بات اليوم حديث شارع الدول الإستعمارية، كونه أوقف المخططات التي سهروا عليها ليال طوال دهاقنة السياسة الأمريكية، وجعل المنطقة العربية مشتعلة! لأهداف أكبر مما يتصورها المواطن البسيط، وما زيارة ترامب الأخيرة، ورجوعه لأمريكا محملا بالأموال، والعقود التي أبرمها مع العائلة المالكة، الا دليل واضح أن المخططات تسير بإنسيابية، والتدخل الأمريكي الواضح في ساحة القتال، لكل من سوريا والعراق الاّ بقاء الحال كما هو عليه، للتحضير لأيديولوجية جديدة، بديل عن المخطط الذي فشل بتقسيم المنطقة، ولا نقول أن السعودية تعمل بمفردها في الساحة، من حيث التمويل المادي وإستقطاب المقاتلين والفتاوي التكفيرية، بل هو الدور المناط بها، لجعل المنطقة العربية تقبل بإسرائيل دولة معترف بها .

الحشد الشعبي المقدس باق، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يمكن في يوم من الأيام، أن تعود الهيمنة الامريكية بأي وسيلة وطريقة كانت، والمناورات التي تعملها في تمويل الإرهاب وبقائه لا يمكن أن تستمر لأن هنالك من يتصدى لها، سواء بالطرق الدبلوماسية أو رفع السلاح، ومن المؤكد أن هنالك برنامج طرحه التحالف الوطني، للتحضير لمرحلة ما بعد داعش، وكيفية البناء وتعمير المدن، وبالطبع هذا يحتاج لتظافر كل الجهود، للنهوض والعودة بالعراق ليكون محور الشرق الأوسط، كما كان لاعباً أساسيا ماقبل حكومة البعث، وبوجود السيد السيستاني لا يمكن لأمريكا تمرير سياستها، وفق أهواء كيسنجر والعراب الجديد ترامب، الحشد الشعبي باق والكلام حَولَ حَلّهِ لا أساس لَهُ .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here